سطور وفاء

شبكة مزن الثقافية

 

 النسب

ينتمي سماحة الأستاذ الشيخ عبد اللطيف الشبيب قدس سره إلى أسرة هي من أقدم الأسر وأكبرها في مسقط رأسه (أم الحمام) وينتهي نسبه إلى إحدى القبائل العربية.

ويرجع تاريخ (آل الشبيب) في القطيف إلى مئات السنين، وقد عرفت هذه الأسرة بعلمائها وأدبائها وشعرائها، فمنهم على سبيل المثال الشاعر البارع والخطيب المميز المحامي الملا حسين الشبيب المتوفى سنة (1362هـ)، وكذا الحال في الجانب النسائي فمنهن مثلاً الخطيبة والشاعرة فهيمة الشبيب والمتوفاة عام (1397هـ)


و كانت وما زالت هذه العائلة تضم جملة من المشايخ والفضلاء والعلماء والأدباء والكتاب تزخر بهم البلاد ويفخر بهم المهتمون. وكان أبرزهم وملاذهم هو سماحة الأستاذ المعظم الشيخ عبد اللطيف الشبيب قدس سره.

 
الولادة

ولد الشيخ قدس سره في قرية (أم الحمام) إحدى قرى مدينة القطيف وذلك في الثالث عشر من شهر جمادى الأول لسنة 1384هـ، وسماحته أصغر إخوانه (الذكور) حيث يكبره سناً أحمد  وحسين،  مما جعل والده (رحمه الله) يوليه اهتماما خاصاً وذلك منذ نعومة أظفاره حيث كان كثيراً ما يصطحبه إلى أماكن الذكر كالمساجد لصلاة الجماعة وبالخصوص صلاة الفجر، وقد أدى ذلك إلى تكوين الاستعداد لدى سماحته والقابلية لتلقي الكمالات النفسية ومكارم الأخلاق.

النشأة

درس سماحته مرحلتي (الابتدائية والمتوسطة) ما بين السنة السادسة من عمره إلى السنة الخامسة عشرة  في المدارس النظامية في أم الحمام، وكان في هذه الفترة مولعاً بحب العلم وراغباً في الهجرة والالتحاق بسلك الحوزة العلمية مع  صغر سنه، فتوجه  وهو لم يتجاوز الخامسة عشرة من عمره إلى دولة الكويت وذلك عام (1979م)  ملتحقاً بالدراسة الحوزوية في مدرسة (الرسول الأعظم -ص-) في الكويت ولكنه بقي فيها بضعة شهور فقط، ثم توجه لطلب العلوم الدينية في حوزة القائم (عج) في طهران، وفيها درس المقدمات والسطوح على يد جملة من العلماء الأفاضل،  كما سيتبين من خلال (الفقرة التالية) .

رحلته العلمية

في بداية سنة 1980.م توجه سماحته بعد أن كان في مدرسة الرسول الأعظم صلى الله عليه وآله وسلم بالكويت إلى الجمهورية الإسلامية الإيرانية وتحديداً - كما مر - إلى الحوزة القائمية في طهران والتي كان يشرف عليها آية الله العظمى السيد محمد تقي المدرسي (دام ظله ).

وبدأ بالدراسة المكثفة للمقدمات مقرونة بالدروس الرسالية كالفكر والثقافة والعمل الرسالي وغيرها.. وبسبب الظروف السياسية والاجتماعية لتلك الفترة، واغتنام فرصة ارتفاع نسبة المد الديني أُنتدب من قبل الحوزة القائمية إلى بلجيكا وذلك عام (1982م) للتبليغ والإرشاد وسيأتي الحديث عن ذلك تحت عـنوان (نشاطاته).

وبعد مرور سنتين وفي أواخر عام 1984م عاد إلى طهران، ويمكننا القول أنه في بداية عام 1985م بدأ بالتوجه إلى الدروس الصرفة، فدرس السطوح على يدي جملة من العلماء وأساتذة الحوزة القائمية، وهنا ينبغي ذكر نقطتين هامتين لهما أثرهما على شخصه الكريم في هذه الفترة:

الأولى: بما أنه كان يتمتع بذهنية وقادة وإرادة قوية مضافاً إلى ذلك تولعه بالعلم قام بتنمية نفسه بنفسه من الاستماع إلى أكثر من شارح للدروس وتكثيف المطالعة والمباحثة ونقاش العلماء والأساتذة مما جعله يتقدم على كثير من أقرانه.

الثانية: أنه خلال دراسته لمرحلة السطوح استفاد كثيراً من سماحة الشيخ العلامة صاحب الصادق (حفظه الله)، المقيم حالياً في مدينة قم المقدسة.

وبعد أن طوى مرحلة السطوح في سنوات قليلة معتمداً على التعليم والتثقيف الذاتي وعلى الاستفادة من بعض الأساتذة، حضر الدروس العالية، وقبل الحديث عن ذلك يجدر بنا أن نذكر أنه في هذه الأثناء انضم إلى حلقات البحث الفلسفي والعرفاني للمرحوم آية الله السيد كاظم المدرسي قدس سره وهذه الدروس لمجموعة خاصة من الطلبة وأهل المعرفة مما كان له الأثر البالغ على سلوكه الأخلاقي وتوجهه الفلسفي والعرفاني والقائم على نبذ المناهج الفلسفية الوضعية والتمسك بمنهج أهل البيت عليهم السلام ورفض القضايا الدخيلة على الفكر الديني.

ويجدر بنا أن نذكر أيضاً وقبل الحديث عن الدروس العالية نقطة هامة في حياته قدس سره وهي أنه بعد عودته من بلجيكا (1984م) وخلال دراسته للسطوح وكذا الدروس العالية أولاه سماحة أية الله العظمى السيد محمد تقي المدرسي (دام ظله) - وهو الابن الأكبر للسيد كاظم المدرسي المتقدم - رعاية خاصة واهتماماً بالغاً وقام بتوجيهه وإعداده علماً وثقافة وتربية.

وبعد أن استفاد خلال إقامته في طهران وكذا خلال سفراته المتكررة لمدينة قم المقدسة حيث كان يحرص على الاستفادة من علماء قم المقدسة والحضور في مجالسهم العلمية. بعد ذلك توجه سماحته في عام (1411هـ) إلى الجمهورية السورية قاصداً مدينتها السيدة زينب عليها السلام حيث مكث فيها ما يقارب (أربع سنوات) وحضر فيها الدروس العالية عند بعض علمائها كما سيتبين ذلك في النقطة التالية:

أساتذته

يمكننا أن نحصر العلماء الذين استفاد منهم الشيخ قدس سره في الدروس العالية أو السلوكية والمنهجية بما يلي:


     ≡ آية الله السيد كاظم المدرسي قدس سره: حيث حضر لديه دروسه الخاصة - كما مر آنفاً-
 

     ≡ آية الله العظمى السيد محمد تقي المدرسي (دام ظله):
حيث حضر لديه خارج الفقه وخارج الأصول، والسيد المدرسي (الابن) يعتبر عمدة أساتذة الشيخ واستفاد كثيراً من دروسه في التفسير والفكر ومحاضراته في الثقافة والعمل الرسالي.


     ≡ آية الله الشيخ محمد الخاقاني (حفظه الله):

 حضر الشيخ بحوث الخارج لأستاذه الخاقـاني ما يقارب (الأربع سنوات) في مدينة السيدة زينب عليها السلام مما جعله من الطلبة البارزين والمقربين في بحث الشيخ الخاقاني (حفظه الله).


     ≡ آية الله الشيخ محمد علي الفاضل (حفظه الله):

وهو من كبار أساتذة الحوزة العلمية الزينبية بالشام، وقد حضر الشيخ قدس سره لديه بعض بحوثه الخارج في الأصول
    

     ≡آية الله السيد محمد علي الطباطبائي (حفظه الله):

وقد حضر الشيخ بحوث السيد الطباطبائي في الشام، والجدير بالذكر أنهما كانا (الشيخ والسيد) جيراناً في السيدة زينب عليها السلام مما جعل بينهما صداقة حميمة فكثيراً ما كانوا يجلسون مع بعضيهما ويتسامرون ويتناقشون في القضايا العلمية والفكرية.


     ≡ سماحة العلامة السيد عباس المدرسي (حفظه الله):

وهو أحد الأساتذة البارزين والعلماء المتأدبين والفقهاء المثقفين، وهو صهر آية الله العظمى الإمام السيد محمد الشيرازي الراحل قدس سره. وقد حضر الشيخ قدس سره عند السيد خارج الفقه وتحديداً باب الصلاة وباب البيع.
 

وكالاته

كان سماحة الشيخ قدس سره محل ثقة العلماء الكبار ومراجع التقليد، فهو أحد الوكلاء المعتمدين من مراجعنا العظام، حيث لديه وكالات مختلفة المستـويات منها:

  - آية الله العظمى الإمام السيد محـمد الشيرازي قدس سره.

 آية الله العظمى السيد محمد تقي المدرسي دام ظله  -

 وحيث أنه لم يكن السيد المدرسي حينها طارحاً لمرجعيته لم تكن هناك وكالة بالمعنى المتعارف بل كانت لديه وكالة عامة شفوية من قبله، وفي 29/ج2/1415هـ جاء في نص توجيه من السيد المدرسي للمؤمنين وتوصية بالشيخ ومما جاء فيها (..- والكلام عن الشيخ - من أعز أصدقائنا الذين بلغ في الفقه والورع والجد في العمل الصالح وتبليغ الدين درجة عالية.. وهو ثقتنا في أمور الحوزة والمجاميع العلمية التي نتشرف بخدمتها..)

آية الله العظمى الشيخ حسين علي المنتظري (دام ظله).

آية الله العظمى الشيخ فاضل اللنكراني (دام ظله).

آية الله الشيخ محمد طاهر الخاقاني (حفظه الله)

 ومما جاء في الوكالة (لا يخفى على المؤمنين الكرام أن ولدنا المهذب الجليل العلامة الشيخ عبد اللطيف الشبيب ممن كرس نفسه في طلب العلم وتحصيل الفضيلة..) وكانت الوكالة مطلقة بالتصرف بالأخماس.

 آية الله السيد محمد ضياء الدين الأشكوري النجفي (حفظه الله)

آية الله السيد محمد مهدي الأشكوري النجفي (حفظه الله)

آية الله السيد محمد الحسيني الشاهرودي (حفظه الله)
 

نشاطه في الخارج والداخل

يمكننا تقسيم أنشطة الشيخ قدس سره إلى قسمين نظراً لإقامته خارج أو داخل البلاد:

في الخارج

مر بنا أنه أنتدب عام 1982م إلى بلجيكا من قبل الحوزة العلمية وأقام فيها سنتين تقريباً، وكان يقوم بوظيفة إمام الجماعة وأستاذاً ومحاضراً واستفاد من تواجده الكثير من أبناء الجالية الإسلامية في تلك البلاد، وكان نشاطه الإسلامي معروفاً حتى عند أبناء السنة.

وبحكم تواجده في بلجيكا كان له تواصل مع العاملين في فرنسا وبعض العواصم الأوربية، كما كان يشارك في كثير من المؤتمرات الإسلامية التي تعقد في الولايات المتحدة الأمريكية وكندا ولندن وذلك في مختلف المراكز الإسلامية، وكذا الحال في الدول الإسلامية كسوريا والكويت وإيران والسعودية وغيرها..

وفي هذا الصدد أقيم في عام (1985م) مؤتمر ضم ثلاث شخصيات وهم: الدكتور حسن الترابي، والدكتور فهمي الشناوي وسماحة الشيخ الأستاذ قدس سره، بيد أن الشيخ كان الأبرز في ذلك المؤتمر حسب وصـف أحد الحاضرين .

كما أنه تولى مسئولية الحوزة القائمية فترة من الزمان، هذا بالإضافة إلى كونه أستاذاً لامعاً وثقة في المجاميع العلمية كما ذكر السيد المدرسي، وكان له دور في إصدار (مجلة البصائر).

والذي ينبغي التركيز عليه هو أن سماحته بعد عام 1984م كان أكثر ما يقوم به الدرس والتدريس مما أهله لأن يكون ملاذاً ومأوى للطلبة بمختلف المستويات.

       في الداخل

وما إن حط الشيخ رحاله في بلدته (أم الحمام - القطيف) وذلك في تاريخ 1./12/1414هـ  إلا وكان موضع ثقة أبناء المجتمع من مختلف الطبقات، وقد حظي بمكانة اجتماعية جيدة، وكان في الجملة  محط رحال العاملين في مجالات النشاط الاجتماعي والعمل الديني ومحل استشارة وتوجيه لهم، هذا بالإضافة إلى أنه كان يرعى ويدعم كثيراً من الأنشطة الاجتماعية المختلفة.

كما أن له دوراً بارزاً على الصعيد الاجتماعي من خلال كونه إماماً وخطيباً لمسجد الإمام الحسن عليه السلام  بأم الحمام حيث كان يقوم بإعطاء الدروس الفقهية الميسرة لحضور المسجد على مدار أيام السنة، هذا مضافاً إلى دروس التفسير في المسجد. كما أنه كان يُرى في المحافل الاجتماعية والدينية محاضراً وموجهاً، وكذا مشاركاً في الندوات العامة.

وآخر إنتاج أو نشاط  بارز  للشيخ قدس سره هو افتتاح موقع على الانترنت بمسمى (شبكة مزن الثقافية) وهو آخر وأصغر أيتام الشيخ حيث كان عمره عند رحيل مؤسسه (24) يوماً فقط وكان الافتتاح الرسمي للموقع بتاريخ 8/4/1422هـ وهو يوم ميلاد الإمام العسكري عليه السلام والموقع يحتوي على مجموعة من الأيقونات التي بدورها تعالج مجموعة من القضايا الهامة للفرد والمجتمع منها على سبيل المثال: الاستفتاءات، ومشاكل وحلول، وحديث الجمعة، وكلمة الشهر و.. وكان الشيخ الراحل يتطلع إلى جعلها منبراً علمياً ذا  عطاء كثير، إلا أن الأجل المحتوم ما أمهله.

ونود أن نذكر هنا ملاحظتين نختم بهما الحديث عن (نشاطاته):

نعلم كثيراً من نشاطاته - مفصلاً - ولكن لا نستطيع الحديث عنها، لعله قدس سره لا يرغب في ذكرها، لكي تكون في ميزان أعماله - إن شاء الله -

كان نشاطه الأبرز واليومي - تقريباً - هو التدريس، لذا أرجأنا الحديث عن ذلك تحت عنوان (التدريس)

التدريس

بدأ سماحته التدريس في سن مبكرة وذلك لبعض المناهج لمرحلة المقدمات، ولكن منذ أن ألتحق بالدروس العليا وبالخصوص عند قدومه لمدينة السيدة زينب عليها السلام وذلك في بداية عام 1411هـ بدأ بتدريس السطوح العالية حيث قام بتدريس الرسائل للشيخ الأنصاري، والفرائد والمكاسب للشيخ الأنصاري أيضاً، كما قام بتدريس الكفاية للشيخ الأخوند الخراساني، كل ذلك  لجملة من مشايخ وأساتذة الحوزة العلمية بالشام، والجدير بالذكر أنه كان الأبرز في هذا المجال بالنسبة للمدرسة التي ينتمي إليها.

ومنذ أن قدم إلى موطنه وبعد أن أستقر به المقام قام بوظيفته العلمية والأستاذية على النحو التالي:

- بحوث في الفقه: وهذه دروس ألقاها سماحته على مجموعة من أساتذة الحوزة العلمية بالقطيف، كما كان يحرص على حضور بحثه بعض من طلبة العلوم من الأحساء والبحرين، حيث تخرج على يديه من مجمل دروسه عشرات من طلبة العلوم.

- كتاب كفاية الأصول للشيخ الأخوند: وقام بتدريس هذا الكتاب فترة في منزله وفترة في الحوزة.

- المكاسب للشيخ الأنصاري: وقام بتدريسه كذلك فترة في منزله وأخرى في الحوزة.

- الروضة البهية في شرح اللمعة الدمشقية للشهيدين: وقام بتدريسه في منزله على مجموعة من الطلبة غير المتفرغين.

- مقدمة في علم الأصول: كان سماحته يرى أن أصول الفقه للمظفر تحتاج إلى مقدمة كمدخل للكتاب، ولذلك كان هذا الدرس.

- أصول الفقه للشيخ المظفر.

- أصول الفقه المقارن للسيد محمد تقي الحكيم (في المصادر الأربعة)

- دروس عقائدية: على كتاب (ميزان الطالب) للميرزا جواد الطهراني.

- دروس في آداب السير السلوك  تحت عنوان (التخلية قبل التحلية)

- دروس أخلاقية لمجموعة من النساء.

- دروس في تفسير القرآن.

كما كان سماحته يأمر بإقامة دعاء الندبة في صباح كل يوم جمعة أو بعض الزيارات أو المناسبات، مما يعد بالدرس الخفي كما يعبرون.

 

النتاج العلمي والثقافي

تبين مما مضى أن أبرز نشاطات الشيخ قدس سره سواءً كانت في الخارج أو الداخل الدروس التي يلقيها، لذا سنذكر أولاً النتاج العلمي الذي كان يفيده قدس سره للطلبة وهي كالتالي:

(100) شريط كاسيت دروس قرآن

(437) شريطاً في شرح اللمعة

(38) شريطاً، مقدمة كمدخل لأصول الفقه للمظفر

مجموع أشرطة غير كاملة، شرح أصول الفقه للمظفر

(16) محاضرة في آداب الصلاة

(24) محاضرة في صفات المتقين (أخلاقية)

(20) محاضرة في أحكام الصلاة.

مجموعة محاضرات في شرح قصار الكلمات من نهج البلاغة.

هذا بالإضافة إلى المحاضرات المتفرقة والندوات العامة والدروس الخاصة وما إلى ذلك.

وللشيخ قدس سره مجموعة مؤلفات هي:

- كتاب النكاح: بحث استدلالي يحتوي على تحقيقات ونكات علمية دقيقة وهو مخطوط، ويقوم - حالياً - بعض المشايخ بتحقيقه لكي يرى النور إن شاء الله

ـ الموت بصائر وأحكام: طبع - مع الأسف - بعد رحيله.

ـ قبسات من حياة الزهراء J.

ـ كيف نستقبل شهر رمضان.

ـ الصوم آدابه وأحكامه.

ـ المثقف وأمانة الكلمة.

ـ العولمة الثقافية.

كما اشترك مع سماحة الشيخ محمد العليوات في إصدار سلسلة (بصائر في التشريع الإسلامي) في أربعة مؤلفات:

- اللهو إهدار للطاقة.

- الإسلام والفكر المضاد.

- الإعلام في الإسلام.

- القانون الأخلاقي في الإسلام (الغيبة مثالاً).

كما نود أن نذكر أن سماحته قدس سره كان ينوي: إصدار مجموعة مؤلفات ولكن عاجله الأجل منها:

- قبسات من سيرة العلماء

- قبسات من سيرة الإمام علي عليه السلام.

 

من تلامذته

تتلمذ على يد الشيخ قدس سره كثير من الطلبة، بل ربما يصح القول بأن من التحق بالحوزة العلمية القائمية بعد عام 14.3هـ أو 14.4هـ استفاد من الشيخ من قريب أو بعيد، وكذلك كثير من طلبة حوزة الإمام الصادق A بسوريا، ونذكر هنا بعض أسماء الذين تتلمذوا عليه:

1- الشيخ عبد الغني العباس (القطيف).

2- الشيخ محمد عبد الكريم الشبيب (البحرين).

3- الشيخ فيصل العوامي(القطيف).

4- الشيخ ناجي الكعيبي (أم الحمام).

5- الشيخ علي الزاير (أم الحمام).

6- الشيخ سعيد الحرز (أم الحمام).

7- الشيخ عبد العال العبد العال (أم الحمام).

8- الشيخ صالح العيد (سيهات).

9- الشيخ سمير الربح (العوامية).

10- الشيخ وصفي الشيوخ (القطيف).


11- الشيخ محمد حيدر- أبو بتول - (البحرين).

12- الشيخ عادل بو خمسين (الأحساء).

13- الشيخ حميد الدرويش (سيهات).

14- الشيخ صالح آل إبراهيم (صفوى).

15- الشيخ حبيب الخباز (سيهات).

16- المرحوم الشيخ حسين آل الشيخ (العوامية).

17- الشيخ علي الموسى (العوامية).

18- الشيخ عبد الله أبو كلة (القطيف).

19- السيد مهدي السادة (الخويلدية).

20- الشيخ عبد الكريم العباس (البحرين).

21- الشيخ ماجد الماجد (البحرين).

وغيرهم من طلبة العلوم الدينية.

 

صفاته

عندما نتأمل في صفات الشيخ قدس سره نلحظ أنه يتحلى بصفات عالية من ترويض النفس وتربيتها كالصفات الأخلاقية والعبادية والروحية وكل ذلك انعكس على ملامح وجهه ونظرات عيونه وسلوكه الشخصي مع عائلته وطلبته ومريديه ومحبيه بل وحتى البعيدين عنه كانوا يلحظون ذلك بمجرد النظر إلى وجهه قدس سره.

ونذكر - هنا - بعض الصفات التي كان الفقيد يتحلى بها:

أولاً: العلم:

ذكرنا أن سماحته قدس سره كان مولعاً بحب العلم منذ نعومة أظفاره وللأسباب التي ذكرناها سابقاً، أصبح في مدة قصيرة عالماً عارفاً مفكراً مدرساً يشار له بالبنان. ويتمتع بقوة بيانية في إيضاح أعقد المسائل الفقهية والأصولية والعقائدية والفلسفية وغيرها ويشهد له بذلك مريدوه وطلبته على مختلف المستويات، وكل من تتلمذ عليه واستمع إلى قوة بيانه وعمق علمه وجلس بين يديه واستفاد منه يقر ويشهد بأن هذا الأستاذ لم يعط حقه من التقدير. ونذكر هنا قصة فيها إشارة إلى تولعه بالعلم وحبه للمعرفة: عندما كان الأستاذ الشيخ قدس سره يقوم بتدريس كتاب (الرسائل) للشيخ الأنصاري قدس سره على جملة من الطلبة، كان يحضّر للدرس ليلاً ويلقيه على الطلبة صباحاً.

يقول الشيخ (رحمه الله) : (في ذات ليلة وأنا أحضّر للدرس واجهتني عبارة في الكتاب حاولت تفكيكها مراراً إلى أن استقر بي الأمر على أن أبين المسألة بشكل معين ولكني ما كنت مقتنعاً جداً بهذا التوجيه.. إلى أن استولى علي التعب بعد صراع مع عبارات الكتاب.. فرأيت في النوم - ويا سبحان الله - أن الشيخ الأنصاري قد جاءني وبين لي مفاد العبارة وقام بتفكيك الجملة بأسلوب لم أر له مثيل، فانتبهت من النوم وعاودت التحضير إلى أن جاء وقت إلقاء الدرس).

ويقول الشيخ قدس سره: (قمت بإلقاء الدرس ذلك اليوم بنفس بيان الشيخ الأنصاري في الرؤيا.. فأعجب الطلبة بذلك وبقوة البيان ووضوحه والدقة العلمية فيه، ويعلق الشيخ قدس سره لناقل القصة في نفس اليوم (لعمري كان أستاذهم هذا اليوم الشيخ الأنصاري وليس عبداللطيف).

ثانياً: التقوى والعبادة:

إن النظر إلى محيا سماحة الشيخ قدس سره كافٍ بإعطائك نتيجة إلى مدى عبادته وتقواه وتربيته لنفسه وترويضها، فكان كثير العبادة لم يترك صلاة الليل في سفر أو حضر وكان مداوماً للنوافل اليومية ونذكر كلامه في الدرس الذي كان يلقيه علينا (التخلية قبل التحلية) وهي دروس في آداب التخلية مع الله سبحانه، وأن من أراد أن يستلذ بالقرب من الله سبحانه ويتمتع بلذيذ المناجاة لابد وأن يخلوا بنفسه وإن لهذه الخلوة آداباً.. وكما أشرنا سابقاً أنه كان في صبح كل جمعة - مع المؤمنين - يقرأ دعاء الندبة، وكنا نراه وهو يجهش بالبكاء ويتضرع في الدعاء.

والواقع أننا لا نستطيع أن نكتب كثيراً في هذا المجال، لأنه في الأساس أحد أسراره قدس سره.

ثالثاً: القوة في الدين:

كان قدس سره يأخذ أمور الدين بقوة فلا يتوانى أبداً، وكان دائماً يردد كلمة (أخوك دينك فاحتط له) وكان يرى مراراً في أكثر من موقف يلزم سبيل الاحتياط في جميع شئونه، وكان دائم التوجيه لمقربيه نحو الاحتراز للدين وأن يبنوا مواقفهم على ما يمليه عليهم الشارع المقدس وأن يغضوا النظر عما قد يترتب عليه هذا الموقف أو ذاك سواءً على الصعيد العائلي أو الاجتماعي أو المالي أو غيرها.

والجدير بالذكر في هذه النقطة تصديه للدفاع عن بعض القضايا العقائدية أو التاريخية التي يشكك فيها البعض تجاه المعصومين عليهم السلام ويفند تلك الشكوك بأسلوب علمي رصين ونقد مهذب حتى يصل إلى القلوب الواعية، وكذا تصديه للدفاع عن الفكر الديني عموماً وعن المذهب خصوصاً في المحافل والندوات المحلية والخليجية والأوربية، مما كان له الأثر البالغ في هداية الناس نحو الحق.

 

رابعاً: زهده وسخاؤه

الزهد في أحد تعاريفه وأشملها (( أن تملك الشيء لا أن يملكك الشيء )) وهو تعريف جامع حيث أن الزاهد بهذا المعنى يشمل الغني والفقير والصغير والكبير، فننظر إلى أي شخص إذا ملك هل يسيطر عليه ماله ويسيره ويكون بالتالي أسيراً له أم أنه هو الذي يتصرف بالمال وينفق بسخاء دون أن يخاف الفقر، نعم لقد كان شيخنا الكبير قدس سره تتجلى فيه هذه الصفة فتراه ينفق ما في يده في وجوه الخير سواءً على المشاريع الخيرية أو على المؤمنين أو حتى على عياله وأهله ولا يخاف الفقر مصداقاً لقوله تعالى (( وما أنفقتم من شيء فهو يخلفه وهو خير الرازقين )) إنه ينفق المبلغ الكبير قبل الصغير على المشاريع الخيرية فإذا حصل على مبلغ مالي كبير لا يفكر في ادخاره بل تجده يخطط لإنفاقه في سبيل الله، كان كثيراً ما يشجع الشباب العزاب على الزواج فيعتذرون بقلة المال فيقول أقدم وأنا أضمن لك..، حيث كان متيقناً أن الله سبحانه يخلفه، وكم هي القصص الكثيرة في جوانب حياته التي أنفق فيها لأمور كهذه فكأنه عوضه الله تعالى فوراً ، كان يرى أن الدنيا زائلة فهو زاهد فيها متعلق بالآخرة راغب إلى الله، وكم سمعناه وهو يشرح خطبة أمير المؤمنين A وهو يصف المؤمنين بأسلوب جذاب ومميز يشهد له بذلك القريب والبعيد.

خامساً: أخلاقه وآدابه:

بشره في وجهه وحزنه في قلبه.. كان الشيخ قدس سره مصداقاً لهذه الصفة من صفات المؤمنين، وله من السجايا الحميدة والخلق الرفيع ما لا يسع المجال لذكره في هذه الصفحات القليلة، ولكن ما لا يدرك كله لا يترك كله، ونذكر بعض القصص التي تبين مدى أخلاقه وآدابه مع أساتذته وبيته:

- جلسة الذليل:

ينقل أحد طلبة الشيخ قدس سره هذه القصة ويقول: كنا في السيدة زينب J في سوريا وإذا بخبر جاءنا في الصباح وهو وفاة آية الله العظمى الإمام السيد أبو القاسم الخوئي L وكان الأستاذ الشيخ قدس سره حينها يحضر عند آية الله الشيخ محمد محمد طاهر الخاقاني (حفظه الله) البحث الخارج،  والشيخ الخاقاني أحد خريجي مدرسة الإمام الخوئي رضوان الله عليه فذهبنا في المساء برفقة الأستاذ الشيخ لتعزية آية الله الخاقاني بوفاة الإمام الخوئي، وكانت هذه أول مرة أرى فيها الشيخ الخاقاني وكنت متشوقاً لرؤية علماء بهذه المرتبة العلمية, وكان الأستاذ الشيخ قدس سره في الوقت نفسه أحد أعمدة مُدرسي السطوح العالية في الحوزة العلمية في السيدة زينب J، وعلى أي حال دخلنا مجلس الشيخ الخاقاني الكبير وقبل أن نجلس دخل علينا الشيخ الخاقاني وبعد السلام وإلقاء التعازي استقر بنا المجلس  فرأيت العجب من الأستاذ الشيخ قدس سره حيث جلس بالقرب من أستاذه جلسة الذليل وكأنه بين يدي أحد الملوك لا يرفع طرفه ولا يرفع صوته وإذا قدم له شيء قدمه لأستاذه وهو منحن بأدب لم أره من قبل وعند الخروج لم يعط أستاذه ظهره حتى دخل آية الله الشيخ الخاقاني داخل منزله وشيعنا ولده إلى باب المجلس ونحن عائدون أبديت ملاحظة بسيطة جداً على كلام آية الله الخاقاني حول الموضوع الذي دار،  فنظر إلي الشيخ قدس سره وهو يقول (خلي بالك...هذا الأستاذ). انتهى.

وكذا الحال كان بالنسبة إلى علاقته بأستاذه آية الله العظمى السيد محمد تقي المدرسي دام ظله

رأيناه كيف ينحني لتقبيل يد أستاذه، وأستاذه يحاول سحب يده وهو يصر على تقبيلها ويجلس بين يديه كأنه طفل بين يدي والده،  على أن آية الله العظمى السيد المدرسي يرى الشيخ الفقيد قدس سره مجتهداً .

 وعندما نسأله لماذا كل هذا التذلل لأساتذتك يقول: إن علماءنا الماضين لا يرفعون طرفهم أمام أساتذتهم ويجب علينا أن نرسخ هذه الآداب بين الطلبة لأن الكثير منهم في هذا الوقت يفتقد هذه الصفة.

- أخلاقه في منزله:

مما لاشك فيه أن الأقدر على إعطاء الصورة الحقيقية لتعامل الشيخ قدس سره في وسط منزله هم أهل الدار ونعني بذلك (أهله وبناته).. ولكن الذي لا يشك فيه أن الشيخ قدس سره كان يعطي كل ذي حق حقه من الوقت والحب والاحترام والنصح والتوجيه فطالما سمعنا منه وهو يثني على أهله ويقدر وقوفها معه في غربته وأيام مرضه بل وحتى بعد عودته إلى الوطن كان دائماً يحاول أن يكافئ أهله ولو بالشيء البسيط.. وكذا الحال مع بناته، فتذكر ابنته الكبرى (أنه لم يكن أباً فقط بل أباً ومعلماً وأخاً وصديقاً) وبالنسبة لتعامله العام مع جميع البنات تقول (أذكر أنه كان لا يأكل حتى يقسم مابين يديه على أخواتي، ولا يشرب حتى يسكب من كأسه في أفواه صغيراته. وأنه لم يكن يوماً متعصباً أو متزمتاً لرأيه بل على العكس كان منزلنا منزل الديمقراطية - إن صح التعبير - أشركني في الحديث معه منذ صغري..)

ونذكر هذه القصة التي تبين العلاقة بين الشيخ وأهله وبناته:

يقول الشيخ قدس سره كنت على المائدة أنا وأهلي وبناتي، وكان الحال في هذه الفترة غير ميسور ولم تكن المائدة بذاك المستوى، وكان الحديث يدور بين الأهل والبنات حول الموظفين والذين يقبضون رواتب كبيرة وأن بنات فلان ذهبوا إلى المكان الفلاني وأن فلان اشترى لأولاده كذا وكذا من الكماليات.. إلخ. وأنا ساكت لا أتكلم، عندها أحسست من زوجتي أنها تريد أن تمتحن البنات وتلاطفهن وبالخصوص ابنتي الكبيرة، فقالت زوجتي لابنتها  وهي تقصد أن تمتحنها: لو كان أبوك موظف ويستلم راتباً كبيراً ويذهب معكم إلى كل مكان ويشتري لكم كل ما تريدون فأيهما أفضل؟ يكون أبوك هكذا أم شيخاً؟ يقول الشيخ: وأنا ساكت لا أتكلم.. فشعرت أن ابنتي تسترق النظرات مرة لي وأخرى لوالدتها.. ثم قالت: بل يكون شيخاً وعالماً. فقالت الأم لماذا؟ قالت البنت: لسببين: الأول لأن ما عند الله خير وأبقى، والثاني لكي أصبح بنت الشيخ وإذا احتجت لمسألة عندي من يجيب عليها. يقول الشيخ قدس سره شعرت بالسعادة لهذا الجواب وهذا الجو في المنزل.. ودعا لأهله وبناته بالخير.

وكذلك الحال في علاقته بطلابه بل وحتى البعيدين عنه كان رؤوفاً رحيماً.. وهناك القصص الكثيرة في هذا المجال ولكن لا نريد الإطالة.

وفاته وتشيعيه

استيقظ الشيخ باكراً من يوم الثلاثاء الموافق 25ربيع الثاني1422هـ بعد ليلة أمضاها متعباً من وقائع فاتحة ابن عمه الشاب هاني عبدالله الشبيب، مقترنة ببعض الأمراض التي كاد أن يتشافا منها، وفي تمام الساعة السابعة صباحاً - تقريباً - نزل من الدور العلوي متكئا على الجدار تارة وعلى حاجز الدرج تارة أخرى حتى ساعدته أهله في تخطي السلم حتى وصل إلى صالة الدار ملقياً نفسه على الكرسي (الكنب) قائلاً لأهله اذهبي وأتم نومك وأنا سأستريح هنا..

وفي تمام الساعة الثامنة وسبع دقائق - حسب التقرير الطبي - صعدت روحه الطيبة إلى بارئها ملبية طائعة مسلمة.. وفي هذه الأثناء لم يكن أحد يعلم برحيله حتى الساعة (9.3) - تقريباً عندما أرادت أهله أن تفتح الباب عن طريق (الأيفون) الذي كان بالقرب من رأسه قدس سره إلى أحد المؤمنين المقربين للشيخ والذين يعملون معه في المكتب.. حينها دخل الرجل إلى المكتبة ليبدأ العمل.. أما أهل الشيخ شعرت بكتم أنفاسه وبرد جسمه مما أذهلها وجعلها تطرق باب المكتبة مسرعة لإخبار الأخ بأن الشيخ في حالة سيئة.. وكذا قامت بالاتصال لإخبار أحد المقربين للشيخ بما يجري ومحاولة الإسراع في إنقاذ الشيخ بالإتيان بطبيب في حالة مستعجلة، عندها تم التداعي عبر - الجوالات - بين خمسة من تلامذة الشيخ والمقربين لديه.. فدخل أحدهم مع طبيبة وممرضة إلى صالة الدار حيث الشيخ مسجى، وبعد الكشف الإكلينيكي أكدت الدكتورة حالة الوفاة قائلة (البقية في حياتكم) باللهجة المصرية. فبدأ البكاء والنحيب من قبل الجميع.. وما هي إلا دقائق - ربع ساعة تقريباً - وإذا بالمنزل قد احتشد فيه جمع من العلماء والمشايخ والأصدقاء والأقارب.

والجدير بالذكر: أن حالة الشيخ قدس سره منذ قبضت روحه إلى أن تم حمله إلى المستشفى كان متوجهاً للقبلة ماداً رجليه سابلاً يديه مطبقاً فاه مغمضاً عينيه وكأنه نائم مستريح مما جعل الكثيرين غير مصدقين بأن الذي بين يدينا ميت!! حتى الطبيبة التي فحصت عليه حيث تقول (( خُيل لي في البداية أنه نائم أو مغشي عليه وسبحان الله.. ولم يأت على خاطري أنه فارق الحياة ولكن بعد الكشف الإكلينيكي عليه وبحثي لإيجاد أي علامة للحياة في جسمه وقد حاولت أن أتحسس أي شريان ينبض وحاولت سماع قلبه عدة مرات ولكن شاء القدر )) كل ذلك يشعر بأنه قدس سره على موعد مع هذا السفر الطويل

تشيعيه

وفي اليوم نفسه، الثلاثاء 25 ربيع الثاني 1422هـ، وفي تمام الساعة الرابعة عصراً بدأ التشييع من حسينية الحاج منصور الحرز بالعريش، وسط حشد كبير من أهالي أم الحمام وكذا القطيف وقراها حيث يقدر عدد المشيعين (3000) شخصاً، حيث كان يوماً مشهوداً من أيام البلاد،  وعند وصول الجنازة إلى المغتسل قام جمع من المشايخ والمؤمنين بتغسيله ثم ألقيت عليه النظرات الأخيرة لتوديعه وسط بكاء ونحيب، ومن ثم أخرجت الجنازة نحو الطريق، وتقدم سماحة العلامة الشيخ حسن الصفار (حفظه الله) للصلاة على الشيخ الراحل قدس سره، وبعدها أقيمت صلاة ثانية بإمامة سماحة السيد علي الجراش.

ورفعت الجنازة نحو القبر المعد له قدس سره ثم قام كل من الشيخ سعيد الحرز والشيخ عبد العال العبد العال والشيخ صالح اليحي بوضع الشيخ قدس سره في ملحودته وقام الشيخ سعيد الحرز بتلقينه، ثم قام الشيخ محمد المدلوح (سيهات) ناعياً لسيد الشهداء الإمام الحسين عليه السلام. فسـلام عليه يوم ولـد ويـوم مات ويـوم يبعث حيا.