«موسم الوحدة» هكذا نرى عاشوراء

اقرأ للكاتب أيضاً

يتسابق الناس في أيام تجارة لن تبور ويسعد كل منهم بالدور الذي يؤديه مهما كان صغيراً فالهدف هو المشاركة الفعالة بكل الصور في عزاء أبي عبد الله الحسين عليه الناس.

يتوحد الناس في اللباس ويتقاسمون العمل ويتشاركون اللقمة كل هذا لوحدة الهدف وهذا أحد مضامين عاشوراء.

يسعدنا أن نرى أحد أهداف ثورة الإمام تتحقق في مثل هذه الأيام فالحسين أراد إصلاح أمة جده صلى الله عليه وآله ولكن ثورته لم تكن خاصة بالمسلمين أو بشيعته فقد شارك وما يزال يشاركنا النصارى وغيرهم ممن يعرفون القيمة الحقيقية لما حدث في عاشوراء الحسين ولذا نرى غاندي وغيره يتعلمون من الحسين وينتصرون كما انتصر.

و تبقى " لكن " كلمة تلح علينا فالصورة العامة تظهر توحداً باسم الحسين ولكن هل هذه هي حقيقة ما يحدث؟!

الوضع لا يخص قريتنا الصغيرة بل يشمل كل مكان تقام فيه مجالس العزاء العاشورائية.

لقد صرنا نرى تطاولاً على العلماء والمراجع واستغلالاً لاختلافات فقهية وفتاوى ولست أدري لماذا؟!

أجيبوني بربكم لماذا يجب أن يُحدث كل اختلاف خلافاً وخللاً في الصفوف التي تدعي الوحدة باسم الحسين ؟!

لماذا لا نتعايش باحترام وتفهم للآخر؟! الإسلام هو دين الشمول وتراص الصفوف وليس دين الفرقة والتطاول على الآخرين. هو دين احترام الفكر فلماذا لا نكون مسلمين؟ لماذا نتمسك بالعصبيات الجاهلية والنعرات الطائفية؟

الاختلاف في الرأي لا يجب أن يفسد القضية. حب الحسين هو القضية والحب ليس شعارات ترفعها ولا كلمات ترددها بل هو اقتداء بالمحبوب وإتباع له فهل يرضى منا أبو عبد الله أن نختلف بدعوى حبه؟

يريد أهل البيت من شيعتهم أن يكونوا لهم دعاة صامتين فما الرسالة التي نطرحها للآخر ونحن نحارب بعضنا ونهاجم بعضنا ثم ندعي أننا حسينيون؟!

و نقرأ هذه الآية ونرددها باستمرار دون استيعاب حقيقي لمعناها " ذلك ومن يعظم شعائر الله فإنها من تقوى القلوب"

ثم نحارب هذه الشعائر وننقدها بأنفسنا. يجب أن يكون النقد بناء لنرتقي أما الانتقاد الأهوج فهو السبب في جعلنا ندور في فلك ضيق.

إن كنتم من أهل الرفيعة فترفعوا عن هذه الأمور فمنطقتنا لها شرف المبادرات الأولى وهي السباقة في عدة مجالات اجتماعية وثقافية ودينية ولذا يجب أن نواصل الارتفاع نحو الرقي وليس الانحدار نحو الهاوية.

ابحثوا معاً في أوجه التشابه ولا تبحثوا عن الاختلافات. توحدوا باسم الحسين إن كنتم شيعته حقاً.