محطة سابعة

تخفَّفَ من طينِ الحياةِ قوامُهُ

وطارَ على شطِّ الفراتِ حمامُهُ

وأخبرَ أسرابَ الدجى:
أن قلبَهُ يضيءُ
إذا عمَّ المكانَ كلامُهُ

فسالَ من التأريخِ
ماءً مقدّسًا
يبلُّ ضمير العالمين سلامُهُ

أشار إلى الوهمِ القديمِ،
أطاحَهُ!
وسادَ على شكل الفراغِ زحامُهُ

وفرَّ من الصلصالِ
وحيًا
وسورةً
وشفَّ لكي تحيي الرميمَ عظامُهُ!

كثيرٌ على الدنيا،
كثيرٌ وجودُهُ
لذاك ارتقى نحو السماء مقامُهُ

رأى عالمًا ينهارُ من كلِّ جانبٍ
ويملأُ أرجاء المكان حطامُهُ

رأى الدينَ مسلوبًا،
رأى الفرضَ حائرًا،
رأى الوقتَ يستلقي عليه ظلامُهُ

وشيئًا من التقوى
وشيئًا من الهدى
وشيئًا يلوكُ المستحيلَ ركامُهُ

فسارَ على تهويدة الحلمِ قائدًا
يرتب إيقاع الحياةِ حسامُهُ

وأيقظ وعيًا نائمًا في هزيعهِ
ولم ينفلت عن ساعديه زمامُهُ

فكبَّر إيذانًا بفرضٍ مؤكدٍ
(يقلّبهُ في الساجدين) ذمامُه!

لكي يركضَ المجدُ القديمُ وراءَهُ
ويُجنى بغلاتِ الحقولِ صِرامُهُ

يسيرُ وينمو،
ينزفُ الوعي،
يحتفي،
و (بنت حزامٍ) في المسيرِ حزامُهُ!

فخاضَ المدى،
لم يلتفت -قيدَ لمحةٍ-
يلوحُ على نبض الفؤاد إمامُهُ

على صدرِهِ الأطفالُ،
في كفِّهِ المدى
وفي العينِ تبدو للبعيدِ خيامُهُ

وَ( يا نفس … هوني) لم تكن محضَ قصةٍ!
فما زالَ يستدعي الحياةَ حِمَامُه!

ومازالَ كالطوفانِ في هدأةِ الندى
إذا الوقتُ يستشري عليه صدامُهُ

ستزهرُ من كفَّيهِ أحلامُ قلبهِ
ويبدو على مرأى البدورِ تمامُهُ

ويقرأ من سفر الجمالِ حكايةً
ليحملَ أجيالَ النقاءِ نظامُهُ

ويسأله التأريخ: هل غبتَ يا تُرى؟
فيحرجُ أخبارَ السؤالِ دوامُهُ

حريٌّ بهِ
إذ يبدأ المجدَ كفُّهُ
بأن يحمل النصرَ الأكيدَ ختامُهُ