الاندونيسيون يؤكدون إنها قدرة الله تعالى - المساجد سالمة وسط انقاض الزلزال

شبكة مزن الثقافية
مرة أخرى يعود الحديث عن المعاجز وسط الكوارث الطبيعية الهائلة.
وزلزال (تسونامي) الذي امتدت آثاره الى دول عديدة في جنوب شرق آسيا وحصد ارواح عشرات الالاف من السكان لم يكن خاليا من هذه الظاهرة، فقد شهد الاندونيسيون بقاء مساجد حديثة وقديمة وسط الركام والانقاض التي خلقها الزلزال الهائل.
واكد اندونيسيون نجوا من الامواج العاتية التي ضربت اقليم اتشيه ان "يد الله الخفية" حمت المساجد في هذه المنطقة التي دمرت بالكامل.
وقال مخلص خائران (30 عاما) الذي شاهد قريته (بايت) في ضواحي بندا اتشيه كبرى مدن الاقليم الواقع شمال سومطرة، تدمر انه: "قصاص الله لنا بسبب جشعنا لكنه لن يدمر ابدا بيته".
وفي كل المنطقة حيث محيت مدن كاملة، تحدث شهود عيان عن بقاء المساجد الحديثة والقديمة، سالمة في اقليم اتشيه الذي اعتنق سكانه الاسلام منذ القرن الثالث عشر.
وبينما يفسر البعض بقاء هذه المساجد سليمة بسبب متانتها لان اموالا كبيرة تنفق لبنائها، يرى آخرون سببا آلهيا لذلك.
وقال رحمة امبيار (19 عاما) الذي فقد ابويه في الكارثة في بايت: "انه تجسيد لقوة الله وهذا بيته".
وفي قرية كاجو، جرفت الامواج مئات المنازل لكن المسجد نجا بشكل يثير الدهشة ولم يصب سوى ببعض التشققات في جدرانه، واحاطت المياه بكل جدرانه لكن اي قطرة لم تدخل اليه.
واكد اسماعيل اسحق (42 عاما) الذي كان مشغولا في البحث في انقاض منزله عن افراد عائلته السبعة المفقودين ان: "اهل اتشيه يقولون ان المسجد بيت الله ولا احد سواه يستطيع تدميره".
هذا وقد بثت محطات التلفزيون الاندونيسية شهادات لناجين اكدوا انهم نجوا لانهم لجأوا الى المسجد في مواجهة تقدم الامواج، ويكون المسجد غالبا اعلى مبنى في البلدات الصغيرة.
وتحدث صحافيان من وكالة الانباء الاندونيسية الرسمية "انتارا" ايضا عن "معجزة" حدثت لمبنى ديني في منطقة مولابو (الساحل الغربي)، ففي حي (سواك ايندا بوتري) الاكثر تضررا في المدينة، ما زال المسجد على حاله بينما دمرت كل المباني المحيطة به مثل رئاسة اركان الجيش ومهاجع رجال الشرطة.
وفي الصور التي التقطتها وكالة فرانس برس لهذه المنطقة التي لا يمكن حاليا الوصول اليها برا، تبدو مساجد واضحة وتشكل بقعا بيضاء وحيدة، ويبدو احدها المبنى الوحيد الذي يقف وسط حقل من الوحل والانقاض.
وفي منطقة (باسي لوك) التي تبعد حوالى عشرين كيلومترا شرق مدينة سيلي في منطقة بيدي، صمد مسجدان على شاطىء البحر بينما انهارت كل المنازل حولهما، مع ان المسجدين بنيا بطريقتين مختلفتين.
فالاول مبني من الخشب وقديم والثاني من الاسمنت وجديد.
وقال زعيم ديني محلي يدعى (توكو كاوي علي) ان حوالى مئة من سكان القرى نجوا بلجوئهم الى هذين المسجدين، واكد ان المياه غمرت المنازل المحيطة بهما لكنها لم تتجاوز الدرجة الثانية من سلالم مداخل المسجد الاربعة.
وفي عاصمة الاقليم (بندا اتشيه) اصيب المسجد الكبير (بيت الرحمن) باضرار جسيمة وانهارت قطعا منه فوق حوالى 12 شخصا لجأوا اليه وتشققت جدرانه.
وفسر السكان ذلك بانه غضب من الله اثارته "اوضاع مشينة" للسكان امام المبنى.