المرجع المدرسي: إنّ راية أبي عبد الله الحسين عليه ‏السلام تجمعنا، وولايته توحِّدنا.

شبكة مزن الثقافية

المرجع المدرسي: إنّ الامام الحسين عليه السلام الذي فَجَّر أكبر ينبوع للعواطف هو أيضاً رَسَمَ أعظم منهاج ‏لمدرسة حياتية متكاملة
 

أصدر المرجع الديني سماحة آية الله العظمى السيد محمد تقي المدرسي بياناً بمناسبة أربعين الإمام ‏الحسين دعى فيها زوار السبط الشهيد إلى عقد العزم على ألا يعودوا من كربلاء الحسين هذه المرة إلا وفي ‏أيديهم حلاً لمشاكل العراق، ونهايةً لمآسي شعبه الجريح.‏

وتساءل سماحته قائلاً: أنت تعلم – أيها الزائر الكريم- وكلُّ من يعيش في هذا البلد الجريح يعلم.. ‏ماذا يعاني منه أغلب الناس. أفلا نفكّر حين نعود أن نحمل معنا شفاءً لأمراض بلدنا وعلاجاً لمشاكله؟

وأكد سماحته على إننا بحاجة إلى: إنبعاثٍ اخلاقيٍ عظيمٍ، ونهضةٍ ثقافيةٍ رشيدةٍ، وإصلاحٍ سياسيٍّ ‏شاملٍ. وإذا عُدنا وفي قلوبنا بصائر نافذة في هذه المسائل الثلاث فإنّ الامل معقود بهذه المناسبة، أن تكون ‏بداية إنطلاقة نحوحلّ مشاكل هذا البلد بإذن الله سبحانه. ‏

وشدد سماحته على أهمية الإلتفاف حول راية الإمام الحسين قائلاً: إنّ راية أبي عبد الله الحسين عليه ‏السلام تجمعنا، وولايته توحِّدنا، وحبّه يشدّنا إلى بعضنا البعض، وتمسّكنا بحبله يجعلنا صفّاً واحداً ‏كالبنيان المرصوص.. فَأسكِتوا -عند عودتكم إلى بلادكم- دعوات التفرقة الحزبيّة، ونكِّسوا رايات ‏الضلالة الفئوية، واجتهدوا في توحيد صفوف أبناء العراق تحت راية التوحيد بعيداً عن الأسماء الدخيلة.‏

وأضاف سماحته: اليوم حيث لا زال البعض في أجواء العنف الناشئ عن حكم الطاغية، فإنّنا بحاجة إلى ‏مزيدٍ من التربية، والتوجيه إلى ثقافة الحكمة.‏

وطالب سماحته الجميع بالقول: تعالوا نعالج مشاكلنا بالودّ لا بالسلاح، ونحلّ قضايانا بالتحاكم إلى ‏الله والرسول وأهل بيته لا بالفوضى والتمرّد.فأنتَ وأنا وكلّ واحد منّا مثلنا مثل راكب سفينة لا يمكننا ‏أن نغفل عن سائر الناس، فإذا حفر أحدهم موقعه ولم يمنعه الآخرون غرق وغرقوا.‏

ومن جانب آخر فقد أشار سماحته إلى دور بقايا النظام في إثارة المشاكل في البلد قائلاً: لقد انهار نظام ‏الطاغية، ولكن بقايا أنظمته لا تزال تعرقل مسيرة المجتمع، وما الفساد الإداري المستشري في البلاد إلا ‏وجهاً قبيحاً من تلك الحالة التي كانت سائدة في ذلك العهد الأسود.ومع انعدام الرقابة الصارمة، ومع تشتت ‏الآراء، وسيادة منطق المحاصصة والتحزّبات السياسية الضيّقة، ومع انشغال القيادات السياسيّة بالاوضاع ‏الامنيّة، أصبحت السمة العامة للوضع ذلك الفساد الذي يجعل قسوة القانون ضد الفقراء، بينما يفلت منه ‏أصحاب الوجاهة والوساطة.‏

وطالب سماحته بالبحث عن الكفاءات الامينة، لأنه الأمر الأشد ضرورةً، لأنّ الكفاءات الفاقدة للأمانة ‏لا تقل خطورة عن العناصر الأمينة الجاهلة.. بل هي أشد.. لأنّ الجاهل قد يتعلم، ولكن ماذا يُصلح ‏الخائن؟.‏

وانتقد سماحته ثقافة التهميش والإستفراد بالغنائم قائلاً: إنّ ثقافة الإستفراد بالغنائم وتهميش الشركاء ‏واحتكار خيرات البلاد في حفنةٍ من التابعين.. إنّها ثقافة فاشلة سلفاً، وستعود على أصحابها بالسوئى.‏

وأكد سماحته - في ختام البيان - على إنّ مسيرة الإصلاح التي إفتتحها الامام الحسين عليه السلام في ‏كربلاء، لا تزال في انطلاقتها الرشيدة، وعلينا – نحن الموالين للسبط الشهيد – أنْ نجعل أنفسنا في ‏إطارها.‏