وطلسمُ عشقٍ .. اسمُهُ

 

هاؤُمْ كِتَابيْ بذَنْبِ العِشْقِ يَشْهَدُ لي
حِكَايَةٌ مُبتداهَا لَسْتُ أعرفُهُ
وثغرُ أُمِّيْ قنوتٌ - أيُّ صَومَعةٍ
وفوقَ رُوحِيَ صبَّتْ حُبَّهُ نسُكًا
هيهاتَ تأخُذُني عَنْ دَرْبِهِ سِنَةٌ
لأجلهِ تسجُدُ الأشواكُ في كبدِي
إنّي نَذَرتُ له دُنْيايَ مِئذنةً
أَلاَ بِذْكرِ " عليٍّ " تَطمَئِنُّ لنَا
تَعوِيْذةً في دَمِيْ أسمَاؤُهُ كُتِبَتْ
لأَنَّ ذِكرَكَ في الأشعارِ يُعْذِبُها

في كعبةِ العِشْقِ قد أسرَجْتَ ليْ وَطنًا
فلْيَصْلبُوني كعيسَى في توَهُّمِهمْ
إن يغرزُوا بفميْ مِسْمَارَ أوّلِهمْ
طِينيْ أنَا عَلَوِيٌّ قَبْلَ نَشْأتِهِ

يمرُّ مَولدُكَ الفُرقَانُ مُعْجِزَةً
أشُقُّ جُدرَانَ فِكريْ اْدْخُلْ بنَعلِكَ في
يا عِصْمَةً فوقَ كَفِّ اللهِ مَهبِطُهُ
ما بينَ قَالٍ وغَالٍ أَنْتَ أُحْجِيَةٌ
إِنْ أَلَّهُوكَ .. فقُلْ لي مَنْ تُطاوعُهُ
أُسْطورةٌ أَنتَ هلْ يأتي بها بشَرٌ؟

 
يا مِصحَفي ، بِاسمِكَ الرَّحمنُ أعبُدُهُ
إنِّي نقَشتُكَ في أنفَاسِ خارطتي
إنْ يَذْكُرُوكَ .. سُجُودَ الشُّكْرِ أَوجَبَهُ
هَوَاكَ جَنَّةُ خُلْدٍ فيَّ أُسْكِنُها
فكيفَ أُخْفيكَ والأحداقُ تفضَحُني
قَلبي يَذُوبُ إذا تُتْلَى حُرُوفُ "علي"
حسبيْ فتَحتُ علَى عَذْبِ اسمِهِ مُقَلي
لذِكْرِهِ ! - كانَ وحيًا في فمِ الرُّسُلِ
فصرتُ طينًا مشى يرويهِ في ثمَلِ
فكُلُّ خَطوِيْ لهُ يَسعَى مِنَ الأزَلِ
وأشتهيها ، فأوجَاعِي غدَتْ حُلَلي
لِسُنَّةِ العِشْقِ لن تختارَ مِنْ بَدَلِ
قلوبُنا ، وهْوَ يشفيها مِنَ العِلَلِ
طَلْسَمْتُها بِقَوَافيْ الحُبِّ والغَزَلِ
واللهِ لولا هَواكَ .. الشِّعْرَ لم أَقُلِ

وعَنْهُ أُنْفَى سعَى جَهْدًا بنو الجَمَلِ
إنْ كانَ ذَنْبِيْ " عليٌّ ".. لذَّ لي زلَلي
دمي يبُوحُ : عذابي فيه كالعسَلِ
ومُنتَهايَ إليهِ إِنْ دنا أَجَلِي

ما اسْطَاعَ نقْبًا لهُ عقلِي ، فيا كلَلي!  
فِنائِهِ .. أنتَ عِنْدِي غايةُ الأمَلِ
ومَهدُهُ .. كعبةٌ ، فرْدًا بِلا مثَلِ
فيا لَسِرِّكَ بالأضدادِ مُشْتَمِلِ !
حتّى المنَايا ، و(كُنْ)/مَغْزَاكَ ..لم تُنَلِ
نزَّهتُ ذاتَكَ يا ترتيلةَ المِلَلِ 


فأَنتَ مِلّةُ أحشَائي ومُبْتَهَلي
فَكانَ حُبُّكَ بينَ الناسِ مُعتَقَلي
عَلَيَّ قلبيَ .. بالزُّلْفَى فَجُدْ قِبَلِي
بُحْبُوحَةَ الرُّوحِ ،فيكَ العُمْرُ في شُغُلِ
وفي جبيبيَ مكتوبٌ : أُحبُّ علي


عبدالعزيز آل حرز
1433/7/13