حمية السعادة (1)

 

هل للغذاء دورٌ في تحقيق السعادة ؟

 قبل الإجابة على هذا السؤال لابد من معرفة أن هناك هرمون يدعى ( هرمون الميلاتونين ) ويسميه البعض بـ (هرمون السعادة  ) وهو يفرز بصورة طبيعية من الغدة الصنوبرية ( توجد فى تجويف فى قاع المخ )، ويفرز بوفرة في فترة الطفولة، ولكن مع بداية البلوغ يقل إفرازه تدريجيا ويستمر في التناقص كلما تقدم العمر، وربما تكون سعادة الأطفال مرتبطة ولو جزئيا بوجود هذا الهرمون.

وللغذاء الذي نتناوله دورٌ واضح على فاعلية هذا الهرمون، حيث أن هناك بعض الأطعمة والمشروبات التي تعمل كمحفزات قوية لجسمك وبالتالي تعد سبباً مباشراً لزيادة التوتر.كما أن هذه الأطعمة قد لا يظهر أثرها في الوقت الحاضر ولكنها تضر جسمك على المدى البعيد.

  • خطوات غذائية  نحو السعادة :

أولا : قلل من الأطعمة التي تزيد توترك وتؤثر على حالتك النفسية:

الكافيين

تعمل هذه المادة على إثارة وتنشيط الجهاز العصبي وإبقائه يقظا، كما أن وجودها في مجرى الدم بكميات كبيرة ولمدة طويلة تؤثر سلبيا على الصحة الجسدية والنفسية في آن واحد، حيث إنها تزيد عدد ضربات القلب وحاجته للأكسجين وربما تؤدي للنوبة القلبية وربما ترفع ضغط الدم. وتوجد مادة الكافيين في القهوة والشاي والشوكولاته  والكولا.

الشوكولاته:

حسب الدراسات العلمية، فإن ربع الناس يشعرون بتحسن في مزاجهم عند تناول الشوكولاتة لوجود السكر والكافيين، ولكن ذلك التأثير لا يستمر طويلا بل ينقلب إلى الضد بعد زوال تأثير الكافيين، ومن ثم تكون السعادة مؤقتة!!

مشروبات الطاقة

إن تناول الحمض الاميني ( تورين ) بكميات كبيرة والذي يدخل ضمن محتويات ما يسمى بمشروبات الطاقة!!، يؤدي إلى تأرجح المزاج بين الاكتئاب والهوس أو المرح بدون أن يكون هنالك سبب خارجي للاكتئاب أو الهوس أو تعكير المزاج. كما أن الإكثار من هذه المشروبات يقود إلى أعراض جانبية غير مرغوب فيها مثل تفاقم الحالة النفسية العقلية.

الغذاء والألوان الصناعية

يؤدي تناول الأطفال المأكولات المُضاف إليها مواد كميائية مُلونة وغير طبيعية إلى الإصابة بحالة من فرط النشاط السلوكي وتدني مستوى التركيز الذهني بالإضافة إلى كثرة نوبات الغضب وهو مايُعرف علمياً بـ" إضطراب تدني التركيز وفرط النشاط ".

  • ثانياً : الوصول إلى الوزن الصحي 

لقد أثبتت الدراسات أنّ هناك ارتباطاً وثيقاً بين السمنة والكآبة، وأنّ الأشخاص الذين يعانون من السمنة يزداد عندهم خطر تطور الكآبة مع الوقت بنسبة 55%، كما يزداد عند الأشخاص المصابين بالكآبة خطر الإصابة بالسمنة بنسبة 58 %.

ومن الأخطاء الشائعة التي يقع فيها من يعاني من السمنة أنه يتبع حميات قاسية بهدف التخلص السريع من الوزن، والوصول إلى الرشاقة!! بينما نجد أن مثل هذه الحميات تؤدي إلى حالة من الكآبة، وفي هذا الصدد يقول الدكتور بهاء ناجي- أستشارى التغذية وعلاج السمنة: إن اتباع أسلوب قاس لإنقاص الوزن يؤدى إلى الإقلال من إفراز الهرمون المرتبط بالراحة النفسية مما يسبب الإصابة بالإكتاب والميل إلى السلوك العدواني والغضب , بل والتحول إلى الشراهة في تناول الحلويات ، وذلك حتى يعتدل إفراز هذا الهرمون وهو الأمر الذي يؤدى إلى الإصابة بالسمنة المفرطة.

ولذا لابد من إتباع البرنامج الغذائي السليم للتخلص من السمنة، وعند الحصول على وزن مثالي: فإنك ستشعر بمزيد من الثقة بالنفس، كما يزداد طموحك لأنك حقّقت هدفاً تسعى إليه، ما يمدّك بالتفاؤل والسعادة.

  • ثالثاً : تنظيم الوجبات

تناول وجبة الفطور

أكد باحثون ألمان، أهمية تناول الطلبة لوجبة الإفطار، بعد أن أشارت دراسة أجروها مؤخراً، إلى أنّ هذه الوجبة الصباحية يمكن أن تحسن من مزاج الطلبة المراهقين، وتحفز من القدرات الإدراكية لديهم، وأجرى الباحثون دراسة للبحث في التأثيرات الإيجابية لوجبة الفطور، عند المراهقين من طلبة المدارس الثانوية.
وتبيّن أنّ لوجبة الفطور تأثيرات إيجابية قصيرة المدى على الوظائف الإدراكية عند الطلبة في تلك المرحلة، ولفترة قصيرة، كما ساهمت في تحسين حالة اليقظة والانتباه عندهم.

تناول وجبة العشاء في وقتها

يؤكد الدكتور إبراهيم بدوي - رئيس قسم التغذية بالمركز القومي للبحوث, أنه يجب أن تكون وجبة العشاء خفيفة في محتواها ومتوازنة، لأن الوجبات الثقيلة  تحتاج لفترات هضم طويلة, ما يسبب اضطراب النوم, كما أن الوجبات غير المتوازنة تعطي الإحساس بالجوع, وهذا يزيد من الشعور بالقلق, لذا يجب ألا تتجاوز وجبة العشاء 500 سعر حراري, كما ينبغي أن تكون وجبة العشاء قبل النوم بما لا يقل عن أربع ساعات.

  • رابعاً: تناول أغذية السعادة

احرص على تناول الفاكهة:

هناك أنواع من الفاكهة تمتاز بإرتفاع نسبة سكر الغلوكوز فيها كالتين والمانجو والعنب والبطيخ والشمام الأمر الذي يمد الجسم بما يحتاجه من الطاقة ويحافظ على الحالة المزاجية له، وأود التأكيد على بعض الفواكه:

الموز

اثبتت الابحاث العلميه الحديثه ان الموز مصدر للاحساس بالبهجه والسعاده لانه يحتوي على ماده "تروبتوفان" التي تجعل المخ يفرز هرمون السعاده وهذا الهرمون ينشط الذهن ايضا ويوصي خبراء التغذيه بالاكثار من اكل الموز لما فيه من فوائد جمه فهو يحتوي على معظم الفيتامينات والاملاح المعدنيه وخصوصا المغنيسيوم والزنك والسيلينيوم كما يحتوي على نسبة سكريات عاليه سريعة الامتصاص كما يفيد الطلبه للاعطائهم الطاقه والسعاده.

البرتقال

يعتبر البرتقال من الفواكه ذات الفوائد المتعددة‏، وفي الصين يعتبرون شجرة البرتقال رمزا للسعادة‏، ويستخدمونه كغذاء وبأوراقه وأزهاره يعالجون بعض الأمراض‏.

العنب :

ورد عن الإمام الصادق : ” شكا نبي من الأنبياءـ ــ وهو نوح ــ إلى الله الغم، فأمره بأكل العنب“
ومن فوائد العنب : أنه يساهم في خفض الضغط المرتفع، حيث انه يعتبر مدراً للبول لاحتوائه على نسبة عالية من البوتاسيوم.

الكرفس:

يحتوي الكرفس على مغذيات مهدئة مثل النياسينيميد. وهي تقلل من تركيز هرمونات التوتر التي تسبب إنقباض الأوعية الدموية. ولذا ينصح بتناول 2-4 أعواد من الكرفس يومياً للمرضى الذين يعانون من التوتر.

فيتامين ( B 6 ) فيتامين السعادة :

يساعد هذا الفيتامين في علاج الأكتئاب، و ذلك لان المخ يستخدمه كموصل عصبى يساعد على تعديل المزاج و رفع الروح المعنوية .. ومن اهم المصادر الغذائية الغنية فيتامين ( B 6 ) فهى سمك التونة ، و البورى ، و اللحم البقرى ، و صدور الدجاج و الرومى و السلمون و الحمص و الموز و البطاطس و كذلك الكبد و الكلاوى ..

الشوفان مهدئ الأعصاب

الشوفان غنى بمعدن الكالسيوم والبوتاسيوم والمغنيسيوم، ويكون له فائدة أكبر إذا تم تناوله مع فيتامين (ب) المركب- حيث تفيد كافة العناصر الغذائية هذه الجهاز العصبى.
وينصح بتناول الشوفان عندما يكون الإنسان مصاب بالحزن أو الإحباط، لأنه مضاد طبيعى للاكتئاب ويعطى إحساس بالهدوء.

الماء مشروب السعادة

كشفت العديد من الدراسات والأبحاث عن فوائد الماء فى علاج الاكتئاب، والتوتر، والقلق، ويرجع ذلك إلى أن جزءا كبيرا من المخ يتكون من الماء، فمن أهم العوامل المترتبة على حدوث الجفاف نقص الطاقة فى المخ، مما يزيد من القلق والعصبية. بجانب تناول المشروبات التى تحتوى على الكافيين التى تزيد القلق ويجب استبدالها بالماء.


أخيراً تذكر أنه كلما كان غذاؤك صحياً ... ستكون سعيداً ....

 


 

(1) ملاحظة : تم نشر البحث في مجلة الخط العدد الخامس عشر ـ السنة الثانية ـ جمادى الأولى 1433هـ الموافق ـ مايو 2012م
أخصائي التغذية العلاجية