آية الله السيد هادي المُدرّسي يوجه نداءأً الى حشود المشاة الى كربلاء المقدسة

شبكة مزن الثقافية
سماحة آية الله السيد هادي المدرسي دام عزه
سماحة آية الله السيد هادي المدرسي دام عزه

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على خير خلقه محمد وعلى أهل بيته الطيبين الطاهرين.

إخوتي المؤمنون: يا من تمشون فراداً وجماعات إلى كربلاء لتثبتوا للعالم أن العراق عراق علي والحسين، أيها الأبطال إنكم تصنعون التاريخ بخطواتكم هذه ليعرف الجميع أن الحسين ليس قضية تاريخية أنتهت في عاشوراء، وإنما هو حركة الأمة بأتجاه المستقبل ومن هنا أتوجه إليكم بعد تقبيل أقدامكم بالنصائح التالية:

  • إخلاص النية والعمل:

أولاً: اجعلوا ممشاكم لله، واخلصوا في عملكم هذا ليكون لكم بكل خطوة ثواب حجة وعمرة وإياكم أن يختلط في نياتكم ما يُنقص من ثواب هذا الزحف العظيم فإن الله تعالى لا يقبل عملاً يطلب فيه غيره وقد قال في حديث قدسي "أنا خير شريك من عمل لي ولغيري جعلته لغيري".

  • مدرسة رسالية متكاملة :

ثانياً: حولوا فترة وجودكم في الطريق إلى مدرسة رسالية متكاملة تتعلمون فيها العادات الحسنة والأخلاق الفاضلة وأداء الواجبات وبخاصة الصلوات الخمسة في أوقاتها ولا تنسوا أن الحسين عليه السلام قدم ثلاث شهداء لإقامة الصلاة في يوم عاشوراء.

  • الحذر من المستغلين:

ثالثاً: لا ترفعوا من الشعارات إلاّ ما يتناسب مع قدسية عملكم واحذروا الذين يحاولون استغلال حركتكم لمآرب دنيوية والتسلق على اكتافكم لصنع زعامات تخدم مصالحهم.

رابعاً: اعلموا أن الحسين عليه السلام بكل عظمته وجلالة قدره هو معلم من معالم التوحيد، والتقرب إليه إنما هو بالتقرب إلى الله عز وجل وأداء الواجبات وترك المحرمات فليس مع الحسين من لا يكون مع الله وليس حسينياً من لم يكن ربانياً.

  • أظهار الولاء للمنتظر والدعاء بالفرج:

خامساً: اظهروا للعالم أنكم لستم أمة بلا راعٍ فإمامكم الذي تبايعونه كل يوم حي يرزق ينتظر أمر الله لكي يقوم بتطهير الأرض من البغي والطغيان ويملأها قسطاً وعدلاً بعد أن ملئت ظلماً وجورا.ً،فاظهروا ولائكم لخاتم الأوصياء ووعد الله الذي لا يخلف وعده من خلال رفع أصواتكم عقب كل صلاة وفي حالة المشي بالدعاء المعروف (اللهم كن لوليك الحجة بن الحسن المهدي صلواتك عليه وعلى آبائه في هذه الساعة وفي كل ساعة ولياً وحافظاً وقائداً وناصراً ودليلاً وعيناً حتى تسكنه ارضك طوعاً وتمتعه فيها طويلاً)

  • التعاون والتآخي:

سادساً: تعاونوا فيما بينكم في الطريق واشكروا الذين يقدمون لكم الخدمات من أصحاب المضايف والحسينيات والهيئات فهم شركاؤكم في هذا الزحف الرباني المقدس ولولا خدماتهم لم يكن باستطاعة هذا العدد المليوني أن يتوجه الى كربلاء الحسين عليه السلام في كل عام.

  • الالتزام بالصلاة:

سابعاً: إن زياة الحسين عليه السلام هي وسيلة لامتلاك المثل العليا في الأنبياء والرسل والأوصياء فكما أنكم تقفون أمام ضريح الإمام الحسين لتشهدوا له أنه قد أقام الصلاة وآتى الزكاة وأمر بالمعروف ونهى عن المنكر وعبد الله حتى أتاه اليقين، كذلك فإن عليكم أن تنضموا إلى قافلة الحسين وتقيموا الصلاة وتؤتوا الزكاة وتأمروا بالمعروف وتنهوا عن المنكر وتعبدوا الله حتى يأتكم اليقين.

  • الاتزام بالنظام العام والنظافة:

ثامناً: كونوا أنموذجاً يُقتدى بكم في الالتزام بالنظافة فهي وصية رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم الذي قال: (النظافة من الإيمان) وكونوا انموذجاً يقتدى به بالالتزام بالنظام العام فهو وصية أمير المؤمنين عليه السلام الذي قال لولديه: (أوصيكم بتقوى الله ونظم أمركم).

  • تذكر الشهداء والتضحيات:

تاسعاً: اذكروا في الطريق كل أولئك الذين أحيَوا هذه الشعيرة المقدسة من جديد وكل الشهداء الذين استرخصوا دماءهم في سبيل حريتكم هذه فلولا تلك الدماء الزاكيات لكان الطاغوت لا يزال يجثم على صدر العراق والعراقيين.

  • الوقوف مع المظلومين:

عاشراً: لقد كنت خلال ثلاثة عقود ضحايا الظلم والعدوان فأنتم أكثر من يعرف بساعة الظلم والبغي ومصادرة الحقوق فلا تكونوا لا مبالين تجاه المظلومين في كل مكان وبخاصة في الأراضي المحتلة حيث يتعرض المؤمنون والمسلمون الفلسطينيون هناك للقتل والذبح والتدمير في كل يوم، إن الوقوف مع المظلومين هو الذي دفعكم اليوم للسير على أقدامكم إلى كربلاء فلتكن جميع الظلامات نصب أعينكم قديمها وجديدها فاثبتوا للعالم أنكم مع هابيل ضد قابيل، ومع إبراهيم ضد نمرود، ومع موسى ضد فرعون، ومع رسول الله ضد قريش، ومع علي ضد بني أمية، ومع الحسين ضد يزيد، وأنكم اليوم مع الفلسطينيين ضد اسرائيل.

الحادي عشر: لتكن من شعاراتكم دائماً لبيك يا الله، لبيك يا محمد، لبيك يا علي ، لبيك يا زهراء، لبيك يا حسن، لبيك يا حسين، لبيك يا عباس، لبيك يا مهدي، أو اجمعوا كل ذلك بقولكم: لبيكم يا آل الله.

الثاني عشر: ليكن في كل مجموعة على الأقل واحد يلبس الكفن ليرمز إلى استعداد العراقيين دائماً وأبداً للتضحية في سبيل تلك الأهداف التي ضحى من أجلها الحسين وأصحابه البررة وقولوا مع القائل: إنا جنودك يا حسين وهذه أكفاننا وأكفنا البيضاء، إن فاتنا يوم الطفوف فإنما ارواحنا لك يا حسين فداء.

ومرة أخرى أقبل تلك الأقدام المخلصة التي تتجه الى حيث أتجه زين العابدين في يوم الأربعين وإلى حيث أتجهت زينب سلام الله عليها وقافلة الأسرى في يوم الأربعين.


والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.