رجال الحسين سفراء فوق العادة

موسى جعفر آل رضوان *
اقرأ للكاتب أيضاً

من هم رجال الحسين عليه السلام  وما هي مشاريعهم في هذه الحياة ؟

الحسين ليس رجل يبحث عن الحشود وعن السيطرة و السلطة والحكم .

بل هو رجل رباني وقائد للمصلحين رفض أن يركن ليزيد وطغمته الكافرة وأن يبايعه لان في مبايعته اعتراف بالظلم وخيانة للأمة والرسالة التي تقلد شرف مسئولياتها وهذا ما نستوضحه من بيان الثورة الذي أطلقه عبر فضائية الحج في عام 60 للهجرة حين عز الناصر فوصل لأصقاع المعمورة واستبق موت الجبناء بمباغتة يزيد بالذهاب للمبارزة في ساحة نينوى حيث الموعد الإلهي ، بيان الثورة الذي وقعه على عين النبي وبجانب ضريحه الشريف وختمه بوداع حار التقى فيه النهر بالمصدر لكي يشهد الله وملائكته ورسله .

رجال الحسين ذهبوا للكوفة لكي يستوثقوا العهود ويراجعوا الحسابات هكذا كان مسلم بن عقيل طليعة المجاهدين ذهب ليجس نبض الأمة ليكون طليعة الشهداء 

لا يهم لدى سفراء الحسين أن يصلي خلفهم الملايين يكفيهم أن يفوزوا بحب الحسين ويهبوا رؤسهم لكي تضرج الأرض لعلها ترتطم بأرض مشاعر الأمة المتخاذلة فتستيقظ الضمائر المثقلة وتحيا من سباتها وتترك ثقافة العبث واللهو والغفلة التي أشاعها يزيد في جسد الأمة لقد ذهب سفير الحسين مسلم ضحية تخاذل الأمة بعد أن اعتقل الصلحاء على يد ابن زياد في الكوفة .

ويبقى سفراء الحسين عليه السلام في مقر القلوب وإن فنيت الأجساد ويمتد بهم الخلود فمع اصطفاء الله لهم لا يهمهم إن تخندق الباطل خلف مزاميز الزبد الذي يتجافى على صفحة الاثير ويقبع في عقول الهمج الرعاع ويحاول سلاطين السوء ومفكريهم واجهزتهم الإعلامية والقمعية ان يسوقوا له في ثقافة قوالب جديدة تخرج علينا كل يوم بصرعة تصطبغ كجلود الحيات بدعاوي النزاهة والفقاهة وعصور التنور .

نعم يبقى سفراء الحسين زلزالاً في كل ضمير يوقظنا لبدء المنازلة المستمرة على مدار التاريخ بين الفراعنة الأوغاد والشعوب المستضعفة فالحسين ملك للجميع ، الحسين ملك للزمان والمكان وعلى مداراته تسبح كواكب الوجود ، وسفراءه هم العقارب التي تحرك الزمن نحو الغد المنشود والأقمار التي تستوضح للسالكين والساربين في عتمة هذا العصر الكنود فتفتح لهم البصائر على النور .

قد يحتاج سفراء الدنيا لحقائب يستوزرون بها تؤهلهم للريادة لكن سفراء الحسين هم الريادة بحد ذاتها سفراء الدنيا يتلاعبون على حبل السياسة بشعرة معاوية عليه لعنة الله لكن سفراء الحسين يعزفون بدمائهم في ضمير التاريخ أجمل لحن شاعري سطرته ملاحم البطولة على وقع أياديهم في معترك النزال حين جد الجد فاستصرخهم الحسين سلام الله عليه بصوته المبحوح الذي يفطر القلوب ويسبل العيون بالدموع   ﴿أَمْ حَسِبْتَ أَنَّ أَصْحَابَ الْكَهْفِ وَالرَّقِيمِ كَانُوا مِنْ آيَاتِنَا عَجَبًا (9) سورة الكهف


لا غرو إن تحول أصحاب الحسين إلى سفراء وقبورهم إلى قبلة للأحرار يحج إليها العالم من كل فج عميق فما العيب في ذلك ، لكن العيب هو ما يضمره أعداء هذا النهج من المجسمة والحرفيين ﴿وَمِنَ النَّاسِ مَن يَعْبُدُ اللَّهَ عَلَى حَرْفٍ  (11) سورة الحـج والصنميين الذين لهم القابلية على الانحدار في مهاوي الرذيلة ﴿أَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ أَفَأَنتَ تَكُونُ عَلَيْهِ وَكِيلًا (43)سورة الفرقان تراهم ما دار فلك المصلحة (يحوطونه ما درت معايشهم فإذا محصوا بالبلاء قل الديانون) تراهم مع كل وضاع للاكاذيب ومع كل مشاء بكل مذمة لا تعجب كل يزيدي اشتد به الوطيس في هذه الأيام المباركة لنشر المثالب والترهات على رؤوس الأشهاد كالحية الرقطاء التي لا تجيد إلا نفث السموم والتلون في الخربات والدعوة لصيام الشكر على قتل الحسين وإحياء سنن الجاهلية بالفرح والتشبه باليهود لكون اليهود كانوا يصومون هذا اليوم الذي كرهه الإسلام وهم يدعون لعدم التشبه باليهود في مسائل أخرى .


فسلام الله على سفراء الحسين وعلى أصحاب الحسين وعلى أنصار الحسين باقي ما بقي الليل والنهار

كاتب وآديب ( السعودية )