العنف والعصمة المفقودة

العنف وما أدراكم ما العنف ، ذلك المصطلح القديم الذي كثيراً ما تعددت أشكاله وأساليبه من قبل من يجب أن يحملوا اسم ومعنى الإنسانية ، أولئك الأفراد الذين كانوا ومازالوا أمثالهم يمارسون عمليات الإرهاب الذي أصبح كالشبح والإخطبوط في داخل الأسر وفي الأوساط الاجتماعية والإقليمية والدولية والتي من أعظمها التعذيب والقتل للآخر ومثالنا قصة قابيل الذي قتل أخاه هابيل نستلهما من هذه الآية الشريفة : ﴿لئن بَسَطتَ إليَّ يدكَ لِتقتُلني ما أنا بباسطٍ يَديَ إليكَ لأقتُلَكَ إنّي أخافُ اللهَ ربَّ العالمينَ  ولنا أمثله وشواهد كثيرة أيضاً من خلال سيرة نبينا الأكرم محمد وآله (صلوات الله عليهم أجمعين) لا نستطيع حصرها.

ولنتذكر أن هذه الكلمة السيئة التي تعارض السلم بكل معانيه وأشكاله والتي يطول الحديث والبحث عنها إنما أتت من البُعد عن الله سبحانه وتعالى ومن عدم الالتزام بتعاليم رسالته وحدودها فكل ما جاء من تفكك وحرب بين بني آدم فهو من فعل وإيحاء الشيطان الرجيم وقبل كل ذلك أتت من عدم خلق العصمة المعنوية عن ارتكاب المكروهات والمحرمات منذ الصغر والذي يأتي منذ الطفولة عبر الوالدين وتربيتهما والمدرسة وتعليمها والأصدقاء فتتطور المسائل إلى أن يكبر ذلك الطفل فتتفشى النزاعات البغيضة و الجرائم والمآسي لتصبح كالأهوال لها مخاطرها و تداعياتها.

لماذا لا نخلق جو وروح الخير ونعمل على إعادة صياغة أنفسنا وأسرنا من جديد لكي نعيش حالة السلم وننشر السلام ما بيننا وفي مجتمعاتنا وفي كل مكان تطؤه أقدامنا..؟!!

لماذا لا يفكر من اسودت صفحات حياتهم بأعمال العنف سواءً الباطني أو الظاهري ببناء ذاتهم من جديد وخلق العصمة الذاتية ليعيشوا هم ومجتمعاتهم والعالم بما فيه نحن لنعيش حالة التسامح لا القلق والخوف وعدم الاستقرار ونعالج بقية مسائل العنف والإرهاب ضد الحركات الفكرية والسياسية على كل المستويات..!!

أين الوعي يا تُرى .. ولماذا لا يتم فضح الأنظمة والجماعات والتيارات التي تمارس العنف بشتى طرقه وأساليبه إذا رفضت الامتناع عن الإرهاب ..؟!!

فيا أيها الأب ويا أيتها الأم ويا أيها الأخ ويا أيتها الأخت فضلاً لنلتزم بالحدود الإلهية ولنكن أكثر وعياً وبصيرة بمتطلبات الحركة الإسلامية في هذا العصر و لننتبه إلى القوانين الإنسانية السامية لتحيى الأمة الإسلامية بسلم وسلام.. ولندعو الإله القدير أن يحفظنا و مجتمعاتنا وأمتنا من الأعداء والمنافقين أعداء الله ورسوله .. والسلام عليكم