الحلقة الخامسة : جريمة الحرابة والإفساد ضد سيد الشهداء الحسين (ع)

محمد علي العبدالعال

تناولنا في الحلقتين السابقتين معنى جريمة الحرابة ثم ذكرنا بعض أحكامها

واليوم نتناول السلسلة الإعلامية التي روت أحداث فاجعة كربلاء الكرامة 

  • تمهيد

كلما كان الحدث متعلقا بشخصية عظيمة ولها خطرها في العالم الإسلامي كان الإعلام مسلطا عليها ومتابعا لأدق تفاصيل حياتها ومن أبرز تلكم الشخصيات هي شخصية إمام العالم الإسلامي  سيد الشهداء الإمام  الحسين بن علي ع

والذي كان العامل الأكبر في فضح زيف بني أمية وعدم شرعيتهم في حكم بلاد الإسلام . وأوضح دليل هو ما جرى من جور وطغيان  وممارسة عدة جرائم تلاحقهم عبر الزمن من :

  • التهجير
  • الحرابة 
  • الإبادة الجماعية
  • الحرب الإعلامية
  • كل ذلك
  • في معركة كربلاء

 

  • كيف نقلت لنا تفاصيل هذي الجريمة  


تشير المصادر التاريخية أن فاجعة كربلاء نقلت بالتواتر المستفيض وقد مرت بثلاث مراحل:

  •  مرحلة الرواية

وأبرز رواة الفاجعة الذين هم من بني هاشم :

  • الإمام السجاد ، فرار العلويات من الخيمات وخطبته في مجلس يزيد وقصة الأذان وغيرعا
  • الإمام الباقر ، مما روى عدد الطعنات في جسد المولى الحسين ع وقصة الخيل .
  • الحسن بن الحسن المثنى ، مما نقله حديث برير والضحاك صبيحة العاشر 
  • السيدة زينب ، وقد روت أفضل الأحداث
  • السيدة أم كلثوم عندما أخذ نساء الكوفة يتصدقن على الأطفال فنهرهتهن 
  • فاطمة بنت الحسين ، وقصة أحد المرتزقة في قصر يزيد عندما قال : هبني هذي الجارية ! فقالت له زينب ع:كذبت والله ولؤمت، والله ما ذلك لك ولا له وسلب العلويات
  • السيدة سكينة بنت الحسين ، وطلب الماء من العباس  

وأما من روى من غير بني هاشم :

‏المرقع بن ثمامة الأسدي : قطعت يده وبقي بعد المعركة جريحا فانتصرت له قبيلته فجاوا به أسيرا لابن زياد فعفو عنه بشرط أن ينفى من الكوفة
‏عقبة بن سمعان خرج مع الحُسين من المدينة روى حواره الإمام الحسين  ع مع علي الأكبر ع على الفرس

الضحاك بن عبد الله المشرقي ،يُعَدُّ الضحاك أحد شهود عيان معسكر ‏الحسين عليه السلام، ومن رواة أحداث واقعة كربلاء في الكوفة. نقل بعض المؤرخين من بينهم محمد بن جرير الطبري، بيعة الحسين ع وأصحابه ليلة عاشوراء، وإظهار وفائهم له عن طريقه.[6] كما نقل عنه أحداث يوم عاشوراء الشيخ المفيد في كتابه الإرشاد

‏دلهم بنت عمرو زوجة زهير بن القين حرضت زوجها للذهاب للحسين ع قالت له : يا سبحان الله أيبعث اليك الحسين بن فاطمة ثم لا تأتيه، ما ضرك لو أتيته فسمعت كلامه ورجعت، فذهب زهير على كره، فما لبث أن عاد مستبشراً ضاحكاً سنّه وقد أشرق وجهه، فأمر بفسطاطه فقلع

‏عبد الله بن حازم البكري ممن ساعد مسلم بن عقيل ع في نهضته وقد استشهد مع التوابين
من جنود جيش ابن سعد في واقعة كربلاء وفي مقدمتهم. شارك في الحرب للحصول علی رأس الحسين عليه السلام وتقديمه إلی ابن زياد. لكنه سرعان ما انصرف عن القتال لذُعر أصابه جراء مشهد مروِّعٍ لمصرعِ مقاتلٍ يُدعی بابن حَوزة کان قد بادر إلی مشاحنة الحسين عليه السلام يوم عاشوراء.ثم دعا عليه الحسين فمات شر ميته فهرب ابن مسروق من المعركة

هذا ما وسعنا البحث وقد يكون فاتنا بعض عناصر الشهود من عدة أطراف، وأما المرحلة الثانية فهي

  • مرحلة التدوين والتأليف:

وأبرز وأول من كتب هم:

  • مقتل الأصبع بن نباتة ت 70ه
  • مقتل جابر بن يزيد الجعفي أحد أصحاب الإمام الباقر ع ت 128ه
  • مقتل عمار الدهني، من أصحاب الإمام الصادق ع، 133ت ه
  •  مقتل لوط بن يحيى أبو مختف ، ت 157ه

واستمرت مرحلة التدوين عبر عصور الأئمة ع وتلتها مرحلة التنقيح والنقد مما لا يسعنا طرحه 

ومما يثبت هذي القضية الخطيرة في تاريخ الإسلام بل الإنسانية ، والتي تثبت تورط بني أمية في جريمة عظمى هزت بلاد المسلمين 

من العراق إلى الشام إلى مصر إلى المدينة ، جريمة نكراء جعلت هناك استحقاقا للمحاكمة والثأر الإلهي حتى جاء في الزيارات الواردة ‏السلام عليك يا ثار الله وابن ثأره على يد المهدي المنتظر -عجل الله فرجه- لتنعم البشرية بالسلام العادل.

‏وإلى حلقة أخرى بإذن الله تعالى