القصيدة الفائزة بالمركز الثالث في مهرجان كوثر العصمة الدولي الثاني في كربلاء

توقفٌ إراديٌّ لعجلة الزمن!

إلى سماء اللغة ولغة السماء، إلى المدرسة الواقعية الوحيدة في اللوحة التشكيلية التي تُدعى الحياة، إلى فاطمة ابنة محمد صلوات الله وسلامه عليهما.

قرابةَ نهرٍ كاملٍ سالَ فجرُها!
حرائيةُ الأنفاسِ
والوحيُ ذخرُها

فما من سؤالٍ حائرٍ يستفزُّها
ولا ينبري المجهولُ
والسرُّ سرّها

تفتّشُ عن حلمٍ بعيدٍ
وتقتفي سماءَ المُنى في الأرضِ 
إن طالَ كسرُها

وتحرثُ أحداثَ الأساطيرِ،
تحتفي بواقعها الحتميِّ،
ينداحُ فكرُها

وتأوي (إلى ركنٍ شديدٍ)،
يزفّها إلى العالمِ العُلْويِّ بالحبِّ صبرُها

ويجثو إزاءَ الدهشةِ الأمِّ وقتُها
إذا وقفَ التوقيتُ وامتدَّ ذكرُها

روت شمسُها عن مسندِ الضوءِ:
أنّها إذا امتشقتْ بالصبحِ ينسابُ عطرُها

وأنَّ سلالاتِ الندى حول رجلِها تسيلُ
كأنَّ الزهرَ في الغيبِ زهرُها

يشابهها الفردوس!
معنىً وصورةً
ويملأُ كلَّ الأرضِ بالنورِ طُهرُها

إذا سألتْ: ماذا تريدون؟
قيلَ: هل سيبقى فراغٌ لم يبلّلهُ قطرُها؟

وهل ثمَّ حلمٌ لم ينم في وداعةٍ على حجرِها؟
مذ طوَّقَ الكونَ حِجرُها!

سليلةُ نسلِ الضوءِ
أنّى تبوَّأتْ مكانًا
يشي بالعالمِ الحرِّ سِفْرُها

كأنَّ احتشادَ الغيبِ في نورِ وعيها كثيفٌ
بما يثري الحكاياتِ ثغرُها

سماويّةُ الأفعالِ
ما ضلَّ سعيُها
ولم يختلف عن واقع اليسرِ عُسرُها

تشدُّ زمامَ الغيبِ،
كانت بروحِها غنيَّةَ إيمانٍ
ولله فقرُها

وكان يليها المجدُ في كلِّ خطوةٍ،
يراقبُها
يعلو مدى الوقتِ قدرُها

فكيفَ تراءت ملءَ كونٍ معمّرٍ؟
(ولم يبلغ العشرين في العمرِ عمرُها)!

وكيفَ يسيلُ الغيبُ مابين كفِّها؟
ويهدِرُ عن علمِ النبييّن صدرُها!

تفيضُ
وتعطي،
تحملُ الحلمَ،
تزدهي،
ويزهرُ في أقصى المسافاتِ نصرُها

و (من غير سوءٍ) 
يُشرقُ الوحيُ أبيضًا
إذا اختزلَ الإيحاءَ في الوقتِ نذرُها

و (تلقفُ مايسعى) من الزورِ
كلَّما توقَّد عن إشراقةِ النورِ خِدرُها

وتستترُ الدنيا جلالًا وعفّةً
إذا امتدَّ بالإيمانِ والطهرِ سِترُها

فتكملُ خطَّ الوحي ما امتدَّ وحيُها
ويؤوي عصورَ الدينِ في الأرضِ عصرُها

تجرّعت الأحزانَ ما مالَ قلبُها
وطوّقت الأوجاعَ ما قلَّ شُكرُها

بفلسفةِ الإيثار قد قام بيتُها
ومازال يثري الأرض بالمنحِ قبرُها