كلمة سماحة العلامة حجة الإسلام والمسلمين الشيخ عبد اللطيف الشبيب أعلى الله مقامه

شبكة مزن الثقافية

كلمة سماحة العلامة حجة الإسلام والمسلمين الشيخ عبد اللطيف الشبيب أعلى الله مقامه  

في موكب عزاء الإمام الحسين يوم العاشر من شهر محرم لعام 1422هـ

الحمد لله رب العالمين ، الحمد لله الذي هدانا لهذا وماكنا لنهتدي لولا أن هدانا الله وصلى الله على محمد وآله الطيبين الطاهرين

 إنا لله وإنا إليه راجعون وعظم الله أجورنا وأجوركم بمصابنا جميعاً بسيد الشهداء وأبي الأحرار أبي عبد الله الحسين صلوات الله وسلامه عليه ونحن في السويعات التي صادفت مصرع الحسين صلوات الله وسلامه عليه علينا أن نستحضر تلك الصور المريعة والمفجعة التي خلدتها ملحمة الطف ، لا أظن أن التاريخ سجل ملحمة أعظم ولا أروع ولا أجل من ملحمة الطف ، علينا أن نستحضر الحسين وحيداً فريداً يطلب النصرة من أولئك القوم الذين دعوه لينصروه فعدو عليه يقاتلوه ،علينا أن نستحضر الحسين حاملاً طفله الرضيع يطلب شربةً من الماء لهذا الطفل لكنه يفاجئ بسهم يفطم هذا الطفل من قبل أن يُفطم ذابحاً إياه من الوريد إلى الوريد ، علينا أن نستحضر الحسين وهو يخر من على فرسه بطلاً مضحياً مجاهداً باذلاً كل ما في وسعه في سبيل إحياء هذا الدين ، في سبيل إعادة الحق ، في سبيل إبقاء شريعة سيد المرسلين ، علينا في هذه اللحظات أن نتذكر ثلاث نقاط رئيسية اختصرها :

  • النقطة الأولى :

علينا أن نعلم أن الحسين ضحى بكل شيء ( أعطى الذي ملكة يداه إلهه      حتى الجنين فداه كل جنين ) ، مارأينا أحداً على طول التاريخ أعطى كل شيء في سبيل الله ابتداءً من طفله الرضيع مروراً ببقية أبنائه وأبناء أخيه واخوته منتهياً بنفسه الزكية الشريفة التي لا يوجد على ظهر الأرض مثيل لها ولن يوجد كل ذلك في سبيل الحق في سبيل الدين تضحية من أجل هذا الدين إذاً علينا أن نستذكر ونحن نعزي ونحن نسير في هذه المواكب أننا في صدد نصرة ذلك المبدأ الذي ثار من أجله الحسين علينا أن لا نغفل من أجل المبادئ التي ثار من أجلها الحسين حين نلطم صدورنا أو تذرف عيوننا دمعاً علينا أن نتذكر العِبرة قبل العَبرة ، العِبرة تعني تلك الأهداف التي قدم الحسين من أجلها ماقدم تعني تلك المبادئ التي ثار من أجلها الحسين تعني ذلك الدين الذي أرسى دعائمه الحسين وإلا فلن يكون لمسيرتنا هذه ولا للطمنا على صدورنا ولا لدموعنا أي معناً بل سيكون الأمر عكس ذلك سنكون والعياذ بالله من اؤلئك الظالمين الذين ظلموا محمداً وآل محمد إذا لم نكن بصدق نعبر بهذا السلوك إنتماءً إلى نهج الحسين إلى قضية الحسين إلى مبدأ الحسين فلن نكون ناصرين للحسين بمجرد لطمنا لصدورنا وبمجرد لبسنا السواد وبمجرد المشي في مسيرة طالة أو قصرت ، الحسين ثار من أجل قضية كبرى وهي هذا الدين ، علينا أن نتمثل هذا الدين في نفوسنا ، علينا أن نتمثل هذا الدين في سلوكنا ، علينا أن نستذكر وقفة أمير المؤمنين ليلة الهرير وهو يبسط سجادة صلاته ليصلي صلاة الليل فيعترض عليه معترض أهذا وقت صلاة قال إذاً على ما قاتلنا القوم إنما قاتلناهم من أجل هذه الصلاة ، إذاً لا ينبغي أن يكون مسيرتنا أو عزاؤنا بعيداً عن هذه الأهداف المقدسة التي ثار من أجلها الحسين علينا أن نراجع أنفسنا وديننا ونحن نعزي الحسين ومصاب الحسين ، علينا أن نرجع إلى ذواتنا مُقيمين هل نحن فعلن على الخط الذي سار عليه الحسين هل نحن فعلن على المبادئ التي جاء من أجلها الحسين هل نحن فعلن على القيم التي ضحى من أجلها الحسين أو إننا والعياذ بالله في المعسكر المقابل للحسين (ع ) ارجوا أن لانكون كذلك لكن علينا مراجعة الذات هذه المسيرات يجب أن لاتكون مفوتة لصلاة كم ألححنا في السنوات المقبلة أن تقف هذه المسيرة عند وقت الصلاة لأن هذه المسرة ماكانت ولا تكون إلا من أجل الصلاة فأن نكون معزين لتضيع علينا فريضة الصلاة هذا يعني انا ضيعنا القيمة التي من أجلها قمنا بهذه المسيرة هل نحن فعلن مؤدون لحقوق أهل البيت ؟ نحن نلعن الظالمين لحق آل محمد أو الخمس مثلاً حقاً من حقوق آل محمد أوليس من يمتنع عن دفع الخمس لآل بيت رسول الله صلوات الله عليهم جميعاً ظالماً لآل محمد أوليس تارك الحج أو ليس تارك الزكاة أوليس تارك الأمر بالمعروف أوليس ظالماً لمحمد وآل محمد كل ذلك ظلمٌ لآل محمد علينا أن نراجعه في أنفسنا حين نسترجع ذكرى الحسين وحين نقف هذا الموقف معزين انفسنا بمصابنا بالحسين .

  • النقطة الثانية :

 علينا أن نتذكر تلك التضحيات الجسام ونراجع أنفسنا هل نحن مستعدون فعلن للتضحية بأنفسنا في سبيل هذه القيم ؟ هل نحن مستعدون للتضحية بأموالنا في سبيل هذه القيم ؟ أم أنها مجرد شعارات ؟ ياليتنا كنا معكم فنفوز فوزاً عظيما وإذا جد الجد قلتم حيدِ حياد ، لا الذي نفهمه من هذه المسيرات إنها مسيرات ترسي في أنفسنا قيم التضحية قيم الدفاع عن الدين قيم الدفاع عن شريعة سيد المرسلين

  • النقطة الثالثة :

أن تبقى هذه الشعائر مابقي ذكر الحسين كثيرٌ هم أولئك الذين يحاولون إبعادنا عن هذه الشعائر تحت حجة أو أخرى كثيرٌ هي تلك الأبواق التي صارت تنعق في كل زاوية وزاوية لتبعدنا هذه الشعائر مرة بسم الهتك وأخرى بسم التشويه الحضاري لمذهب الشيعة والثالثة باسم ماذا ؟ المهم أنهم يريدون القضاء على هذه الشعائر القضاء على هذه الشعائر الحسينية هو مقدمة أولى للقضاء على قضية الحسين والقضاء على قضية الحسين يعني القضاء على جوهر التشيع والقضاء على جوهر التشيع يعني القضاء على جوهر الدين هذه هي المعادلة لاكنها تبدأ من هذه النقطة ، علينا أن نستشعر الخطأ ونستشعر الخطر بعض الأوقات تنطلي على كثيراً منا بعض الكلمات المنمقة من بعض الأفواه التي تدعونا لترك هذه المسيرات وهذا اللطم وهذا التطبير وهذا وهذا .. لا أناقش المسألة هنا من زاوية فقهية فلكل منا مقلد يرجع إليه في الفتوة لكني أناقشها من زاوية ثقافية بقاء الحسين ببقاء المنبر ببقاء هذه المسيرات ببقاء هذه الشعائر وبقاء الحسين يعني بقاء التشيع وبقاء التشيع حقيقةً يعني بقاء الدين إذا أردنا أن نذهب الدين علينا أن نذهب بهذه الخطوة وهذا مايريده أعداء الحسين فالنُصِرَ جميعاً على بقاء هذه الشعائر من أولها إلى آخرها ونطور من حال هذه الشعائر ونشترك في هذه الشعائر .

" ذلك ومن يعظم شعائر الله فإنها من تقوى القلوب "

  وصلى الله على سيدنا محمد وآله الطاهرين