أسطورة الوفاء

 

بمـاذا عسـى أن يفـيـضَ الخَـبَـرْ      بشـخـص بكـتـهُ قـلـوبُ الـبـشـر
بشخصِ الوفـاءِ وطيـفِ الخيـالِ      وللجـودِ والفـضـلِ كــان الفـخـر
فيهـوي مـدادي ويعـجـز حـرفـي      وينضـب سطـري وتـذوي الفِكَـرْ
فـكـيـف لـحـبــرٍ يـحـيــط مــــداك      ومهـمـا استـطـال فعنـكـم قَـصُـرْ
أيا صاحب الفضل هاك شعوري      ويــا قــدوة المخلصـيـن الـغُــرَرَ
خـيــال قـتـالــك فــــي كــربــلاء      تـجــدد دومـــا بـأحـلـى الـصــور
ففـي نينـوى كنـت رمـز الـوفـاء      ورمـــز الإبـــاء الـــذي لا يُـغَــرْ
وفي الطف كنت الشجاع المغير      تـجــســد حـــيـــدرَ إذ يـنـتــصــر
وأفـنـيـت هــــذا وجـابـهــت ذاك      وكـنــت تـقـاتـل حــتــى الـظـفــر
لقـد كنـت ظهـراً لسبـط الرسـول      ولاقـــى بـبُـعـدك مــــا لا يُــسَــرْ
فـهـذا "طفـيـل" يـجــز اليـمـيـن      وذاك جـهـيـنـي يــجــز الأُخَـــــرْ
وذاك لـعـيـنٌ يـبـاغــت صــدغــاً      بـعـمــدٍ كـصـاحـبـهِ قــــد غَــــدَرْ
فمـذ هشّـمَ العمـد وجـه الضيـاء      وشــقَّ الجبـيـن وشـــقَّ الـقَـمَـرْ
ألم تنكسف شمسُ عاشـورَ لمّـا      قطعـن اليمـيـن بسـيـف الخـطـر
ألـم ينخسـف بـدرُ تـلـك الليـالـي      بقـطـع اليـسـار وسـهـم الـنـظـر
نجـيـع الهـواشـم فـــي كـربــلاء      تَخَضَّـبُ منـهـا حــروفُ الـسِّـوَرْ
شديدٌ على السبط تلـك الخطـوب      ورزءٌ جـلـيــلٌ عـظــيــمُ الاثـــــر
فيا ويـح نفسـي لسبـط الرسـول      رءاك جــذيــلاً بــشـــطِّ الــكـــدَرْ
وفــوق ثـراهـا قطيـعـاً فضـيـخـا      فـكـيـف رءاك وطـــال الـنـظــر؟
أيـــا حـامــلاً لـلــواء الحـسـيـن      ليـومـك عـنـدي عـظـيـم الـخـبـر
فمـا أن سقطـتَ شهيـدَ الطفـوف      لـزيـنــب يـســقــط ذاك الــخـــدر