حدث في شهر رمضان المبارك ( 1 )

شبكة مزن الثقافية

 
  تسليم ولاية العهد للإمام الرضا عليه السلام في 201هـ

 

حين قبل الأمام الرضا عليه السلام ولاية العهد في وضعها الرمزي الذي حدده بنفسه. راح المأمون يعلن هذا النبأ وينشره في أرجاء البلاد الإسلامية. وجلس المأمون في مثل هذا اليوم وكان يوم الخميس وإلى جانبه الأمام الرضا عليه السلام واقبل القواد والوجهاء والقضاة وهم يلبسون الملابس الخضر بأمر المأمون الذي أمر ولده العباس ليكون أول المبايعين، ففعل، وعندما أراد المأمون أن يبايع رفع الأمام الرضا عليه السلام يده وقد جعل باطنها إلى الناس وظاهرها مقابل وجهه، فقال له المأمون ابسط يدك للبيعة، فقال له الأمام، إن رسول الله هكذا كان يبايع ثم بايعه الناس. وتميزت مراسيم البيعة بالإجلال والتعظيم فتوافد الشعراء والخطباء والمهنئون وبذلت الأموال والهدايا والعطايا..، وقد كتب المأمون نص وثيقة البيعة بخط يده وقام الأمام الرضا عليه السلام بالكتابة على الجهة الثانية من ورقة الوثيقة بخط يده أيضاً مبيناً الاستجابة والقبول، هذا وذكر ايضاً بان البيعة تمت في اليوم الرابع أو الخامس أو السادس من شهر رمضان .


   غزوة تبوك في 9 هـ

في هذا العام وردت إلى رسول الله أنباء أن الروم اعدوا العدة لغزو الأجزاء الشمالية من الدولة الإسلامية، فقرر الرسول ان يصدهم بنفسه وأصدر أوامره لاستنفار المسلمين في المدينة المنورة وخارجها، فأجابه جميع الناس إلا المنافقون راحوا يختلقون الأعذار حتى لا يخرجوا لقتال الروم .

 

وفي الأول من رمضان سار جيش الإسلام بقيادة رسول الله وكان تعداده ثلاثين الفاً وقد سُمي ذلك الجيش  ( جيش العسرة ) لشدة الحر وبعد المسافة وقلة المؤونة. وكان رسول الله قد استخلف الأمام علي  عليه السلام  على المدينة ولرعاية  أهله ، وحين أراد الأمام علي ان يصحب الرسول   في غزوته خاطبه قائلاً: (أما ترضى ان تكون مني بمنزلة هارون من موسي، إلا انه لا نبي بعدي )، وعندما وصل جيش رسول الله إلى تبوك على الحدود الفاصلة بين الدولة الإسلامية والدولة الرومانية خاف الروم وهربت قواتهم. فقرر الرسول عدم تعقيبهم فعاد بجيشه إلى المدينة حيث بادر إلى إحراق مسجد الضرار الذي بناه المنافقون ليتخذوه قاعدة للنفاق والتآمر ضد الإسلام.

 

  وفاة الفيلسوف ابن سينا في عام 428 هجري

هو حسين بن عبد الله بن حسن بن علي بن سينا المكنى بابي علي والملقب بالشيخ الرئيس، ولد في مدينة بخارى في عام 370. درس النحو والصرف واللغة عند والده وظهر نبوغه منذ طفولته. وإلى جانب العلوم الدينية درس الرياضيات والطب فبرع في الطب واخذ يعالج المرضى بالاستناد إلى معلوماته الطبية، وله مؤلفات كثيرة في هذا المجال أهمها القانون في الطب.

عاش ابن سينا حياة مضطربة غير مستقرة تميزت بمطاردة بعض الحكام والسلاطين له وبالفقر والفاقة، حتى انه كاد يموت عطشا وهو يفر من السلطان محمود الغزنوي الذي أرسل رسله إلى بلاط خوارزم شاه لاعتقاله، ثم استقر به المقام في همدان حيث أكرمه حاكمها شمس الدولة واختاره للوزارة حتى توفي يوم الجمعة – الأول من رمضان – ودفن فيها.


أحداث اليوم الثالث

 وفاة الفقيه المعروف بالشيخ المفيد عام 413 هـ

هو الشيخ محمد بن محمد بن النعمان، بن سعيد بن جبير المعروف بالشيخ المفيد. ولد في عام 338 هجري بقرية عكبرى الواقعة في إطراف مدينة الدجيل القريبة من بغداد، اجمع أهل الفضل وذوو التحقيق على تقدمه على من عاصره وتفوقه في العلوم العقلية والنقلية والحديث والرجال والأدب وعلى قوته في المناظرة والمجادلة. وقال ابن النديم: شاهدته وجالسته فرأيته شديد الفطنة ماضي الخاطر بارعا في العلوم. وقال ابن حجر العسقلاني: ان له على كل أمام سنة. وأشاد به كل من الذهبي واليافعي وابن كثير وابن العماد وابوحيان التوحيدي. ويكفيه فخرا ان خاطبه الأمام المهدي المنتظر (بالأخ السديد والمولى الرشيد، والعبد الصالح الناصر للحق الداعي إليه بكلمة الصدق)، وكان لفترة من الوقت معلماً للشريف الرضي وأخيه الشريف المرتضى.

وقد بلغت مؤلفاته حوالي المائتين أهمها كتاب (الإرشاد) الذي تضمن تواريخ الائمة الاثنى عشر عليهم السلام، حيث اعتبره علماء الأمامية المتقدمين والمتأخرين أهم المصادر في موضوعه. وقد توفي يوم الثالث من رمضان ودفن في الإمامين الكاظمين عليهما السلام، وكان يوم وفاته يوما مشهودا وعظيما اجتمع لتشييعه جمع كثير من الناس.

 مقتل الخليفة الأموي مروان بن الحكم

هو مروان بن الحكم المعروف بطريد رسول الله وقد لعنه الرسول وأباه الحكم بن أبي العاص. وكان الحكم من اشد الذين كانوا يؤذن رسول الله في المدينة ويتجسس عليه مقابل ثمن بخس. فأمر الرسول بطرده وأولاده إلى الطائف. أما أمه فاسمها الزرقاء وكانت من ذوات الأعلام في الجاهلية إلى جانب سمية أم زياد بن أبيه ومرجانه زوجته.

وعندما ولد مروان جاءوا به إلى الرسول فقال له: أبعدوه عني هو الوزغ بن الوزغ الملعون بن الملعون. وحول مقتله قيل ان زوجته (أم خالد) هي التي قتلته بالسم أو خنقاً لأنه انتقص من ولدها خالد. وكان ذلك في الثالث من رمضان عام 65 هجري.



أحداث اليوم الرابع

 نزول الألواح على النبي موسى عليه السلام

قال تعالى: (وكتبنا له في الألواح من كل شي موعظة وتفصيلا لكل شيء) واللوح صحيفة معدة للكتابة. والألواح هي التوراة التي نزلت على النبي موسى عليه السلام، وقد ورد في كتب التفسير ان الواح التوراة كانت من زبرجد وقيل من سدر الجنة، وكان طول اللوح اثني عشر ذراعا. وفي بعضها: كتب الله الألواح لموسى وهو يسمع صريف الأقلام في الألواح.

وتدل الآية المذكورة على ان التوراة لم تستكمل جميع ما تمس حاجة البشر من المعارف والشرائع، بل كتب الله فيها موعظة وتفصيلا وتشريحا ما لكل شيء حسب ما يحتاج إليه قوم موسى في الاعتقاد والعمل.

 موت زياد بن أبيه

كما هو واضح ليس معروفا من هو والد زياد. بل نسبه عدة أشخاص إليه احدهم ابوسفيان، لان أمه – سمية – كانت من ذوات الأعلام في الجاهلية وهن النساء المشهورات بالزنا والفاحشة، وهكذا لاتلد هذه الام الا مثل زياد الذي عرف بالعداء والحقد على أهل البيت عليهم السالم، وأعمال السيف والقتل بشيعتهم ومحبيهم، بعد ان عينه معاوية بن أبي سفيان حاكما على الكوفة والبصرة معاً. وقد ذكر بعض المؤرخين ان ابن زياد قتل في هاتين المدينتين (13000) بتهمة التشيع لأهل البيت عليهم السلام.



أحداث اليوم السادس

  ضرب النقود باسم الأمام الرضا عليه السلام

بعد ان تمت البيعة للإمام الرضا عليه السلام ولياً للعهد، أمر المأمون بضرب النقود باسم الأمام عليه السلام فجرى ذلك في السادس من رمضان. وقد كتب في الدائرة الوسطية لأحد الوجهين هذه العبارة: (الله، محمد رسول الله ، المأمون خليفة الله مما أمر به الأمير الرضا ولي عهد المسلمين علي بن موسى بن علي ابن أبي طالب ذو الرئاستين) وفي الدائرة الكبرى لنفس الوجه كتبت العبارة التالية: (محمد رسول الله أرسله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله ولو كره المشركون .

وفي الوجه الآخر (لا اله إلا الله وحده لاشريك له  والدائرة الثانية وكتبت فيها العبارة التالية: (بسم الله. ضرب هذا الدرهم بمدينة اصبهان سنة أربع ومأتين). وفي الدائرة الثالثة الكبيرة كتب هذه العبارة (في بضع سنين لله الأمر من قبل ومن بعد ويؤمنذ يفرح المؤمنون .

 
وفاة أبي طالب رضي الله عنه
ابوطالب هو عم رسول الله ووالد الأمام علي عليه ا لسلام وحامي الرسول الأكرم من مشركي قريش، الذين عجزوا عن التصدي للرسول القائد بمستوى تصديهم لسائر المؤمنين لعلمهم ان أبا طالب شيخ البطحاء يحول دون ذلك، فانه كان رجلا مرهوب الجانب ذا سطوة ونفوذ ليس في بني هاشم وحدهم بل في قبائل مكة كلها. فقد كان سند الدعوة وجدارها الشامخ الذي تستند إليه.

ومن اجل ذلك سلكت قريش أسلوب التفاوض والمساومة مع الدعوة والرسالة في شخص الرسول مرة وفي شخص أبي طالب مرة أخرى، تحاوره بشأن الدعوة طالبة منه ان يستخدم نفوذه بالضغط عليه لترك رسالته وتهدده باحتدام الصراع بينه وبين قريش كلها إذا لم يخلّ بينهم وبين رسول الله ويكف عن إسناده له. غير ان اباطالب كان يعلن  إصراره على التزام جانب الرسول الأكرم والذود عنه مهما غلا الثمن وعظمت التضحيات. حتى عاش معه في (شعب أبي طالب) تحت الحصار الاقتصادي والاجتماعي الذي فرضته قريش.

وللأهمية البالغة التي احتلها ابوطالب في سير الحركة التاريخية لدعوة الله تعالى صرح رسول الله بقوله: (مازالت قريش كاعة عني حتى مات ابوطالب). وبذلك فجع الإسلام بفقد مؤمن قريش – أبي طالب – وذلك في السادس من شهر رمضان في العام العاشر للبعثة.



أحداث اليوم السابع

فتح خيبر في عام 7 هجري

كان خيبر حصناً من حصن اليهود، فقرر رسول الله غزوه وفتحه، فارسل رسول الله في اليوم الأول أبا بكر الصديق فلم يستطع ان يفتح الحصن ورجع، وأرسل في اليوم التالي عمر بن الخطاب فرجع من دون فتح، فقال رسول الله : (لاعطين الراية غدا رجلا يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله يفتح الله على يديه)، فبات المسلمون وكل واحد منهم يرجو ان يكون هو صاحب الراية غدا، فلما أصبحوا دعا رسول الله علي بن أبي طالب وقال له: امشِ حتى يفتح الله عليك ولاتلتفت، فسار قليلا ثم وقف ولم يلتفت وصرخ يا رسول الله على ماذا أقاتلهم؟ فقال: حتى يشهدوا ان لا اله إلا الله وان محمدا رسول الله. فسار الأمام علي عليه السلام واقتحم حصن خيبر وقتل قائدهم مرحب وجاء برأسه إلى رسول الله ، فسر بذلك. وكان الفتح في 7 من شهر رمضان عام 7 للهجرة.




أحداث اليوم التاسع
  
  ولادة يحيى بن زكريا عليهما السلام

كان النبي زكريا يدعو الله ان يرزقه ولداً يرثه. فبشره الله تعالى بذلك بقوله سبحانه: (يازكريا انا نبشرك بغلام اسمه يحيى لم نجعل له من قبل سميا) فولد النبي يحيى كما وعد الله بذلك من أم اسمها ايشاع وهي أخت مريم بنت عمران.

وكان يحيى طفلا غير عادي يختلف عن أقرانه من الأطفال حيث أكرمه الله تعالى بالنبوة طفلا (وآتيناه الحكم صبيا). واختلف المؤرخون في معاصرة النبي يحيى للنبي عيسى، عليهم السلام، فقال البعض انه عاش بعد النبي عيسى فيما اعتبره البعض الأخر معاصراً للنبي عيسى واكبر منه.

وحول استشهاده عليه السلام ذكر المؤرخون ان النبي يحيى نهى ملك بني إسرائيل (هيروديس) من الزواج من ابنه زوجته الزانية، فالقاه الملك في السجن بأمر زوجته التي طلبت من زوجها الملك ان يقدم رأس يحيى مهراً لابنتها. فامتثل الملك لأمر زوجته وقدم لها رأس النبي يحيى عليه السلام، ولكن الرأس المقطوع ظل يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر ويحذر الملك القاتل من الزواج من ابنة زوجته.

ولكن الله تعالى انتقم من بني إسرائيل ان سلط عليهم (طيطوس) امبراطور الروم في رواية، أو نبوخذنصر ملك بابل في رواية أخرى، الذي احتل بيت المقدس وقتل منهم سبعين ألفا.

وهكذا شاءت حكمة الله سبحانه ان يتزامن يوم ميلاد الأمام الجواد عليه السلام مع يوم ميلاد النبي يحيى عليه السلام وكلاهما حملا مسؤولية الدعوة إلى الله تعالى صبيين. فالإمام الجواد تولى الإمامة في السابعة من عمره. والنبي يحيى تولى النبوة صبياً ايضاً



أحداث اليوم العاشر

وفاة أم المؤمنين خديجة عليها السلام

هي خديجة بنت خويلد، تزوجها رسول الله وهي في الأربعين من عمرها، وهو لما يزل في الخامس والعشرين. وقد كانت امرأة غنية وفيرة المال والثراء سيدة جليلة القدر عظيمة الشأن في مكة وكان  أهلها يسمونها الطاهرة.

وقد أحب رسول الله خديجة وأحبته واخلص لها وأخلصت له فلم يكن يرى في الدنيا من النساء من تعادل خديجة، فهي أول من آمن برسالته وصدق دعوته وبذلت مالها وثروتها الطائلة في سبيل الله تعالى، وتحملت مع رسول الله أذى قريش ومقاطعتها وحصارها. وقد قابل رسول الله ذلك بما يستحق من الحب والإخلاص والتكريم وبلغ من حبه لها ان لم تستطع أي من زوجاته ان تحتل مكانها في نفسه بعد وفاتها، وروي انه كان إذا ذبح الشاة يقول: (أرسلوا إلى أصدقاء خديجة)، فتسأله عائشة في ذلك فيقول: (اني لاحب حبيبها)، ويروى ان امرأة جاءته وهو في بيت عائشة فاستقبلها واحتفى بها وأسرع في قضاء حاجتها فتعجبت عائشة من ذلك فقال لها: (أنها كانت تأتينا في حياة خديجة)، وحينما كثر ذكر رسول الله لها قالت له عائشة: (ما تذكر من عجوز حمراء الشدقين قد أبدلك الله خيرا منها)، فآلم الرسول هذا القول ورد عليها قائلا: (ما ابدلني الله خيرا منها، آمنت بي حين كذبني الناس وواستني بمالها حين حرمني الناس ورزقت منها الولد وحرمت من غيرها). وفيها ايضاً قال: (أفضل نساء أهل الجنة خديجة بنت خويلد وفاطمة بنت محمد ومريم بنت عمران وآسيا بنت مزاحم امرأة فرعون). وفوق كل هذا وذاك هي أم فاطمة الزهراء عليها السلام التي أشاد بها القرآن، الكريم في كثير من آياته وهي أم الائمة الأطهار عليهم السلام من ولد الأمام علي عليه السلام.

وهكذا وفي غضون اقل من أسبوع فقد رسول الله اثنين من كبار حماته والمدافعين عنه وهما عمه ابوطالب وزوجته خديجة بنت خويلد وذلك في السنة العاشرة للبعثة.



أحداث اليوم الثاني عشر

 المؤاخاة بين المهاجرين والأنصار

بعد ان هاجر رسول الله من مكة إلى المدينة أراد ان يوطد أواصر الصلة ويوثق العلاقة بين المسلمين في مجتمعهم الجديد ولاسيما بين مسلمي مكة الذين سموا بالمهاجرين ومسلمي المدينة الذين سموا بالأنصار، فعقد عقد المؤاخاة بين مسلم من المهاجرين وبين آخر من الأنصار. وقد جرى هذا الحدث في السنة الأولى للهجرة وبعد خمسين يوما أو ثمانية اشهر من وصول الرسول الأكرم إلى المدينة.

وبعد ان تم عقد المؤاخاة لم يبق احد من المهاجرين إلا وله أخ من الأنصار غير الأمام علي عليه السلام الذي لم ينتخب له الرسول اخاً، فسأل الأمام علي عليه السلام رسول الله عن ذلك، فقال له: (يا علي أنت أخي في الدنيا والآخرة). وفي رواية أخرى (أنا أخوك) وذلك في إشارة صريحة وواضحة إلى موقع الأمام علي عليه السلام في عالم الإسلام وإلى مدى قربه من الرسول ، حيث أراد ان يقول بان عليا ليس له كفؤ بين المسلمين سواي، أنا النبي وهو الوصي، أنا الرسول وهو الهادي، أنا المؤسس للإسلام وهو المفسر له.

ويقول ابن عبد البر في الاستيعاب ان رسول الله عقد مؤاخاة أخرى بين المهاجرين أنفسهم، مثل المؤاخاة بين حمزة بن عبد المطلب وزيد بن حارثة وبين طلحة والزبير وبين عمر بن الخطاب وأبي بكر الصديق وبين عثمان بن عفان وعبد الرحمن بن عوف… وهكذا.

وكان من نتائج هذه الخطوة المباركة ان أصبح المهاجرون يرثون الأنصار في أموالهم، واستمرت هذه الحالة حتى إلى ما بعد معركة بدر حيث نزلت آية الإرث لتنسخ ذلك الحكم.


أحداث اليوم الثالث عشر

موت الحجاج بن يوسف الثقفي

كان الحجاج يمثل النموذج الكامل للشقاء وسفك الدماء والظلم والجور والعدوان على شيعة أهل البيت عليهم السلام ويكفيه من الشقاء انه قتل عدداً من كبار أصحاب الأمام علي عليه السلام منهم الصحابي المعروف كميل بن زياد الذي ينسب إليه (دعاء كميل) وقنبر غلام الأمام علي، وسعيد بن جبير احد كبار تلاميذ الأمام السجاد عليه السلام وأصحابه والذي درس علوم الحديث والتفسير والقراءة عند عبد الله بن عباس.

وعن عدد الذين قتلهم الحجاج يعترف هو بقتل مائة ألف فيما يذكر المؤرخون ان قتل مائة وعشرين الفا. وبلغ عدد المعتقلين في سجنه أكثر من مائة الف رجل وعشرين ألف امرأة. وكان قد حبسهم جميعاً في سجن واحد لايقيهم حر البرد ولا برد الشتاء. ويروى انه اقترح على الخليفة الأموي عبد الملك بن مروان قتل الأمام السجاد عليه السلام حتى تبقى خلافته من دون معارض ولكن عبد الملك رفض الفكرة وقال له: لا تشركني في دماء أولاد الرسول.

وفي عام 72 هجري أرسله عبد الملك على رأس جيش لاخماد حركة عبدالله بن الزبير في مكة. فجاء إلى مكة وضرب طوقا عليها ثم اخذ يرمي الكعبة بالمنجنيق حتى حرقها ودمرها. ثم اعتقل ابن الزبير وقتله وصلبه.

وبعد هذا الحادث الإجرامي أدرك عبد الملك مقدار تجرؤ الحجاج على حرمات الإسلام ومقدسات الإسلام، فقربه منه وأوكل إليه مهمة ملاحقة شيعة الأمام علي وأهل البيت عليهم السلام والقضاء عليهم بالسجن والتعذيب والقتل. فكان كما أراده عبد الملك جلاداً حاقداً، وقاتلاً يتلذذ من القتل وسفك دماء المؤمنين الصالحين، خاصة عندما كان حاكماً على العراق عشرين عاما أو يزيد.

يقول عمر بن عبد العزيز: رأيت الحجاج في المنام فقلت له ماذا فعل الله بك؟ فقال له: قتلني بعدد الأشخاص الذين قتلتهم، ولكن قتلني بسعيد بن جبير سبعين قتلة.


أحداث اليوم الرابع عشر

 مقتل المختار الثقفي

كان المختار احد الذين كتبوا إلى الأمام الحسين عليه السلام للقدوم إلى الكوفة وقيادة الثورة ضد يزيد بن معاوية، وفي داره نزل مسلم بن عقيل – مبعوث الأمام الحسين – فكان يختلف إليه زعماء المدينة ويبايعون مسلم، ولكن عبيد الله بن زياد قضى على حركة مسلم وألقى المختار في السجن. وبعد مدة جرى اطلاق سراحه بوساطة عبد الله بن عمر زوج أخته. فالزمه عبيد الله بن زياد بالإقامة خارج الكوفة فرحل إلى مكة، بانتظار ان تسنح الفرصة للعودة إليها ويعلن الثورة فيها.

في اواخرعام 63 هجري أو بداية عام 64 هلك يزيد بن معاوية وحدث فراغ في الحكم وأزمة داخل البيت الأموي حول من يستلم الحكم بعد يزيد، فقرر عبيد الله بن زياد التوجه إلى الشام ليكون بالقرب من مركز الخلافة ويبتعد عن الكوفة حيث كانت الأجواء القائمة فيها تشير إلى احتمال اضطراب الأوضاع فيها والثورة عليه. فأسرع عبد الله بن الزبير إلى تعيين عبد الله بن مطيع حاكماً على الكوفة.

في مثل هذه الظروف عاد المختار الثقفي إلى الكوفة وجمع حوله نحو سبعة آلاف من الشيعة بينهم إبراهيم بن مالك الاشتر النخعي وأثار فيهم الحمية للثورة والانتقام من قتلة الأمام الحسين عليه السلام في يوم عاشوراء، فاصطدم مع عبد الله بن مطيع وهزمه ثم استولى على دار الأمارة في الكوفة وأرسل جنده لملاحقة قتلة الأمام الحسين وأهل بيته عليهم السلام، حتى انتقم من جميع الذين شاركوا في مذبحة كربلاء بينهم عمر بن سعد وشمر بن ذي الجوشن، كما قتل عبيد الله بن زياد على يد إبراهيم الاشتر النخعي في معركة جرت بين الجيش الأموي وجيش المختار في إطراف مدينة الموصل بشمال العراق.

غير ان جيش المختار لم يستطع ان يقاوم أمام الهجوم الواسع الذي شنه مصعب بن الزبير عليه قادما من البصرة، فقتل المختار في هذه المعركة يوم الرابع عشر من شهر رمضان في عام 67 للهجرة. وبعد اقل من عام جهز عبد الملك بن مروان جيشاً عظيماً وهاجم الكوفة حيث لقي مصعب مصرعه وتفرق جنده وعادت الكوفة إلى سيطرة الدولة الأموية مرة أخرى.

 استشهاد محمد ذي النفس الزكية

هو محمد بن عبدالله المحض بن الحسن بن الأمام الحسن بن الأمام علي ابن أبي طالب عليه السلام. كان شخصية بارزة معروفة بالفضل والشجاعة والفصاحة.

في عام 145 هجري ثار محمد ذو النفس الزكية ضد الخليفة العباسي أبي جعفر المنصور الذي كان من اشد الحكام الذين سبقوه نقمة وعداوة للعلويين. وقد تزامنت ثورة ذي النفس الزكية مع حياة الأمام جعفر الصادق عليه السلام الذي كان يعارض ثورة ابن عمه محمد لان الحقيقة والمأساة التي انتهت إليها هذه الثورة كانت شاخصة وواضحة لدى الأمام الصادق عليه السلام مسبقا يشهد على ذلك حوار الأمام عليه السلام مع عبد الله بن الحسن – والد محمد – حيث قال له (… ان هذا – يعني أبا جعفر المنصور – يقتله على أحجار الزيت ثم يقتل أخاه بعده بالطفوف وقوائم فرسه في الماء). وكان ذو النفس الزكية يعيش متخفيا، وقد التقى هو واخوه إبراهيم مع ابيهما عبد الله سراً حيث كان هو و أهله معتقلون لدى المنصور فسألاه عما يجب عليهما فعله فقال لهما: (ان منعكما أبو جعفر – المنصور – ان تعيشا كريمين فلا يمنعكما ان تموتا كريمين) وبهذا طلب منهما الثورة ضد أبي جعفر المنصور، فكان له ماطلب، فاعلن محمد الثورة في المدينة، فارسل إليه المنصور العباسي ولي عهد عيسى بن موسى الهادي على رأس جيش كبير، فوقعت بين الطرفين معركة استمرت ثلاثة أيام قتل على أثرها محمد ذو النفس الزكية وذلك في 14 رمضان من عام 145 هجري.


أحداث اليوم الخامس عشر

 ولادة الأمام الحسن المجتبى عليه السلام سنة 3 هجري

ما ان علم رسول الله بمولد سبطه الحسن في العام الثالث للهجرة حتى سارع إلى بيت فاطمة الزهراء عليها السلام فحمل الوليد المبارك على يديه وقبله وضمه إلى صدره ثم إذن في أذنه اليمنى وأقام في اليسرى، ثم التفت إلى عليّ عليه السلام قائلاً: أي شيء سميت ابني؟ قال علي عليه السلام ما كنت لأسبقك بذلك..فقال: ولا أنا سابق ربي. فنزل الوحي على رسول الله يبلغه بان الله سبحانه قد سمي الوليد المبارك  حسنا .

وللإمام الحسن عليه السلام مكانة عظمى في القرآن الكريم والأحاديث النبوية الشريفة. حيث حمل القرآن الكريم بين طياته كثيراً من الآيات البينات التي تنطق بمكانة الحسن السبط وأهل البيت عليهم السلام عند الله تعالى نذكر منها هذه الآيات (إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا) و(يطعمون الطعام على حبه مسكينا ويتيما وأسيرا إنما نطعمكم لوجه الله لا نريد منكم جزاءا ولا شكورا) وآية المودة (قل لااسئلكم اجرا إلا المودة في القربى . وفيما يتعلق بالاحاديث النبوية نكتفي بذكر حديثين الأول: (من سره ان ينظر إلى سيد شباب أهل الجنة فلينظر إلى الحسن بن علي)، (الحسن والحسين أمامان قأما أو قعدا  

تسلم الأمام الحسن مسؤولية الإمامة والزعامة العامة بعد استشهاد أبيه الأمام علي عليه في عام 40 هجري، وخضعت لحكمه البلاد الإسلامية، ولكن معاوية واصل العصيان في الشام وأعلن الحرب على الأمام. فقرر عليه السلام الدخول في مواجهة عسكرية معه، ولكن ضعف المعنويات والاضطراب تفشى في جيش الأمام وتآمر بعضهم على حياة الأمام نفسه. فأرغم عليه السلام على توقيع وثيقة صلح معاوية تنازل بموجبها عن الخلافة لمعاوية الذي تنكر فيما بعد لجميع الشروط التي وافق عليها والعهود التي الزم نفسه بها مقابل تنازل الأمام عن الخلافة. وقد قال الإمام لأبي سعيد عندما كلمه بشأن وثيقة الصلح: (يا أبا سعيد علة مصالحتي لمعاوية، علة مصالحة رسول الله لبني ضمرة وبني أشجع. ولأهل مكة حين انصرف من الحديبية) بعد ذلك انتقل الأمام عليه السلام من الكوفة إلى المدينة المنورة ليواصل مسؤوليته من خلال منصب الإمامة بأسلوب آخر حتى قضى نحبه شهيداً في 28 صفر في عام 50 للهجرة.

       توجه مسلم بن عقيل إلى الكوفة 60 هجري

عندما كثرت رسائل أهل الكوفة إلى الأمام الحسين عليه السلام يدعونه للقدوم إلى الكوفة وقيادة الثورة ضد يزيد، قرر الأمام عليه السلام ان يرسل إليهم أولا ابن عمه مسلم بن عقيل ليأخذ منهم البيعة، فغادر مسلم المدينة في 15 رمضان من عام 60 للهجرة. ودخل الكوفة في شهر شوال، فبايعه منها اثنا عشر الفا وقيل ثمانية عشر الفا فكتب إلى الأمام الحسين عليه السلام يخبره بذلك. وعندما علم يزيد بالأمر ولى عبيد الله بن زياد على الكوفة وطلب منه ان يقتل مسلم بن عقيل. فقدم عبد الله الكوفة ونزل قصر الأمارة، وكان مسلم في دار هاني بن عروة الذي استدرجه عبيد الله إلى القصر وسجنه، ولما بلغ ذلك مسلم خرج من دار هاني وحاصر قصر الأمارة بأربعة آلاف رجل، ولكن عبيد الله استطاع بحيلته ان يفرقهم عنه. فبقي مسلم وحيداً ثم لجأ إلى دار امرأة فوشى به ابنها إلى ابن زياد الذي أرسل جنده وحاصروا الدار فقاتلهم مسلم ثم استسلم بعد ان أعطوه الأمان ولكن ابن زياد لم يلتزم بالأمان وأمر بقتل مسلم وصلب جثته، وذلك في الثامن من ذي الحجة عام 60 هجري، وبعد رحيل الأمام الحسين عليه السلام بيوم واحد من مكة قاصداً الكوفة. وبعث ابن زياد برأس مسلم إلى يزيد في دمشق وهو أول رأس حمل من رؤوس بني هاشم وجثته أول جثة صلبت منهم.

وعندما وصل الأمام الحسين عليه السلام إلى مقربة من القادسية علم باستشهاد مسلم بن عقيل وهاني بن عروة ونقض أهل الكوفة للعهود التي قطعوها على أنفسهم بمبايعته والانضواء تحت رايته للثورة ضد الحكم الأموي المنحرف. فواصل عليه السلام سيره حتى نزل بأرض كربلاء وخاض معركته الخالدة في العاشر من محرم من عام61 للهجرة حتى استشهد هو وأهل بيته وأصحابه .

 

تابع معنا الجزى الثاني