هل أستمر في هذه العلاقة

شبكة مزن الثقافية

     أنا شاب في الثامنة عشرة من العمر، مشكلتي وبصراحة وبعيدا عن أمور المراهقة والنزوات، تبدأ من معرفتي لفتاة في مثل عمري ، لكن هذه الفتاة كانت تتصرف الكثير من التصرفات الطائشة التي لا تليق بها كفتاة ،وكانت تخطئ كثيرا في حق أهلها ونفسها بسبب تلك التصرفات لكن دون أن تدري متأثرة بالمقربات لها، وعندما جمعتنا الصداقة أحسست أن هذة الفتاة ليست انسانة سيئة لكنها كانت مشوشة ، وبدأت بالكلام معها تدريجيا عن تصرفاتها الطائشة ورغبتي في أن تصبح انسانة مهذبة وراقية تحظى باحترام الجميع، واقتنعت بكلامي شيئا فشيئا ،فصرت أعلمها كل ما هومبني على أسس الاحترام وصحيح، احساسا مني بأني أفعل الخير لها ولأهلها"علما بأني على معرفة بسيطة بهم" والله وحده يعلم كيف صارت هي الآن؛ انسانة ذات مبادئ قريبة من الله ،وأنا وجدت نفسي متعلقا بها وهي كذلك ، فكما تعلمت هي مني، تعلمت أنا أيضا منها، وأصبحت علاقتنا مبنية على الاحترام والمودة والحب.
لكن أنا لا أدري هل أنا مخطئ في هذه العلاقة التي تطورت دون علم أهلها الذين من الصعب أن يتفهموا لمثل تلك الأمور، هل من الصحيح أن تستمر هذه العلاقة،هل كل هذا أمور مراهقة وأنا أكابر، هل أنا تصرفت التصرف الصحيح، وإن لم يكن كذلك أرجو أن تقوموني على الصحيح فأنا أحس أني أخون ثقة الناس وضميري يؤنبني


حل المشكلة(شبكة مزن الثقافية)

من خلال قراءة رسالة يتبين أنك شخص ذو خلق تهتم بأمور دينك وتحرص على أن تكون أفعالك متمشية وتعاليم الدين الحنيف ، وهذا أمر حسن ومطلوب بخاصة في جيل الشباب الذي يتعرض لغزو فكري وثقافي كاسح .

إن سؤالك عن العلاقة التي أقمتها مع الفتاة ، وهل تصرفت التصرف الصحيح ، وهل من الصحيح أن تستمر هذه العلاقة ، فإننا نقول التالي :

1- قم بتوجيه عدة أسئلة لنفسك لتكتشف هل تصرفت التصرف الصحيح أم لا ، وأول هذه الأسئلة :
- هل أقبل لأحد أن يقيم علاقة مثلي تماما مع إحدى قريباتي ( أختي مثلا ) ؟
- هل أستطيع أن أظهر هذه العلاقة لأهلي وأهلها ( الذين وصفتهم بأنهم من الصعب أن يتفهموا لمثل تلك الأمور ) ، فهل من السهل عليك لو كنت مكانهم أن تتفهم هذه الأمور ؟
- هل هدفي من هذه العلاقة الزواج ؟
- هل أنا مستعد الآن لمفاتحة أهلها وخطبتها ؟

2- تأكد أن العلاقة السليمة لا نستحي أبدا أن يطلع الآخرون عليها .
3- إن إحساسك بأنك تخون ثقة الناس وبتأنيب الضمير نابع من نفسك اللوامة التي تشعر بعدم صحة هذه العلاقة ، وهذه النفس اللوامة تكشف عن طيب معدنك وجوهرك ، فلا تضيعها وحافظ عليها ، بل قم بتنميتها وتطهيرها لتكون نفسا مطمئنة إن شاء الله .
4- إن علينا محاكمة أنفسنا دائما واتهامها بدلا من تبرئتها ( وما أبرئ نفسي إن النفس لأمارة بالسوء إلا ما رحم ربي ) ، فقد تكون نوايانا سليمة وغاياتنا نبيلة إلا إن الشيطان لا يتركنا لوحدنا مع هذه النوايا والغايات ، بل يحاول دائما أن يحرفها دون أن نشعر ، فالشيطان متمرس في الحيل والمكر والدهاء ، ويعرف من أي باب مناسب يدخل .
5- تأمل في هذه الكلمات الرائعة لأمير المؤمنين ( ع ) في وصيته لابنه الإمام الحسن ( ع ) :
( يا بني اجعل نفسك ميزانا فيما بينك وبين غيرك ، فأحبب لغيرك ما تحب لنفسك ، واكره له ما تكره لها ، ولا تظلم كما لا تحب أن تظلم ، وأحسن كما تحب أن يحسن إليك ، واستقبح من نفسك ما تستقبحه من غيرك ، وارض من الناس بما ترضاه لهم من نفسك )

أخيرا نتمنى لك التوفيق والصلاح وحسن العاقبة