المرجع المدرسي : الحكمة ضمانة سلامة الثورات

شبكة مزن الثقافية

 

دعا سماحة المرجع المدرسي إلى: استثمار نهج الإمام زين العابدين عليه السلام في

 تنشئة القيادات الرسالية التي تحمل على عاتقها نشر تعاليم الإسلام وتغيير واقع المجتمعات

 

قال سماحة المرجع الديني آية الله العظمى السيد محمد تقي المدرسي دام ظله: إن الانحراف الكبير الذي تواجهه الثورات في البلاد الإسلامية يعود إلى فقدان الحكمة التي من شأنها ان توجه حالة الحماس التي تعيشها الشعوب نحو الاتجاه الصحيح.

وخلال كلمته التي ألقاها بمناسبة ذكرى استشهاد الإمام زين العابدين عليه السلام في مكتبه بمدينة كربلاء المقدسة، بحضور حشد من العلماء وطلبة الحوزات العلمية؛ ذكر سماحته ان العالم الإسلامي يشهد ثورات متلاحقة، ولكنها سرعان ما تنحرف وتتحول إلى  اشد أنواع الإرهاب والاقتتال تحت ذريعة الثورة والجهاد،  عازياً سبب ذلك إلى  الحماسة المفرطة من قبل متبني الثورات والحركات التي لا تجد من يوجهها ويوظفها بالشكل صحيح.

وأشار سماحته إلى  ان ما يجري من قتل وتشريد للأبرياء في العراق وسوريا وليبيا.. هو نتيجة للانحراف الكبير لدى ما يسمى بـ "الحركات الجهادية" التي كانت تدعي في بداية انطلاقها الثورة والجهاد، مبيناً إن الثورات الحقيقية في الأمة الإسلامية تفتقر إلى من يبين طريقها وأهدافها.

إلى ذلك شدد سماحة المرجع المدرسي على ضرورة ان يقوم العلماء والمفكرين ببيان أهداف الثورات والحركات وتوجيهها بالاتجاه الصحيح، داعيا إلى دراسة حياة الأئمة عليهم السلام والاستفادة منها في رسم أهداف الثورات وأشكالها، ولمعالجة أوضاعنا المتردية التي تمر بها الأمة الإسلامية.

وأوضح سماحته ان الإمام زين العابدين عليه السلام حجة على العلماء والمفكرين اليوم، حيث انه كان يمثل جانب الحكمة مع الحماس الموجود لدى الناس في زمانه، لافتاً إلى انه كان يقود الثورات ضد الدولة الأموية بحكمة بالغة من خلال توجيه حماسة الثوار بالشكل الصحيح الذي يضمن نجاح تلك الثورات.

كما دعا سماحته إلى استثمار نهج الإمام زين العابدين عليه السلام في تنشئة القيادات الرسالية التي تحمل على عاتقها نشر تعاليم الإسلام وتغيير واقع المجتمعات، مشيراً إلى انه عليه السلام ضمّن التعاليم الإلهية التي يحتاجها الإنسان في ادعيته المباركة، وإننا بحاجة إلى استخراج هذه التعاليم من خلال التدبر في مضامين ادعيته وتراثه الفكري.

وأضاف سماحة المرجع المدرسي ان الإمام السجاد عليه السلام استطاع رغم ظروفه الصعبة أن يربي نخبة من القادة والعلماء والمفكرين الذين قادوا الأمة لفترات من الزمن، موضحاً انه رسم خارطة الطريق للأمة عبر إقامته للشعائر الحسينية ومن خلال خطبه العظيمة التي كانت عنواناً لحركة الأمة.