سيهات : الأم ومسؤولية التربية

شبكة مزن الثقافية

 

القى سماحة الشيخ صادق أحمد الرواغة «حفظه الله» يوم الجمعة بتاريخ 22 جمادى الآخرة 1426هـ الموافق 29 يوليو 2005م في مسجد العباس  بمدينة سيهات كلمة بعنوان «الأم ومسؤولية التربية »..


قال تعالى:﴿ يَا أُخْتَ هَارُونَ مَا كَانَ أَبُوكِ امْرَأَ سَوْءٍ وَمَا كَانَتْ أُمُّكِ بَغِيًّا .

أبارك لكم ميلاد بضعة الرسول الأكرم فاطمة الزهراء، التي منحها الرسول ميزة لا تتوفر في غيرها من البشر قاطبة، ألا وهي (أم أبيها)، فهذه الصفة وهذه المكانة لم تعط لأحد قبلها ولن تعطى لأحد بعدها، فهي مما اختصت بها لتميزها بها، فقد كانت حقاً أماً لأبيها وقلباً يستمع لصوت أبيها المرهق من العناء الذي يناله من تبليغ الرسالة وصدود قريش عنه وهم أهله وعشيرته ، ورفضهم له واتهامه بالكذب والجنون.

وبهذه المناسبة نغتنم الفرصة لنتحدث حول مسؤولية المرأة الأم باعتبارها المربي والراعي الأول لأبناء المجتمع الذين يتخرجون على يديها.

ولكن لابد من الحديث عن المجتمع بشكل عام، حتى يمكن فهم العلاقة بين الأسرة وبين المجتمعات البشرية.

ركائز الأسرة هي ركائز المجتمع

المجتمعات البشرية قائمة على ركيزتين أساسيتين:

الرجل من جانب والمرأة من جانب آخر، فهما قوام المجتمعات وبدونهما لا يمكن لأي مجتمع أن يتكون.

والأسرة لكونها منطلقا لبناء المجتمعات، فهي كذلك تعتمد على هذين الركنين الأساسيين، وتكوين الأسرة لا يتم إلا من خلالهما -الرجل والمرأة-، فهما من يضخان ويزودان المجتمع بالأفراد الذين بدورهم يتحملون العبء والمسؤولية الاجتماعية مستقبلاً، وهم من سوف يقوم المجتمع عليهم.

وبما أن الرجل والمرأة كلاهما يتحملان نوعية الأفراد الذين يشكلون المجتمع، فهما معنيان بالدرجة الأولى عن تربية أفراد الأسرة تربية سوية سليمة صالحة.

إن المعني بالدرجة الأولى في البعد التربوي هي الأم بما لها من أهمية وتأثير واضح على أبنائها.

فإن صلاح المجتمعات مبني على صلاح الأم، وفسادها تتتابع جذوره لتصل إلى الأم أيضاً.

إن هذا التلازم بين صلاح وفساد أبناء المجتمع وبين الأم له اعتبارات متعددة أبرزها:

- أن الأم هي المدرسة الأولى التي يتلقى فيها الأبناء تعليمهم وآدابهم لأنهم أكثر التصاقاً بها.

- أنها تعكس على شخصياتهم أنماطا سلوكية اكتسبتها، فهي بدورها تعكس ذلك على أولادها، إما بشكل مباشر كزرع تلك الأنماط أو من خلال التقليد والمحاكاة.

- أن الأم تعتبر قدوة متحركة في البيت، يحاول الأبناء تقليدها، وبالتالي أي سلوك إيجابي أو سلبي ينعكس على الأولاد، وهم بدورهم من يمثلون الجو الأسري في المجتمع.

إن على الأم أن تدرك جيدا هذه الاعتبارات المهمة والتي تنعكس على المجتمع وليس على أبنائها فقط، حيث أن الأبناء سوف ينقلون ما تعلموه ودرجوا أو تربوا عليه إلى خارج حدود الأسرة، فينفعل المجتمع بآدابهم والنمط التربوي الذي اكتسبوه.

وبكلمة موجزة: أن الأم ليست مسؤولة فقط عن أفراد أسرتها، بل هي مسؤولة عن مجتمع بأسره رجاله ونساءه، فتيانه وفتياته، فهي صاحبة التأثير فيه وبإمكانها تحديد مظهر وشكل السلوك العام للمجتمع من خلال ما تربى عليه أبناؤها.

ويمكن القول أن الأم تحرك المجتمع بأكمله إما إيجابا أو سلبا، وذلك لتلك الاعتبارات المتقدمة التي ذكرناها.

فاقد الشيء لا يعطيه

إن المشكلة التي تواجه الكثير من الآباء والأمهات على وجه الخصوص هي عدم إدراكهم لخطورة دورهم وأهميته في تربية أبنائهم، فيتجاهلون أو يتغافلون تلك المسؤولية مقتصرين على جانبها الموروث تاركين أبنائهم عرضة التربية البيئية والتلقائية ضمن المحيط العام لجو الأسرة، ضاربين عرض الحائط الاهتمام بالأبناء وتوجيههم وإرشادهم ونصحهم، تاركين الحبل على الغارب، متكلين على التربية النمطية التلقائية.

وما ذلك إلا لجهل الآباء -الأم بشكل خاص- بالتربية وأساليبها، وجهلهم بدورهم الحيوي وبوظيفتهم وبمسؤولياتهم، فإن الأبناء يعكسون سلوكيات وأخلاقيات آبائهم.

وإذا ما كانت الأم جاهلة بدورها الحقيقي، وإذا كانت لا تعي من الأمور التربوية إلا قشورها وسطحيتها، فهذه الأم لا تستطيع أن تخرج جيلا يمكن الاعتماد عليه، بل لا يكتب لها النجاح في تربية أولادها بالقيم الحاكمة ضمن نطاق الأسرة الواحدة، وبالتالي يكون الجو الأسري جوا موبوءا مشوشا، وذلك لأن من كان فاقدا للتربية لا يمكن له أن يربي، فالذي يعتمد التجريح والسب والشتم واغتياب الناس واستخدام أفظع الألفاظ في تعامله مع أسرته وبيته، أو كان سلطويا عنيفا في تعامله فلا يصح له أن يطالب الآخرين من أبنائه بضرورة الابتعاد عن كل كلمة فحش وشتم وسب، أو أن يبتعد عن العنف والتسلط على الآخرين.

فكما أن الخير لا يصدر منه شر، فكذلك الشر لا يمكن أن يصدر منه خير أبدا، وإذا كان باطن الإنسان

خبيثا فالخارج منه لابد وأن يكون خبيثا أيضاً.

وكما قالوا: وكلُ أناءٍ بالذي فيه ينضحُ.

ثم أن بعض الآباء والأمهات يبالغون حين يلقون باللوم على أبنائهم وبناتهم ويتهمونهم دائما بالعقوق، ولم فكروا أن العقوق مشتركة أيضا فكما أن الولد يعق والديه فكذلك الآباء أيضا يعقون أبنائهم.

يقول الرسول يلزم الوالدين من عقوق الولد ما يلزم الولد لهما من العقوق.

فكما أن الأبناء يعقون آبائهم فكذلك الآباء والأمهات يعقون أبنائهم أيضاً.

لماذا الأم.. ولماذا الحديث عن دور الأم؟

هناك ثلاثة عوامل تتداخل في رسم وتحديد وصياغة شخصية الأبناء -ذكورا وإناثا- على حد سواء:

عامل الوراثة.

عامل البيئة والمحيط.

عامل التربية.

إن مسؤولية التربية ليست منوطة بالأب فقط، أو الأم فقط، وإنما هي عملية شراكة بين الاثنين، فالأب يتحمل جزءا من المسؤولية والأم أيضا تتحمل جزءا آخر من المسؤولية، ولا نعني بأنهما يتقاسما الدور مناصفة، وإنما نعنيه من الجزء هو قدر ما كل حسب مكانته وتأثيره ودوره.


ولكن يمكن القول أن الأم يقع عليها العبء الأكبر من تحمل المسؤولية تجاه أبنائها وأسرتها، وذلك لأمور:

- إن الأبناء يعيشون في رحمها وبين أحشائها تسعة أشهر، وحين كونهم أجنة فإنهم يتغذون من دمها وجسمها.

- إن الولد يكون في حضن أمه خمس سنوات تقريبا، مدة الرضاع التي تدوم ما يقارب السنتين، وثلاث سنوات أخرى يبقى في حضنها، تغدق عليه من عطفها وحنانها، وإلى أن يصل إلى الخامسة من عمره لا يستغني عنها، فأي تأثير عاطفي ونفسي أو ألم عضوي فإنه يؤثر بشكل مباشر على الطفل، سواء أكان ذلك مدة الحمل أم كان في مدة الإرضاع.

- الأم الأكثر حضوراً في البيت من الأب بسبب العمل والوظيفة وما إلى ذلك.

- الأم هي الأكثر دراية وعلم ومعرفة بشخصية أبنائها وبناتها، وهي الأكثر خبرة بنقاط الضعف لديهم وكذلك نقاط القوة، إذا ما كانت واعية مدركة لها.

- إن الرابطة والعلاقة العاطفية بين الأم وأولادها أقوى وأعمق من علاقة الأب بهم.

ثم أن التأكيد على دور الأم التربوي وأهميته وأن عليها يقع القسط الأكبر من هذه المسؤولية، فذلك أيضا لأمور أهمها:

- الأم أصبر من غيرها على تربية أطفالها.

- الأم أكثر دراية وعلم وإمعانا بأخلاق أبنائها.

- الطفل يستجيب لأمه بحكم فطرته، وحاجته إليها.

ومع كل ذلك هل تساءلت الأم يوما عن مسؤولياتها؟!

هل سألت نفسها عن منهجيتها في التربية، وأي الأساليب أفضل وأحسن؟!

هل أعي مسؤوليتي؟

لماذا الإصرار على الجهل بأبسط أمور التربية بل الجهل بشكل عام؟

إننا نمتلك مصادر ثقافية وفكرية قلما تتوفر عند آخرين، فتراث أهل البيت مليء بكل ما يحتاج إليه المربي وغيره، والكتب التي كتبها المفكرون والمختصون قد ملئت المكتبات، ولكن المشكلة أننا لا نهتم بثقافتنا وفكرنا، ونميل للموروث الاجتماعي والأسري على أخطاءه.

فهل سألت الأم نفسها يوما ما هي مسؤولياتي تجاه بناتي وأبنائي؟ ما هي وظيفيتي الحقيقية؟

هل تدرك الأم أنها تأخذ أبنائها إما للجنة أو للنار، من خلال تربيتها وتأديبها لهم؟!

أعتقد أن لو كل أم تَبَادَرَ إلى ذهنها هذا السؤال ووقفت على الإجابة الحقيقية عليه، لما رأينا هناك تقصيرا في تحمل المسؤولية.

ولقامت كل أم بالتوجه إلى تربية الأسرة تربية سليمة منطلقة من تعاليم السماء ومفاهيم الدين ورؤى أهل البيت

إن مسؤولية الأم لا تقتصر على الإرضاع وتهيئة الطعام وغسل ملابسهم وتنظيف البيت وما إلى ذلك.

بل إن مسؤوليتها الحقيقية هي تنشئة وتربية أفراد أسرتها تربية سليمة، تهيئهم للمستقبل تزرع فيهم الحب والخير والفضائل وتأدبهم على الدين وقيمه.

وأن تكون صادقة مع نفسها ومعهم وأن لا تسلك سلوكا مشينا ينعكس سلبا عليها أو عليهم.

فقد روي عن الرسول الأكرم أيما امرأة قعدت على بيت أولادها فهي معي في الجنة.

ومعنى الحديث أن المرأة التي تكرس وقتها لتربية أفراد أسرتها تربية تنطلق من الدين وقيمه ومفاهيمه، هي تلك المرأة التي تكون مع الرسول في الجنة، حيث أنها قد أدت ما عليه من واجبات تجاههم.

إن الأم تشكل المدرسة الأولى التي تصوغ وتحدد شخصية أفراد الأسرة، فإذا كانت الأم مدركة لمسؤوليتها تأدبهم أحسن تأديب وتربيهم أفضل تربية، فإنها تكون بذلك قد نجحت في مهمتها واستطاعت أن تخرج أبناء صالحين، أما حينما تتجاهل هذا الدور أو تكون هي بحاجة للتربية فعند ذلك ينعكس فشلها على المجتمع أيضا.

يقول الشاعر:

الأم مدرسة إذا أعددتها

أعددت شعبا طيب الأعراق.

فمتى ما تحملت وأدركت الأم مسؤولية كونها أما، وأدركت معنى الأمومة، فإنها عند ذلك لن تألو جهدا ولن توفر وقتا إلا وتصبه في مصلحة إعداد أبناءها إعدادا سليما صحيا.

وأن تجعل دائما الله نصب عينها وأمامها، وأن تشعر في داخلها الإحساس بأن الله تعالى سوف يسألها يوم القيامة عن تفريطها وإخلاصها.

يقول تعالى:﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلَائِكَةٌ غِلَاظٌ شِدَادٌ لَا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ .

إن انحراف الأم والأب الأخلاقي سيولّد –لا محالة- الانهيار الأخلاقي في الأسرة، لأن الوالدين هما القدوة العليا للطفل –خاصة في سنيه الأولى- فإذا كان رب البيت بالدف ضاربا فما بال الولد؟ ذلك لأن الطفل لا يحسن سوى التقليد في سنيه الأولى حتى تتهيأ له مصادر أخرى للمعرفة فيما بعد كالمعلم والصديق..الخ.

عندما يختل الميزان الفطري

حب الأبوين لأبنائهم وخوفهم عليهم مسألة فطرية لا تحتاج لتوجيه، إذ أن الحب والخوف أمور فطرية جبل عليها الإنسان وعجنت في طينته.

فكما الإنسان كذلك بعض الحيوانات لديهم الميل لأبنائها وأفراخها، لذلك تجد أن الحيوانات تسير لمسافات طويلة كي تعود لأبنائها بالطعام والغذاء والماء، وإذا ما داهمها خطر فإنها تعجّ بصوتها وربما تهجم أو تحاول الهجوم على القادم للنيل من أفراخها، هذه غريزة أودعها الله تعالى في الكثير من المخلوقات الحيوانية، فلا تحتاج الحيوانات لتعلم الخوف أو حبها وميلها لبيضها أو أفراخها وجرائها.

فالحب الأبوي للأبناء هو فطرة جبلوا عليها، لا تحتاج للتوجيه لإظهاره.

ولكن هذه الفطرة قد تصاب باختلال فيكون من الصعب حينئذ توجيه الآباء والأمهات نحوها وإشعارهم بضرورة إظهارها وإبرازها لأولادهم ذكوراً وإناثاً.

إن الاختلال الحاصل هو نتاج انعدام الرحمة من قلب الأب و الأم وتحول تلك القلوب إلى أحجار جامدة لا حياة فيها.

فقد روي:أن الرسول قبّل الحسن والحسين فقال الأقرع بن حابس إن لي عشرة من الأولاد ما قبلت واحدا منهم، فقال: ما علي إن نزع الله الرحمة منك.. وفي رواية حفص الفراء: فغضب رسول الله حتى التمع لونه وقال للرجل: إن كان الله قد نزع الرحمة من قلبك فما أصنع بك، من لم يرحم صغيرنا ولم يعزز كبيرنا فليس منا.

فعندما يتحول قلب الأم إلى قلب قاسٍ ليس فيه إلا الحقد والكراهية يكون من الصعب توجيهها إلى ضرورة حب أبنائها، هذا من جانب..

ومن جانب آخر ينعكس ذلك على الجو الأسري فيتحول إلى ساحة معركة وصراع واقتتال بين أفراد الأسرة، فيضمحل الحب والوئام ويحل بدله الكره والبغض، فيدخل الأفراد في صراع مرير كل واحد يريد أن يقصي الآخر عن طريقه ليكون هو السلطة العليا، وتتحول الحياة إلى حياة تحكمها قوانين الغاب، وتفكيرهم الباطني يكون البقاء للأقوى.

هل فكرت الأم يوما بأن معاملتها وسلوكياتها تنعكس على الأسرة، وبالتالي فهي مسؤولة عن تصرفاتها وقيمها التي تعتمدها في حياتها.. ألفاظا وفكرا وثقافة وسلوكا؟!

ثم كيف للأم أن تطالب أبنائها بالصدق أو الأمانة أو أي فضيلة وهي أقرب ما يكون للرذائل وأبعد ما يكون عن الفضائل؟!

يقول تعالى:﴿أَتَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبِرِّ وَتَنسَوْنَ أَنفُسَكُمْ وَأَنتُمْ تَتْلُونَ الْكِتَابَ أَفَلاَ تَعْقِلُونَ .

فهل يصح للأم أن تربي أبنائها أو تطالبهم بكل فضيلة وهي لا تقوم بذلك؟!

إن فقد مصداقيتها ينعكس على أبنائها وبالتالي سوف تكون تصرفاتهم وسلوكياتهم بذات اللون والشكل إلا ما شذّ منهم عندما يعي مسؤولياته ويتحملها مهما كانت تصرفات أعمدة الأسرة.

شعور الأم بخطورة الأمانة

وعلى هذا فعلى الأم أن تستشعر خطورة دورها وخطورة تلك الأمانة التي جعلها الله تعالى بين يديها، وعليها أن تعمل فيها جهدها، لا أن تتركها عرضة الانحراف بسبب تصرفاتها وسلوكياتها وطريقة تربيتها الخاطئة لها.

يقول الرسولرحم الله من أعان ولده على بره، وهو أن يعفو عن سيئته ويدعو له فيما بينه وبين الله.

ويقول أيضا: من كانت له ابنة فلم يؤذها ولم يهنها ولم يؤثر ولده عليها –يعني الذكور- أدخله الله بها الجنة .

ويقول الرسول في حديث آخر:من كانت له ابنة فأدبها وأحسن أدبها وعلمها فأحسن تعليمها فأوسع عليها من نعم الله التي أسبغ عليه كانت له منعة وسترا من النار .

وأخيرا لابد على كل أم أن تطرح على نفسها هذا السؤال المهم:

ماذا أريد لبناتي، وهل فكرت في إعداد ابنتي لمستقبل حياتها؟

فالأم التي تهدف من وراء زواجها وحملها، ومن وراء إرضاعها وتربيتها إنساناً صالحاً يدخل الجنة، هذه الأم هي التي تعرف وتعي ثقافة الأمومة، إذ هي لم تضحّ بكل ما لديها من إمكانات وحقوق لكي ترى طفلها وفلذة كبدها يُكتب من أصحاب النار.

وأيضا على الأم أن تعد ابنتها وتهيئها كزوجة مستقبلية تأخذ مكانها في المجتمع، وتأخذ دور أمها في عملية التغيير الاجتماعي بما تخرجهم من أجيال يكونون رجال المستقبل ونساء يتحملون مسؤولياتهم الاجتماعية والتربوية.

 

نسأل الله أن يجعلنا وإياكم ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه. والحمد لله رب العالمين والصلاة على محمد وآله الطاهرين.

 

 

- مريم/ 28.
- الريشهري: المحمدي. ميزان الحكمة، ج10، ص723.
- التحريم/6.
- الريشهري: المحمدي. ميزان الحكمة ج10، ص700.
- البقرة/ 44.
- الريشهري: المحمدي. ميزان الحكمة ج10، ص720.
- الريشهري: المحمدي. ميزان الحكمة، ج10، ص705.
- المصدر السابق. ص705.
- من محاضرة لسماحة آية الله االعظمى لسيد محمد تقي المدرسي دام ظله .