الجمعيات الخيرية .. رؤى وأفكار

تعتبر الجمعيات الخيرية من المسائل المهمة التي يبحث عنها كل مجتمع ويحاول أن يبنيها ذلك لأنها تستطيع أن تجمع مختلف شرائح المجتمع وتوفر طاقاتهم (المادية ،الفكرية ، البدنية) في خدمة أهاليهم وأقربائهم ومجتمعهم بالعموم .

قال تعالى : ﴿ أَنِّي لاَ أُضِيعُ عَمَلَ عَامِلٍ مِّنكُم مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى بَعْضُكُم مِّن بَعْضٍ (195) سورة آل عمران.

وقد أصبحت هذه الجمعيات فخراً لكل قرية أو مدينة تقدم المساعدات للفقراء والمساكين والأيتام ، وتوفر لهم ظروف معيشية تساعدهم على النهوض بمسئولياتهم المستقبلية حتى عرفت عنها أن مأوى الفقراء وملجأ المساكين والمحتاجين .

إلا أن اقتصار عمل الجمعيات الخيرية على هذه الأمور فقط ينقصها حقها الذي هي مطالبة بتحقيقه في أوساط المجتمع ، لأن المجتمع لا يحتاج فقط للمعونة المادية ، بل يحتاج إلى معونة فكرية وثقافية تغذي عقله وتنير له طرقاته وتساعده على التفكير الجيد في مستقبله الفكري والثقافي .

وقد أصبح هذا الدور يتخذ مكانه في معظم جمعياتنا من حيث تنظيم البرامج الثقافية والفكرية لمختلف شرائح المجتمع وجذبهم لمثل هذه الأعمال ومساعدتهم على توسيع أفاق التفكير لديهم ، وهذا مطلب مهم في مسئوليات القائمين على مثل هذه المؤسسات الخيرية .

وحيث أننا نطمح لمجتمع متحضر ثقافية وفكرياً في معرفة مسئولياته وواجباته تجاه مجتمعه وجب علينا أن نبث روح التعاون المخلص بين أطيافه خصوصاً النسوي منها لأنه قليل ومحدود ، لأنه لا يخفى علينا دور المرأة في نهضة المجتمع خصوصاً وهي تعتبر نصفه فإذا كان لها دور مميز في العملية التطوعية الاجتماعية استطعنا من هذا أن نسير في الطريق بسرعة متوسطة ومع المجتمع الذكوري نسير على الطريق بسرعة كبيرة .

ومن منطلق الحرص على مثل هذه المؤسسات قدمنا هذه المقترحات حتى لو كانت قديمة فنأمل تحديثها بشكل يضمن تحقيق مطالب المجتمع ومنها :

1- اعتبار الهيكلية الأساسية لهذه المؤسسة ليست الإدارية الهرمية بل تلك الهيكلة التخصصية التي تُكوّن على أساس التخصصات من حيث التخصصات الأكاديمية وتفصيلاتها ، أيضاً من حيث الأعمال وتنوعه لأنه تحقق نوعاً من المعرفة لكل شخص بعمله وبالتالي جهداً ونتاجاً مفيداً .

2- محاولة الجمعيات الأساسية ( جمعية القطيف مثلاًَ ) أن تقترح على جميع فروعها في بقية القرى الاستقلالية وتطالب الحكومة بتخصيص ميزانية لها تساعدها بالنهوض بقريتها كما نرى الآن في معظم قرى الطيف .

3- إيجاد أرضية واسعة لعمل المرأة في مثل هذه المؤسسات خصوصاً في القرى التي تفتقر لهذا الدور ، حيث معاناة الرجل في معظم الأعمال التي تحتاج للسواعد النسائية في تحقيقه ، مستعينة بطلاب العلم والمثقفين وأرباب الأسر في تحقيق مثل هذه المسائل .

4- توسيع عمل هذه الجمعيات ليصل حتى إلى المطالبة بحقوق الطلاب والطالبات في الجامعات والكليات من حيث الوصاية الاجتماعية لهم ، حتى مطالبة الحكومة والشركات بتوفير الأعمال الضرورية لهذه الشرائح من المجتمع والضغط عليهم ، وهذا كله يحتاج للجنة خاصة تستطيع القيام بهذا الدور المناط لها.

نأمل من الله القدير أن يزيد من هذه الجمعيات وأن يحقق بواسطتها أمان وراحة المجتمع وتطلعات أهله وأملهم المتعلق بهذه المؤسسات بحق محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين صلوات ربي عليهم أجمعين .