عمليات الأوهام ..

عمليات التجميل أضحت تلقى رواجا كبيرا في أوساط مجتمعاتنا على غرار المجتمعات الغربية، ولم تعد مقتصرة على مشاهير الفن، بل أصبحت متاحة للجميع وبأسعار تنافسية، ساعد في انتشارها كون أغلبها ليست بحاجة لعمليات جراحية .

حديثنا لن يكون في شرعية عمليات التجميل، والجدل الحاصل لدى بعض المذاهب الإسلامية، والتي تنظر لها على أنها تبديل لخلق الله، ولن نوجه الحديث في عمليات علاج السمنة المرضية، وتصحيح حالات التشوه، بل سنتوجه بالحديث عن الأوهام التي تصيب الكثير من فتياتنا وشبابنا في عدم تقبل أشكالهم، وشعورهم بعدم الرضا عن أنفسهم، وفقد الأمان والثقة بالنفس، نتيجةً للأمراض النفسية المتفشية في زماننا . كذلك الدور الذي يقوم به الإعلام والإبداع في الدعاية والتسويق باسم الطب، يكون دافعا للبحث عن عمليات الشفط والشد والمط والضغط والنفخ والسلخ والمسخ .

كما أن الطب النفسي والأخصائيين الاجتماعيين، يطلقون على حالة هؤلاء الأشخاص "اضطراب شكل الجسد" فهم يعانون إحساساً بعدم تقبل جزء معين من أجسامهم .

إن الجمال شعور داخلي يمنح الإنسان شعوراً بالرضا، ومن خلال تجارب غالبية من سلكوا طريق "عمليات التجميل" يصفونه بالإدمان الذي له بداية وليس له نهاية، والحوادث لا حصر لها .

  ليس الجمال بمئزر    فاعلم وإن ردّيت بردا

 إنّ الجـمال معــادن      ومناقب أورثن مجدا


 

٢٨ ربيع الثاني- أمين