تداعيات العنف ضد الرجل (زوجات بلا ضمير)

معذورٌ من دمعت عيناهُ أو نزلت دموع القهرِ من بين رمشي جفنيهِ على خديهِ من فيضِ الغبناتِ التي كان يحبسُ آهاتها في قلبهِ طوال أيامٍ وسنين..

فلعلهُ كان في انفرادٍ مع روحهِ ، يستوحدُ في وسطِ بيتهِ أو غرفةِ نومهِ أو ربما على شاطئ البحرِ يرمي همومه مع الأمواج المتلاطمة واضعاً كفيهِ على خديهِ أو واضعاً رأسه بين ركبتيهِ من فرطِِِِِ البلاء.. ولهُ العزاء

ذلك الرجل الذي أقصده وأضحى يعاني من العنف النفسي والاجتماعي والاقتصادي أيضاً وليست تلك المرأة المعنفة المستضعفة وربما المستعبدة التي قصدتها في مقالةٍ سابقةٍ لي تحت عنوان .. تداعيات العنف ضد المرأة (أزواج بلا ضمير)

  • حقيقةً إني اليوم أقصد آدم الذي ابتلي بزوجةٍ إما:

· متسلطة عليه

· أو مسلطةٍ عليه

· أو سليطةِ اللسان عليه

ولا فرق في كل هذا فربما كانت ومازالت تحتقرهُ أو تهينه بين عيني أولاده وبناته أو بين أهله و أعزاءه وكل شئ جائز فهناك من تُكثر الطلبات وترهق كاهل الزوج مادياً وليس معنوياً فقط وهناك من توبخ كثيراً وتصفع على الوجه وهناك من تحطم ما بقربها وربما بات آدم من الذي ألِفوا أظافرها التي تُغرز في جسم الزوج المسكين حين يرفض أمراً من أوامر صاحبة السمو.

تِلك الزوجة التي رُبما والله العالم أخذت درساً في العنف ضد الزوج بعد سماعها تجربة مأساوية لأختها أو قريبتها أو صديقتها بسبب الزوج العنيف فآثرت أن تتخذ العنف وسيلة كردة فعل تحزبية لأي تصرف قد يعتبر بداية عنف معها من قبل الزوج وكما يقولون (( تتغدى بيك قبل لا تتعشى فيها))..

وكأنما كُل ما قرأته وسمعته تلك الزوجة قد ذهب هباءً مع الرياح خلال حياتها عن حث المرأة المسلمة على أهمية طاعة الزوج وإرضاءه وثواب ذلك وخصوصاً إن كان كفؤاً – طيباً – متسامحاً – متحملاً مسئولية بيته وعياله – ملبياً رغبات زوجته – محافظاً على قدسية حياته الزوجية والأسرية.

مثل هذا الرّجل يستحق من المرأة أن تُقبل يديه ومابين عينيه أمام أولاده وأهله كلما نظرت إليه – بل ربما استحق تقبيل ترابِ نعليهِ.

لكن للأسف الشديد وبعد سماعي للروايات والحكايات التي تعرضت لتفاصيل عنف المرأة ضد الرجل اليوم أكثر مما سبق من إحدى الفتيات اللاتي أخرجت ما في جعبتها من أسى لما تفعلهُ والدتها من عدم احترام لوالدها لدرجة نهره وزجره وكأنه طفلاً صغير وهذا ما حفزني للكتابة عن مأساة بعض الأزواج ولفت نظري وزاد استغرابي قراءتي لعناوين أثارت تعجبي والتي حدثت هنا في السعودية و منها:

  • زوجة تجبر زوجها المسن على الإدمان لـ"تخونه"
  • فتاة تقتل والدها
  • أجبرته على الإدمان لـ"تخونه"
  • زوجه تحرق زوجها بالزيت

حيث لفت انتباهي العنوان الأخير والذي شهدته إحدى مستشفيات السعودية حادثة غريبة كان ضحيتها رجل في العقد الثالث من عمره، وكان مصابا بحروق شديدة وصفها الأطباء بأنها "حروق من الدرجة الثانية"، وتركزت الإصابة في الوجه والرأس وقد كانت المفاجأة لدى الجميع بأن الزوجة هي المتسببة في هذه الإصابات بصب زيت ساخن على وجهه ورأسه لرغبته في الزواج من أخرى.

كما أثارت حفيظتي وجود إحصائيات تبين ذلك العنف والتي منها إحصائيات المركز القومي للبحوث الاجتماعية حيث أوضحت أن هناك نسبة 38 % من الرجال يتعرضون للضرب من قبل زوجاتهم وهناك جمعيات لرفع الظلم عن الرجل العربي والتي منها: (المستضعفون في الأرض) تلك الجمعية الخيرية المصرية التي تهدف لرفع العنف عن الرجل (العربي) والذي يعرف بتعامله الشديد مع المرأة تلك الشخصية التي تجسدت في (سي السيد) في روايات الكاتب المصري نجيب محفوظ.

هذا غير الدراسة التحليلية المصرية والتي كشفت النقاب عن 111جريمة بحق الرجل المصري والتي استخدم فيها السم كأداة لاستخدام العديد من هذه الجرائم، وكانت أهم المواد المسممة هي تيتانوس، صبغة الشعر، المبيدات الحشرية، كما استُخدمت الأسلحة النارية كالمسدسات، علاوة على الاستعانة بالبنزين، والكيروسين، والأسلحة البيضاء كالسكاكين والسواطير، والمطاوي.

وهذا دليل أن لكل فعل ردة فعل و ما خلف الستار والباب أعظم من أن يوصف من معاملةٍ سيئةٍ من قبلِ الزوجة للرجل الشرقي حالياً فما عُدنا نسمع فقط عن عُنف الرّجل ضد المرأة بل أقول يا آدم الذي تُعاني من عنف زوجتك لم يكن من السائد يا أخي إلا عُنفك وليس تعنيفك وما يحدث غريب جداً..

وتأملوا الآية القرآنية العظيمة في قوله تعالى : ((يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ مِنْ أَزْوَاجِكُمْ وَأَوْلَادِكُمْ عَدُوًّا لَّكُمْ فَاحْذَرُوهُمْ وَإِن تَعْفُوا وَتَصْفَحُوا وَتَغْفِرُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ (14) إِنَّمَا أَمْوَالُكُمْ وَأَوْلَادُكُمْ فِتْنَةٌ وَاللَّهُ عِندَهُ أَجْرٌ عَظِيمٌ (15) )) صدق الله العلي العظيم  (سورة التغابن)..

وبعد كل هذا دعونا نقف مع أنفسنا وقفة نتساءل فيها عن حقيقة هذه الظاهرة وعن أسبابها وعن علاجها كما كُنا نبحث سابقاً عن عنف الرجل ضد المرأة وأسبابه وعلاجه...

  • وأطرح تساؤلاتي معكم لأقول:

لماذا استخدمت حواء العنف ضدك بكثرة هذه الأيام وأنت من كُنت جلادها..؟!!

وهل ذهبت تعاليم الدين الإسلامي في الإحسان وطاعة الزواج هباء مع الرياح..؟!!

أين قوة الشخصية والرأي والفكر للرجل العربي الشرقي والذي بات يعاني من أمراض نفسية بسبب زوجته..؟!!

وقبل كل هذا ما أسباب ذلك .. ومتى بدأت تتمرد عليك حواء..؟!!

هل وسائل الإعلام والنماذج النسائية السيئة فيها هي إحدى أوجه نشر ثقافة العنف عند المرأة ضد الرجل وخصوصا (الزوج) في رأيكم ..؟!!

 

وقفة تأمل

فأين المجيب ..؟!!

شتان بين بكاء الرجل وبكاء المرأة

 وللحياةِ بقية