صدر حديثاً للشيخ اليوسف: الشباب والثقافة المعاصرة

رؤية قرآنية في معالجة التحدي الثقافي

الشباب والثقافة المعاصرة...رؤية قرآنية في معالجة التحدي الثقافي
الشباب والثقافة المعاصرة...رؤية قرآنية في معالجة التحدي الثقافي

 

  • الكتاب: الشباب والثقافة المعاصرة...رؤية قرآنية في معالجة التحدي الثقافي.
  • المؤلف: الشيخ عبد الله أحمد اليوسف.
  • الناشر: مركز القرآن الكريم بصفوى.
  • الطبعة: الأولى.1431هـ-2010م.
  •  عدد الصفحات: 172 صفحة.

في التقدم التقني والحضاري الذي نعيشه تواجهنا الكثير من التحديات الجسام، لذا نحن بحاجة دائمة إلى أن نضع الحلول الملائمة، والخطط المحكمة، من أجل عدم الوقوع في المنزلقات الخطرة التي تصادفنا، وبالتالي النجاح في مسيرتنا الحضارية، وفي مقدمة هذه التحديات التحدي الثقافي الذي يسعى إلى التأثير على القوة الشبابية، هذه الطاقة تمثل المخزون الاستراتيجي لأيِّ أمةٍ، خاصةً إذا عرفنا أن هذه الشريحة "هي شريحة سريعة التأثر بكل ما يدور حولها من تطورات علمية وتكنولوجية وتقنية ومعرفية وثقافية، فهي الأسرع استجابةً للمتغيرات، والأقدر على التفاعل مع كل جديد، والأكثر قدرةً في التكيف مع المتغيرات الزمانية والمكانية" (ص7).

في هذا الموضوع المهم والحساس صدر حديثاً كتاب (الشباب والثقافة المعاصرة...رؤية قرآنية في معالجة التحدي الثقافي) لسماحة الشيخ عبد الله أحمد اليوسف عن مركز القرآن الكريم بصفوى، حيث يسعى المؤلف إلى تقديم رؤية مستنبطة من القرآن الكريم، ومعالجاته، والسنة  المطهرة.

هذا وقد قسَّم المؤلف الكتاب إلى ثلاثة فصول، كالتالي:

الفصل الأول : عمل اليوسف على استعراض المفاهيم والمصطلحات المرتبطة بموضوع الدراسة، وهي (المراهقة والشباب والثقافة)، محاولاً إيضاح المراد بها من جهةٍ لغوية وعلمية وقرآنية.

أما الفصل الثاني: فتحدّث فيه المؤلف عن الثقافة المعاصرة ومصادرها ووسائلها وأهدافها وتأثيراتها. ويُمثل هذا الفصل الجزء الأكبر من الكتاب؛ لما يحتويه من موضوعات وتفريعات. فأما أهم مصادر الثقافة التي أشار إليها المؤلف فهي: وسائل الإعلام المختلفة بما تشمل من قنوات فضائية، وإذاعة، وصحف ومجلات، هذا بالإضافة إلى وسائل أخرى يقف في مقدمتها الإنترنت والكتاب. بعدها حاول المؤلف أن يبيِّن الوسائل التي تسعى من خلالها للتأثير على الشباب من تركيزٍ على الغرائز والشهوات وتهييجها، وثقافة الصورة المتحركة، وثقافة الموضات والصرعات الحديثة، والاهتمام بكل الأذواق والأمزجة الشبابية. هذا من جانب، ومن جانبٍ آخر تحدَّث اليوسف عن الأهداف والغايات التي تعمل الثقافة المادية بمختلف الأساليب لتحقيقها فيما يخص جيل الشباب، والتي يمكن إجمالها في: إضعاف الروح الدينية، وتغيير البنية الثقافية، وإفساد الشباب أخلاقياً، والتأثير على سلوكيات الشباب، وبناء قيم وعادات اجتماعية جديدة. ليختم اليوسف هذا الفصل بأهم النتائج والآثار السيئة للثقافة المعاصرة على فئة الشباب، من آثارٍ نفسيةٍ كالإحباط والعنف والمزاجية و...، وآثار أخلاقية، وآثار سلوكية وتربوية، وآثار ثقافية، وأخرى اجتماعية، وآثار اقتصادية، وقد عمل المؤلف على توضيح هذه الآثار وما تتركه من بصمات واضحة على واقع الحياة، وخاصةً حياة الشباب.

أما الفصل الثالث: فيمثِّل الثمرة، والغاية المتوخاة من هذه الدراسة، حيث قدَّم اليوسف فيه رؤيةً قرآنية في معالجة التحدي الثقافي المعاصر، وقسَّم الحديث فيه -أيضاً- إلى محورين: المحور الأول الأساليب الوقائية، من خلال الارتباط بالله وتزكية النفس وتقوية الإرادة وإعمال الفكر، والزواج المبكر، وصناعة خطاب ثقافي مميز باستخدام تقنيات وأساليب خاصة في مخاطبة الناس كأسلوب الأسئلة والتساؤلات، وأسلوب القصة، وأسلوب الحوار، وأسلوب ضرب الأمثال.

أما المحور الثاني في هذا الفصل فهو الأساليب العلاجية، فربما تأثر قسم من الشباب بتلك الثقافة المادية تحت الإغراءات فسقط في شِراكها، فهنا لا بدّ من محاولة إعطاء العلاج الناجع، والذي أجمله اليوسف في: الرجوع إلى الدين، والتوبة من كل ذنبٍ، وتعديل الغرائز والميول، والتركيز على عيوب الثقافة المادية، والعمل على إيجاد البدائل لسدِّ الفراغ، وقطع الطريق على تلك الثقافة المادية المفسدة.

وفي الحقيقة، إن الشيخ اليوسف قدّم دراسةً قرآنية تربوية جميلةً للشباب، وهو المسكون -دائما- بهموم الشباب وطموحاتهم وتطلعاتهم، حتى أصدر العديد من الكتب في هذا السبيل.

كاتب ومؤلف من السعودية