العلامة الخباز : كان أنموذجا رائعا لتهذيب النفس
![سماحة السيد ضياء السيد عدنان الخباز](media/lib/pics/1697387588.jpg)
بيان سماحة العلامة السيد ضياء الخباز أيده الله في رحيل فقيد العلم والتقى سماحة العلامة الحجة الشيخ مهدي المصلي أعلى الله درجته
بسم الله الرحمن الرحيم
قال رسول الله الأعظم ( ص ) : ( ما قبض الله عالماً إلا كان ثغرة في الإسلام لا تسد ) .
مع أفول شمس هذا اليوم أفلت شمسٌ من شموس العلم والإيمان في بلادنا الحبيبة ، وغادر هذه الدنيا الفانية - راضياً مرضياً ، وهادياً مهدياً - سماحة العلامة الحجة الشيخ مهدي المصلي ( أعلى الله درجته ) .
وبرحيله فقدت القطيف علماً من أعلامها ، وأستاذاً من أساتذتها ، وعالماً من علمائها ، وإنها لخسارة وأيُّ خسارة .
فلقد كان هذا الشيخ الجليل أنموذجاً لطالب العلم الحقيقي ، حيث أفنى عمره المبارك في الاشتغال والتحصيل من غير كلل أو ملل ، متنقلاً بين الحواضر العلمية ، ومستفيداً من أعاظم أساتذتها ، وكلما اعترضت طريق تحصيله عقبة كؤود تجاوزها صابراً محتسباً ، حتى أصبح من العلماء الأجلاء ، وشهد له غيرُ واحد من أساتذته العظام بالفقاهة والاجتهاد .
وإلى جانب ذلك فقد اهتمّ بتدريس الطلبة والمشتغلين في كل الحواضر التي تنقل فيها ، حتى تخرج على يديه العشرات من الفضلاء والمحصلّين ، إلى انتهى به المطاف للاستقرار في المدينة المنورة ، وبذل جهده على مدى سنواتٍ طوال في تنشيط الحركة العلمية فيها ، وكان أمله أن يراها مركزاً من مراكز العلم ، ومقصداً لطلّاب المعرفة ، كما كانت في عصور الأئمة الطاهرين (عع ) .
ولم يكن هذا الشيخ الجليل عالماً فذّاً فحسب ، بل كان أيضاً أنموذجاً رائعاً لتهذيب النفس ، وقدوة حسنة في الأخلاق ، متزيناً بالفضائل ، بعيداً عن الرذائل ، مما جعل منه عالماً ربانيّاً وأستاذاً مربياً .
وإلى جانب جميع هذه المآثر فقد كان الشيخ الراحل مدافعاً صلباً عن حريم الولاية ، فله يد طولى في المناظرة مع خصوم مذهب أهل البيت ( عليهم السلام ) ، وردّ شبهات المشككين ، وصدّ هجمات الضالين ، كما كان صاحب قلم ثرّ معطاء ، أفاض به الكثير من النتاج في العقائد والفقه والأصول والرجال ، مضافاً إلى ما كان عليه من البراعة والجمال في الشعر والأدب .
ولذا فإنّ رحيل مثل هذا العالم الجليل يعدُّ خسارة مؤسفة للغاية ، وإنّا لنسأل الله تعالى أن يجبرها لنا بسلامة إمام زماننا ( عجّل الله فرجه الشريف ) ، وبهذه المناسبة الألمية أرفع عزائي للحوزة العلمية المباركة ، وتلامذته الفضلاء ، وأسرته الكريمة ، وإنّا لله وإنّا إليه راجعون .
ضياء السيد عدنان الخباز
ليلة الأحد ٢٩ ربيع الأول ١٤٤٥