حوار شبكة مزن الثقافية مع سماحة حجة الإسلام الشيخ يوسف المهدي دام عزه

شبكة مزن الثقافية

 بسم الله الرحمن الرحيم

يلمح المتتبع على أفق الحياة العلمية والعقلية والعملية على الصعيد الديني والإجتماعي في روضتنا البهية (القطيف) تباشير تدل وتنبئ عن ميلاد صبح يرد إلى النفس اطمئنانها ويشبع في جنباتها النشوة والأمل . ومما يثلج الصدر أن ترى رجالاً ابتعدوا عن البهرجة الإعلامية وهم يعملون بصدق وصمت وإخلاص في ميادين متعددة .ومن أولائك سماحة حجة الإسلام الشيخ يوسف المهدي حفظه الله تعالى ، حيث كان لنا مع سماحته هذا اللقاء الذي كنا نتوق إليه بشوق منذ زمن وها نخن نقدمه إليكم آملين أن نكون قد وفقنا لذلك .

 

  b  نص الحوار


شبكة مزن : الحوزة مشروع حضاري ورائد أيضاً في منطقة القطيف خاصة إذا تظافرت مجموعة من العوامل. السؤال حول تقييمكم لمشروع الحوزة وما يحتاجه المشروع ؟

سماحة الشيخ يوسف: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين نبينا محمد وآله الطيبين الطاهرين.
أشكر الأخوة القائمين على شبكة مزن على هذه الاستضافة وأتمنى أن أكون عند حسن ظنهم وأن أوفق في الإجابة على ما تطرحونه من أسئلة.

 بالنسبة لموضوع الحوزة العلمية في القطيف كان طموحا كبيرا لأبناء هذه المنطقة منذ زمن بعيد , ولا شك أن له أثارا متنوعة على طلبة العلم وعلى أبناء المجتمع , إذا ما أستثمر استثمارا ممنهجا . وأما من الناحية العملية فإن مسيرة الحوزة العلمية في القطيف إلى حد الآن أظن أنها مسيرة بطيئة بالقياس إلى تلك الطموحات التي كنا نتطلع إليها , فعمر الحوزة في القطيف اقترب الآن  من الثلاثة عشر عاما   تقريباً  , ففي عام 1413هـ باشرنا مع بعض الأخوة المؤمنين في تأسيس هذا الصرح العلمي وكان مبتغانا في ذلك الوقت وما زال هو إيجاد حوزة علمية قوية في منطقة القطيف وكنا نرغب في ذلك الوقت ومازالت رغبتنا مستمرة أن تكون هذه الحوزة عنوانا لكل الحالة العلمية في منطقة القطيف بشتى ألوانهم وأطيافهم , وكان سعينا في دعوة الآخرين منذ التأسيس في هذا الاتجاه جلية ولعل التاريخ يشهد بذلك , ولكن يبدو أن الظروف في مجتمعنا سواء الظروف الإجتماعية أو الظروف الجهوية أو الحساسيات وغيرها من الموانع حالت إلى الآن دون تحقيق هذا الطموح بالنسبة للمنطقة ، واستمرت الحوزة تمثل جهة معينة أقصد الجهة المرجعية التي ننتسب لها وعلى ما تحقق من مكاسب , إلا أن الحالة لو كانت بشكلها الأعم لا شك أنها كانت تعطي ثمارا أكثر وأوسع وأعمق .

غير أننا بدأنا متوكلين على الله تحملنا العزيمة , وقد مرت علينا صعوبات كثيرة علينا خلال هذه الفترة , بين صعود ونزول حتى كادت في بعض الحالات أن تصل إلى حد التفكير في إغلاق أبواب الحوزة , لكن ولله الحمد لم نصل إلى هذا الحد بتوفيق من الله وبركاته.

وانتقلنا بعد ذلك إلى مرحلة أَخرى وهي مرحلة تنشيط الحوزة من جديد وباشرنا في تأسيس وبناء المكان الجديد وكنا نطمح مع بداية الانتقال إلى المبنى الجديد أن ننتقل أيضاً بالحالة العلمية والحالة الحوزوية إلى مستوى أعلى،  ومستوى أشمل ،وكان سعينا حثيثا مع بعض الإخوة وأنتم تعرفون ذلك من أجل استقطاب مدرسين آخرين على مستوى السطوح وبقية الدروس من الأطراف الأخرى وربما وفقنا لدرس أو لدرسين , وكان تنظيرنا أن يشارك الكل في هذا الشأن , ولكنا فوجئنا بعد ذلك أن الأمور عادت كما كانت وحصل انحسار في التعاون من قبل الأطراف الأخرى , وعلى كل حال أعتقد أننا بحاجة إلى تنظيم متكامل للدراسة الحوزوية , بحيث يعرف الداخل فيها كيفية بقائه وآلية وجوده الزمني فيها , حتى يضع له سقفا زمنيا واضح المعالم , ينطلق بعده إلى رحاب الحياة العملية الواسع , وبالتالي يمكن لهذه الحوزة أن تلقي بظلالها على شرائح أوسع يمكنها من التفاعل بصورة أكثر مع بيئاتها التي تلتصق بها  .

شبكة مزن : هل يوجد برنامج دراسي ومراحل محددة بحيث يلتزم الطالب مع الإدارة بها؟


سماحة الشيخ يوسف: يفترض منذ البداية وكانت هذه رغبتي  وأصررت على الإخوان أن نضع برنامجا يحدد فيه السقف الزمني لكل مرحلة من سماحة الشيخ يوسف المهدي في مكتبته المراحل الدراسية ولكل درس من الدروس  سواء في المقدمات أو في السطوح وحاولنا في البداية أن نكتب منهجا للحوزة (المنهج الداخلي ) لكن للأسف لم يوضع سقف زمني لكل الدروس التي وضعت ووضع المنهج الحوزوي التقليدي وبقي السقف الزمني مفتوحا ، وربما نقص المدرسين أو بطئ التدريس عندنا وعدم المتابعة بشكل جدي هو الذي أبطأ مسيرة الحوزة , مع العلم أني كنت من الراغبين في تحديد سقف زمني لكل الدروس وللطلاب أيضاً ونقيم الطلاب آخر كل سنة وكنت ممن يصر على إجراء امتحانات كل سنة وتقييم الطلاب ، لكن الظروف تمنعنا في حالات كثيرة من تنفيذ بعض المقترحات حتى لاندفع الطلبة إلى الهروب من الدراسة ، أنتم تعرفون أنه كان الأصل في تأسيس الحوزة هو لملمة هؤلاء الطلبة الذين جاؤوا من الخارج في مكان يجمعهم ويستحصلون فيه بعض الدروس لإكمال نواقصهم , ثم تطور  طموحنا بأن نفتح فصولا جديدة للطلاب المستجدين وأن نباشر قبول طلبة جدد,وأن نسعى فعلاً في تأسيس حالة حوزوية في القطيف هذا من ناحية المسيرة بالنسبة للحوزة .
شبكة مزن : شيخنا عندنا مداخلة، كان الطموح من أول الأمر إنشاء مجمع علمي ، وحوزة علمية هي بمثابة مكان يتجمع فيه طلاب العلم ، ولم يكن المراد آنئذ كما تفضلتم مثلاً إيصال الطلاب إلى حالة من التخرج والدليل أنه خلال هذه الفترة أنهى مجموعة من الطلاب  الدروس التقليدية ولكن كنا نسعى إلى استحداث دروس رديفة وإلا إجمالاً الجزء الأكبر من طلاب الحوزة قد انتهوا من الدراسة لكن يبدو لي أنه في فترة من الفترات كان الغرض إيجاد حوزة علمية لكن بما يشبه كونها مجمعا للحالة العلمية والحالة الحوزوية في القطيف ، والحالة الحوزوية لا تقتضي أن الطالب يدرس الدروس المتعارفة ثم يتخرج ، الحالة الحوزوية إذا أريد إنشاؤها في القطيف فكأنه بالتالي يراد أن لا ينقطع هذا الطالب عن الحالة العلمية .

سماحة الشيخ يوسف : كلام جميل وصحيح،  أن هذا كان في مرحلة من المراحل وربما هذا التفكير لا يزال موجودا ، حيث نرغب في أن لا ينقطع الطلاب عن الحالة العلمية ، ولكن الإشكالية الموجودة أيضا أننا لم نستحدث برامج في الحوزة تستوعب الطالب وتبقيه على صلة مع الحوزة سواء البرامج الثقافية أو العلمية أو برامج تنمية كفاءات ، بحيث أن قسماً من الطلبة شعروا فعلاً بأنهم أنهوا دراستهم وربما أن وجودهم في الحوزة هو تحصيل حاصل لا أكثر ، هذا كلام جميل وجيد ونحن كنا نسعى إلى أن نجعل الطالب على صلة دائمة بالحوزة ، هذا ما حصل طيلة السنوات الماضية من عمر الحوزة . كان في البداية مثلما أشرتم إلى إيجاد مجمع علمي وربط الطلبة بهذا المكان لكن الأهداف قد تتطور مع تطور الزمن كنا نسعى وكنا نرغب أن قسماً من الطلاب يتخرجون وينتقلون بعد ذلك إلى الدراسة إذا كان عندهم رغبة في بحث الخارج في الخارج وأنت تعرف شيخنا أن بعض الطلبة الذين كانوا في الحوزة ربما يبدو لي أنه لم يشبع طموحهم الحالة العلمية داخل البلد فانتقلوا للخارج , وقرروا أن ينتقلوا إلى الدراسة في قم وهذا شيء جيد وإيجابي . في التعديلات الجديدة التي حصلت في المنهج وفي نظام الحوزة أتذكر وكما أظن أيضاً كان من البرامج أنه بعد إنهاء الطالب مرحلة السطوح في الحوزة يمكن أنه يهيأ له مواصلة الدراسة عن طريق الحوزة في الخارج سواء في قم أوفي مكان آخر أو عبر معادلة دراسته الحوزوية بالشهادة الجامعية التي تعطى الآن في بعض الجامعات .
شبكة مزن :   يبدو لي شيخنا أن خروج الحوزة من هذا المأزق لعله قد يتم من جهتين الجهة الأولى تفعيل الحوزة العلمية التي كنا نطمح في وجودها في العالم الشيعي بالتالي لظروف ولاعتبارات معينة قد تأخذ بعض الحوزات منحى معينا  ابتعدت فيه في كثير من الأحيان عن رؤيتنا وتصورنا للحوزة التي نسعى إلى إيجادها في العالم الشيعي ،  يعني الحوزة التي ينبغي أن تكون مثلاً هي بمثابة المعهد الخطابي ,هي بمثابة المؤسسة الثقافية ,هي بمثابة كتلة الداعين المبلغين والمبشرين . وأظن أن  جانبا من جوانب الخروج من المأزق أن نتوجه بجد إلى هذا الأمر ،  هناك إشكالات موضوعية يبدو لي أنه لو استطعنا حلحلتها لوصلنا إلى مبتغانا , الجهة الثانية تتصل  بنفس مسار الحوزة التقليدي يعني عدم وجود مستوى بحث الخارج في منطقة القطيف لن يخرجك من الدوامة ، لأنك سوف تظل تعيش في داخل الدائرة كلما انتهى طالب من السطوح اضطررت أن تصنع له درساً رديفاً , كيفية المعالجة هل يمكن الاتفاق مثلاً مع مجتهد من أحد الحواضر العلمية أو مع مجتهد من الأحساء مثلاً حتى يرتقي الوضع العلمي وبالتالي نصل إلى مرحلة التخرج؟
سماحة الشيخ يوسف : هذا كلام صحيح وأنا على ضوء كلامك أشير إلى البحث عن مجتهد أو فقيه يكون في الحوزة وإجمالا فإننا نتحدث دائما حول السعي إلى استقدام ثلاثة من الفقهاء بإمكانهم تنشيط  وتقوية الحالة العلمية في منطقة القطيف .  طبعاً هذا كلام قديم بالنسبة لنا لأننا كنا في فترة من الفترات نبحث عن وجود مدرسين من دول مجاورة كالبحرين وما أشبه للاستعانة بهم في تقوية الوضع العلمي في الحوزة . ونحن ربما نفكر بشكل جدي في المرحلة القادمة في الوصول لهذه المسألة هل يمكننا فعلاً أن نستقطب فقيهاً في الحوزة ,يمكن التكفل بكل مصاريفه إذا فتح لنا الطريق لوجود هذه الحالة أما ما أشار إليه سماحة الشيخ بالنسبة لمسألة الحوزة العلمية في العالم الشيعي ورؤيتنا حول الحوزة العلمية , أنا شيخنا كنت من أوائل الذين يصرون وأصروا في السابق على أنه يجب أن ننمي كفاءات الطلاب في الحوزة سواء المعهد الخطابي ولعلكم تتذكرون أننا اقترحنا إيجاد معهد خطابي في الحوزة وفي فترة من الفترات اتفقنا مع بعض المشايخ الخطباء بتبني هذا المعهد وممارسة تدريب الطلبة على الخطابة , كنت من الذين يدعون أيضاً وما زلت وربما جديداً فكّر الإخوان أن الدروس التي كنا سابقاً في حوزة الرسول الأعظم في الكويت أو حوزة القائم وما أشبه متوفرة بنسبة ما , مثل مناهج  التدبر  في القرآن وفي نهج البلاغة يعني الدروس الثقافية والتربوية التي فقدت في حوزتنا  , ولهذا كنت دائم الإصرار  على أنه ينبغي أن نوجد هذه الدروس في الحوزة كان رأي الإخوان أن هذه مرحلة قد مضت وأن الطلاب الموجودين تجاوزوا هذه الدروس بينما في الواقع خلاف ذلك . الواقع الذي نعيشه يكشف عن أن الحاجة إلى هذه الدروس والتوجهات هي حاجة فعلية وماسة تتداخل مع عمق التربية الاجتماعية التي تتطلب  قدرة على تدبر القرآن والتأمل فيه والتعاطي مع النصوص الدينية ، فكانت رغبة عندنا في السابق أن نوجد رديفاً لهذه الدروس الحوزوية التقليدية . صحيح ربما كنا في المرحلة الأولى متحفظين لأسباب متنوعة ولكن بعد مرحلة زمنية  كنا نطمح أن تتسع دائرة الدروس في الحوزة حتى يستفيد الطلاب ونبني كفاءات طلابنا كما كانت الحالة موجودة معنا وضمن تصوراتنا للأدوار الحوزوية الرائدة .

شبكة مزن : خاصة شيخنا أنه عند تأسيس الحوزة كان المنحى التقليدي  في تصوري استجابة لحاجة واقعية موجودة . كان هنالك نهم وحاجة من قبل الكثير من الطلبة الذين انقطعوا عن الدراسة وبالتحديد الدراسة التقليدية , كانوا بحاجة ماسة إلى تقوية هذا الجانب عندهم وقد انقطعوا عنه . أما في هذه المرحلة فأتصور مرحلة تجاوزتها الحوزة بكثير من المراحل ثم أنه قد آن الوقت  لإعادة النظر من الاهتمام في هذه الجوانب . على كلٍ مشكور شيخنا الجليل على هذه الإجابة الوافيةسماحة الشيخ المهدي والشيخ سعيد الحرز والأستاد بدر الشبيب

شبكة مزن : في خطوة نوعية فتحت الحوزة برنامجاً لغير المتفرغين من موظفين وغيرهم لدراسة علوم أهل البيت .
السؤال : بشكل عام بناءً على هذه التجربة وتجارب أخرى مماثلة مع المجتمع ما مدى تفاعل المجتمع مع هذا البرنامج وغيره من برامج الحوزة الإجتماعية ؟

سماحة الشيخ يوسف : نعم في مرحلة من المراحل الزمنية أيضاً قلنا ينبغي من الحوزة أن تمارس دوراً اجتماعيا وتتفاعل مع المجتمع بشكل من الأشكال ،  فواحدة من هذه المفردات أنه عندنا قسم من الشباب الراغبين في الدراسة الحوزوية ولكن ظروفهم لا تسمح لهم بالتفرغ الكلي للدراسة النهارية هناك بعض المدرسين , وبعض الموظفين , وبعض الطلاب أيضاً , وبعض العمال , وبعض المتقاعدين يرغبون في أن يكونوا قريبين من الحالة الحوزوية والإلمام بالفقه الجعفري فنشأت الفكرة،  أن نؤسس لحالة حوزوية لغير المتفرغين في الدراسة الليلية وفعلاً بدأت معنا قبل سنوات في المبنى القديم قبل أربع أو خمس سنوات ثم انتقلت معنا في المبنى الجديد , التجاوب من ناحية المجتمع جيد ، حضور الطلاب في الليل أعتقد أنه لا يقل عددهم عن عدد الحضور في الفترة الصباحية مجموعا, ومستوى الدروس لهم جيد وأيضاً للأسف انتحت منحى الدروس التقليدية في الليل وركز على هذا الجانب وربما نحن في حاجة إلى أن نطور الدراسة الليلية حتى يستفيد الراغبون من الطلبة من الاستفادة أكثر , ويبدو أن الإدارة أخذت هذا بنظر الاعتبار فقاموا خلال هذه الفترة  بمراجعات للمنهج المعتمد عندهم , مما أوصلهم إلى تصور جديد بدأوا العمل على أساسه منذ ثلاثة أشهر كما أعلم , حيث حدث هنالك ربط بين الدروس التقليدية وبين ما يحتاجه غير المتفرغ ,وأعتقد أن الرغبة موجودة عند جيل من هؤلاء الشباب للاستفادة من الدراسة الحوزوية  التي بدأت واستمرت من حدود خمس سنوات وبدأت بداية جدية لكن أظن أنها بحاجة إلى إشراف وبحاجة إلى متابعة وتقوية وأعتقد الخطوة التي أخذت وهي إشراك  الإدارة المسائية في الجلسات الإدارية الصباحية هي خطوة على طريق معالجة النواقص الموجودة في الدراسة الليلية هذا بالنسبة للدراسة , أما بالنسبة للبرامج الاجتماعية الأخرى للحوزة إلى الآن طبعاً في المرحلة الماضية ما كان يوجد قرار أساساً أن يكون للحوزة  حضور اجتماعي وتفاعل مع المجتمع لظروف معينة ، كنا نريد أن نؤسس ونثبت كيان الحوزة فكان القرار السابق هو أن الحوزة لا تمارس أي دور ولا تعطي أي موقف في القضايا الإجتماعية وما أشبه ذلك .
نعم مع تطور الزمن تبنت الحوزة بعض المؤتمرات التي تعنى بالقضايا التي ترتبط بقضايا المجتمع مثل مؤتمر الحج السنوي الذي دعي إليه مرشدو الحجاج , مؤتمر الخطباء أيضاً الذي لم يأخذ مداه ، ربما جلسات محدودة حصلت ، كانت هنالك رغبة أن الحوزة تتبنى مؤتمرا لأئمة الجماعة ومناقشة موضوع المساجد ، في هذه الحدود الحوزة مارست نشاطا و أكثر من هذا الحد في العلاقة مع المجتمع  , الحوزة ما خرجت من إطارها الحوزوي التقليدي في التدريس والاهتمام بالشأن الدراسي وإلى الآن لم تتبنّ الحوزة أي مشروع اجتماعي خارج المبنى ,ولا ثقافي أيضاً ، هذا الكلام مطروح ونوقش موضوع أن الحوزة  تتبنى بعض المسائل الثقافية  كإيجاد منتدى ثقافي داخل الحوزة يتبنى الأقلام الموجودة في الحوزة .و(مجلة الحوزة ) كان هذا من بين المقترحات ، كان من بين المقترحات أيضا منتدى ثقافي ومنتدى خطابي ومنتدى حوار ، كان مقترحا أيضاً برنامج حول الحوار ، أما أن تمارس الحوزة نشاطاً ثقافياً باسمها خارج الحوزة فإلى الآن لا توجد ممارسة باسم الحوزة خارج المبنى إنما بعض المنتسبين للحوزة يمارسون نشاطهم بصفتهم الشخصية يعني أن كثيراً من المدرسين أو الطلاب الموجودين في الحوزة إما يمارسون نشاطهم الخطابي أو الثقافي أو حتى كتاباتهم في الصحافة أو على مواقع الإنترنت أو بعض كتبهم،  ولكن للأسف أقولها أيضاً إن الحوزة ما تبنت إلى الآن أي إنتاج ثقافي للمنتسبين لها يعني أن الحوزة لم تتبنّ طباعة إنتاجهم أو نشره ، ربما الظروف لم تسمح للحوزة أن تتصدى فعلاً إلى تبني الأنشطة الثقافية للمنتسبين لها .

شبكة مزن : طبعاً  نود الإشارة إلى أن  طلبة الحوزة هذا العام المنصرم فقط  كانت لهم أدوار طيبة فمثلا الذين يمارسون الخطابة والبالغ عددهم 38 خطيبا ارتقوا (114) مجلسا في شهر محرم لهذا العام، كما كتب منتسبو الحوزة (21) كتابا انتشر في الآفاق.
لكن الحوزة لم تتبنّ طباعة أي واحد من هذه الكتب ..هذا يقودنا إلى سؤال مهم ،  هو هل مارس هؤلاء الخطباء برنامجهم أو رسالتهم الخطابية  ضمن رسالة واضحة من الحوزة ؟ بالتأكيد لا، بمعنى أن الحوزة لم تتبن رسالة ثقافية أو برنامجاً ثقافياً لإيصاله إلى المجتمع من هؤلاء الخطباء،  بالتالي لكل خطيب هواه ورأيه وما يختاره من الموضوعات التي يطرحها , كنا نتمنى قبل كل موسم من مواسم العطاء الثقافي , قبل موسم رمضان أو قبل موسم محرم أن يكون للحوزة بالتالي مؤتمر توجيه يوجه الخطباء فيه إلى رسالة لإيصالها إلى المجتمع ، للأسف هذا لم يحصل إلى الآن .
أسوق هذا السؤال مع السؤال الأخير عن الحوزة وهو : أنه من خلال  علاقتكم بطلبة العلم ومعرفتكم بما يحتاجونه هل من رسالة تودون توجيهها إليهم ؟

سماحة الشيخ يوسف: إجابة على السؤال الأول أعتقد أننا نحن في الحوزة بحاجة أن نحدد لنا رسالة , رسالة الحوزة في منطقتنا يجب أن تكون واضحة وأن نطور من رسالة الحوزة.
 في المرحلة الماضية  كما قلت كانت رسالة الحوزة هي لملمة الطلبة وإيجاد جو علمي وربط الطالب بالحالة العلمية  حتى يقوي  وضعه العلمي ويستمر في ذلك ويبقى على صلة بالحالة الحوزوية،  أعتقد أن هذه الرسالة لا تكفي ، نحن الآن بحاجة لأن تكون لهذه الحوزة رسالة ومن خلالها يشعر المنتمي لها بهويته لهذه الحوزة ويمارس من خلال هذه الهوية رسالته خلال المجتمع .

أما رسالتنا إلى الطلبة . ماذا تريد مني أن أقول للطلبة؟ رسالتي إلى إخوتي الطلبة جميعا في هذا الموضوع ينبغي لهم أن يتجهوا بشكل واضح إلى الاستفادة أولاً مما هو موجود من الدروس الحوزوية والانتماء إلى الحوزة وبالذات أن أؤكد على هذا الموضوع بالنسبة لأصدقائنا, لا سيما وأننا ينبغي أن نتجاوز المشاغل الطبيعية من أجل التحصيل وزيادته وكميته ونوعيته أيضا ،نعم من كان منشغلا بالشأن الاجتماعي لعل له نوع من العذر , على أنه ليس مانعا من التحصيل لأنه في مسيس الحاجة إلى ذلك , أنا أتمنى من أصدقائي وإخواني الطلاب وأرغب في توجيه هذه الرسالة لهم , وكما  كما كنت في السابق أشجعهم وأدعوهم وقد قلت للبعض منهم إنني على استعداد أن أتبناه حتى لو رغب بالدراسة في الخارج - أن يعودوا إلى الحوزة وأن ينموا أنفسهم ويقووا الحالة الحوزوية  في البلد في نفس الوقت أيضاً يبنوا وضعهم ومستواهم العلمي والثقافي والحوزوي حتى ينطلقوا بعد ذلك في مجتمعهم لممارسة أدوارهم الحقيقية.

شبكة مزن: أود الإشارة إلى أن  واقع التدريس في الحوزة واقع جيد جداً، عندنا كثير من المدرسين الأكفاء القادرين على تدريس السطوح العالية بكفاءة عالية جداً لربما بدا من الحديث أنه يوجد نقص ولكن الكفاءة موجودة ومشهود لها .

سماحة الشيخ يوسف : هذا الكلام صحيح وأنا أقدر وأثمن الإخوة الذين يدرسون في الحوزة، فهم على مستوى جيد وهذا شهد به البعيد قبل أن يشهد به القريب ممن درسوا في الحوزة ومن غير أصدقائنا ممن التحقوا بالحوزة ، ودرسوا عند بعض أصدقائنا،   هم يتحدثون هنا في هذا المجلس أيضاً حيث كنت أستفسر من بعضهم إذا جاءوا للزيارة ويشيرون بالبنان ويمدحون أصدقاءنا  في مستوى تدريسهم وقدرتهم ،أنا عندما أشير إلى النقص لا أعني النقص في مستوى الدروس الموجودة،  وإنما النقص في بعض الدروس التي نحتاجها في الحوزة , وإلا الدروس الموجودة فعلاً في الحوزة على مستوى جيد جداً وأصدقاؤنا على مستوى عالٍ، وتكونت عندهم خبرة  تدريس ليست سنة أو سنتين وإنما لبعضهم 13 سنة وهو عاكف على التدريس في الحوزة وهذه خبرة ليست قليلة يعني خبرة زمنية وخبرة علمية فأنا لا أشير لهذا بل على العكس أنا مطمئن أن كل أصدقائنا في الحوزة يدرسون على مستوى جيد جداً .

شبكة مزن: الآن ندخل لمحور جديد وهو محور لا ينتهي واقعاً ، محور حول الوكالة المرجعية ، فكونكم وكيلاً رئيساً للمرجع الراحل – أعلى الله مقامه – ووكيلاً رئيساً للمرجع السيد صادق – دام ظله – وخلال مسيرة عمل تمتد أكثر من 25 أو 30 سنة كيف تنظرون لعمل الوكلاء ودورهم في إنهاض المجتمع وهل تعتقدون أنه ليس بالإمكان أفضل مما كان بالنسبة للدور الحالي الذي يؤديه الوكلاء؟

سماحة الشيخ يوسف : بالنسبة لدور الوكلاء أعتقد أن سماحة السيد المرجع الشيرازي قدس سره ، له كتاب جميل جداً فيسماحة الشيخ المهدي مع المرجع الشيرازي دامت بركاته هذا الموضوع وطبع أكثر من مرة، عنوانه (إلى وكلائنا في البلاد ) وأنا لم أر مرجعاً من المراجع وجه رسالة إلى وكلائه بالشكل الذي فعله الإمام الشيرازي قدس سره ، وأخيراً أيضاً وبعد وفاة الإمام الشيرازي ومجيء السيد صادق – حفظه الله – أيضاً وجه رسالة من 14 بندا تقريباً إلى كل وكلائه ووضع فيها برنامج الوكيل.  أتصور لو أن وكلاء السيد بشكل عام التفتوا إلى رسالة الإمام الراحل إلى الوكلاء وفعّلوا هذه الرسالة بشكل جيد لاستطاعوا فعلاً أن يكونوا خير وكلاء لمرجع من المراجع.  أنا شخصياً كنت أقرأ دائماً هذه الرسالة وأتذكر أنني لخصت بنودها وجعلتها دائماً أمامي في المكتبة حتى أطالعها بين فترة وأخرى وأتذكر توجيهات سماحة السيد وطبعتها على ورقة حائطية وجعلتها أمامي حتى أستفيد من توجيهات سماحة السيد.

 بالنسبة لموضوع الوكلاء كان عندنا عدة أطر لرعاية وكلاء سماحة السيد ضمن توجيهات سماحة السيد رحمة الله عليه أتذكر في الفترة الأولى من مجيئنا إلى البلد وتحميلنا مسؤولية التصدي لهذا التيار ولوكلاء السيد  عملنا مجلساً يضم كل المناطق في البلد من سيهات إلى صفوى واخترنا من كل مدينة تقريباً شخصا أو شخصين يمثل بالتالي مشايخ المنطقة ومن قبل شجعنا كل المناطق أن تعمل مجلس مشايخ، مجلس وكلاء،  لأن كل مشايخنا كما يبدو من سياسة السيد المرحوم أنهم وكلاء ، وقد أمضى السيد صادق هذه السياسة حيث ما كان يمنع أحدا من أصدقائنا  أن يحمل وكالة لسماحة السيد، فبحثنا فعلاً عن إطار مناسب لتفعيل الوكلاء والتعاطي معهم. فاقترحنا إنشاء مجالس، لكل منطقة مجلس مشايخ، وكل مجلس يمثله شخص أو شخصان في المجلس المركزي، وكان عندنا هنا جلسة مستمرة طيلة سنين  ومن خلال الجلسة أيضاً أنشأت الحوزة لعلمكم يعني قبل أن يجيء الإخوة من الخارج، أي قبل عام 1415 هـ ، حيث أنشئت الحوزة عام 1413هـ .كانت عندنا جلسات اخترنا من كل منطقة من يمثل منطقته،  استمرت هذه الحالة إلى فترة زمنية جيدة مع مجيء الإخوان طبعاً تبدلت المعادلات، من أجل استحداث أطر أكثر سلامة لجمع الوكلاء، واقترح تعديل الإطار وتوسيعه أيضاً ضمن آلية جديدة ,الآلية الجديدة هي ملتقى المشايخ الذي أريد له أن يكون شهرياً ،  وكان ملتقى المشايخ يمثل وكلاء سماحة السيد، وعقدت العديد من الجلسات لهذا الملتقى الشهري. وهو يمثل رعاية للمشايخ . بإزاء هذا الملتقى كان أيضاً المجلس المرجعي للمشايخ الذي بقي وأعيد تعديله وأضيف له بعض الأفراد وجملة من المسؤوليات كاللجنة المالية والتوجيه الثقافي والانتشار الاجتماعي  , واستمرت هذه الحالة إلى فترة محددة ، سنة أو سنتين ، ثم توقف ملتقى المشايخ لحالة التساؤلات التي كانت تطرح على الملتقى وهوية هذا الملتقى،  أما  المجلس المرجعي إن صح التعبير فاستمر إلى ما بعد وفاة السيد الشيرازي قدس سره  بفترة محددة ،ثم أيضاً أعيدت صياغته من جديد. 

 في خلال هذه الفترة كان هنالك تفكير جدي أيضاً بإيجاد علاقة مع الوكلاء ككل.  عندنا تقريباً أكثر من مائة وكيل،  في البلد كل وكالاتهم موجودة أيضاً في الملف ، بعد وفاة السيد المرحوم , السيد صادق أعطى تقريباً وكالات لكل الوكلاء وأضيف لهم وكلاء جدد فناقشنا في المجلس المرجعي إيجاد آلية للعلاقة مع الوكلاء , ماهي الآلية المناسبة للتواصل مع الوكلاء بشكل أو بآخر ؟ لاشك أن هذا الدور يحتاج ترسيمه إلى فترة طويلة حتى ينضج على نار هادئة وانسيابية بالتعاطي مع الجميع.ولكن بصورة مبدأية ومن خلال ما لاحظته يراد دائماً أن أكون متبنيا لكل المسائل ويبدو أن وقتي لا يسعفني كثيرا نظرا  لانشغالاتي ، فلجأنا إلى بعض الإخوة من الوكلاء لتبني الدعوة إلى لقاء (ملتقى الوكلاء ) وعقدنا ملتقيين أحدهما هنا في البيت والملتقى الثاني انعقد في مكان آخر وتم الاتفاق على أن يكون الملتقى فصليا،  يتم فيها تداول المسئوليات ونقاش المشاكل وتصورات المستقبل لهذه المرجعية،  ولكن في اعتقادي أننا ما زلنا مقصرين أيضاً في التعاطي مع وكلاء سماحة السيد،  إلى الآن العلاقة مع الوكلاء ليست كما نتمنى , لكن نتمنى مع الزمن أن يزداد فعالية وتواصلا بين داخله ومع خارجه حتى يكون التنسيق في مختلف هذه القضايا أمرا عاديا لا يرى فيه أحد نقصانا من دوره الذي ينبغي أن يضطلع به .

شبكة مزن: شيخنا في نفس السياق هنالك جدلية بين علاقة الوكيل بالمجلس المرجعي ، من جهة أخرى نرى علاقة نمو الوكلاء،  فقد نرى وكيلاً في منطقة ما من المناطق خلال العشر سنوات اكتسح مساحة معينة وتوسع في مساحته الاجتماعية،  علاقة مكتب المرجعية في المنطقة بمثل هذا الوكيل النامي المتطور كيف ينبغي أن تكون ؟ لأن هذا الوكيل أيضاً بين خيارين بين خيار التعاطي المطلق مع مكتب المرجعية وبين حالة المشاريع التي يتصدى لها في منطقته ، هل هنالك علاج لهذه الإشكالية ؟ أخشى أننا في بعض الأحيان لا نكون قادرين على التعامل مع الأقوياء ، يعني كلما نما وكيل في منطقة من المناطق واكتسح مكانة معينة فإننا لا نكون قادرين على التعاطي معه هذه مشكلة حقيقية ؟

سماحة الشيخ يوسف: ما المقصود بـ (لا نستطيع التعاطي معه) ؟
 في أي شأن من الشؤون لا يراد من المكتب المرجعي أو من المجلس المرجعي أن يكون وصياً على الوكلاء.

شبكة مزن: (توضيح):  لا أقصد الوصاية.  العلاقة لا يجب أن تكون متصلة أو منحصرة على القضية المالية،  العلاقة هي قضية حالة من التفاعل الإيجابي بين الوكيل وبين مكتب الوكلاء فيما يتصل بالمشروع العام لهذا التيار .

سماحة الشيخ يوسف: كلام صحيح. في الموضوع المالي أساساً مثلما هو واضح لم يكن هنالك إلزام لا من بيت السيد ولا منسماحة الشيخ المهدي مع المرجع المدرسي دامت افاضاته المكتب المرجعي للتعاطي المباشر من الوكلاء معنا في هذا الموضوع.  وأساساً ربما من يتعامل معنا مباشرة في هذا الموضوع - كما هي التجربة تحكي عن نفسها - يستفيد أكثر مما لو تعاطى في بعض الحالات مع بيت السيد، ولا أريد ذكر تفاصيل في هذا الجانب  . بالنسبة للوكلاء الذين تفضلت أنهم نموا في الساحة وأصبح لهم كيان ونما وجودهم،  لا أعتقد أن هنالك مشكلة في موضوع التعاون والتعاطي ورسم سياسة مشتركة بالنسبة لما يخدم المرجعية في الساحة المحلية ، أما إذا كان المقصود الجانب المالي فأنا أكدت للإخوان أكثر من مرة أنه في الموضوع المالي لا أسأل عن الشؤون الشخصية للوكلاء بما يعني تدخلا في خصوصياتهم ، ليس هذا من صلاحياتي،  هو وكيل في مقابل وكيل، أنا أريد لي كوكيل مطلق لسماحة السيد أن أتصدى لهذا الموضوع بنسبة أو بأخرى وأن أؤمن لهم مصروفاً محدداً شهرياً ، وعلى ضوء ذلك هم طلبوا من الوكلاء أن يتعاونوا في هذا الجانب معنا . من لم يتعاون لم يلزم بالتعاون لا من قبلي أنا كشخص وكيل مطلق من سماحة السيد ولا من قبل المجلس المرجعي ولا حتى من قبل بيت السيد أيضاً.

عموما كانت عندي وجهة نظر انطلاقا من آراء المرجع الشيرازي , وهي أن يتشكل المجلس المرجعي أو المكتب المرجعي، أن يكون على مستوى المناطق ، أي يكون في كل مدينة مجلس مشايخ ينتخبون من يمثلهم في المكتب المرجعي.

فأنا أميل دائماً إلى الانتخاب ليختار الناس من يمثلهم ويحدد سقف زمني وبعد ذلك يثبت الإنسان جدارته في هذا الموضوع  . وهكذا كان رأيي في موضوع المكتب المرجعي ، كل مجلس مشايخ ينتخب من يمثله في هذا المكتب.  أهل سيهات  ينتخبون من يمثلهم،  أهل أم الحمام كذلك ينتخبون من يمثلهم وأهل الخويلدية وأهل القطيف وأهل تاروت وأهل العوامية وأهل الأوجام وأهل صفوى .

شبكة مزن : السؤال حول مصارف الحقوق الشرعية ، والإشكال الذي يثار دائماً حولها وأن الأموال تذهب للخارج ولا نرى لها أي أثر فما هو الرد على هذه التساؤلات ؟

سماحة الشيخ يوسف: أعتقد هذا التساؤل مردود من أساسه لأن من يتساءل عن الحقوق ومصروفها هو غالبا ممن لم يدفع الحقوق . وشخصيا على سبيل المثال لم يسألني أحد ممن يدفع الحقوق أين تصرف . على  مدى 25 سنة ممن يسلم لي الحق  أين تصرف الحق لأنه مطمئن .

أما للإجابة على سؤالك فمصارف الحقوق بالنسبة لي أنا كوكيل للسيد ولغيره من المراجع ، وأنت تعرف أنني ليس وكيل فقط لسماحة السيد ، وإنما لأكثر من مرجع أيضاً فمصارف الحقوق بالنسبة لي جزء منها مطلوب مني أن أوصله للمراجع ، صحيح أن لدي وكالة مطلقة بالتصرف من سماحة السيد صادق ، ولكن عندي التزاما أدبيا مع بيت السيد , وكذلك الأمر مع سماحة السيد المدرسي ، وباختصار عندنا مصرفان مصرف يخص بيوت المراجع وهذا حق يصل لهم ، والجزء الآخر نصرفه على كل مشاريعنا في البلد . بما فيها طلاب العلم رجالا ونساء كنا نوليهم عناية خاصة , ونقتطع لهم مقدارا معينا .

 وشخصيا عندما أشعر أن أصدقاءنا بحاجة إلى مصاريف فلا بد من الوقوف معهم ، باختصار عندنا مشاريع كثيرة في البلد من صناديق زواج ومهرجان أعراس ومركز البيت السعيد وأصدقاء القرآن ومشروع الجمعية الخيرية ،  وأيضاً بالنسبة إلى النادي  والجمعية الخيرية وتقريباً كل المشاريع الاجتماعية أدعمها بالمقدار الذي أتمكن منه ، هذا غير المصروفات اليومية المتمثلة في الحالات الاجتماعية التي تصلنا كل يوم من كل المناطق.. فالمصاريف ليست قليلة بل في بعض الحالات ما يأتينا من الحق الشرعي لا يغطي المصروفات الشهرية . فأنت تعرف أن الحق الشرعي له مواسم معينة مما يعني أن بعض الشهور لا يغطي المدخول المصاريف. لذا فأنا أستغرب من بعض الناس الذين يتساءلون أين تذهب الحقوق ؟

شبكة مزن: ألا ترى أننا مقصرون في ترويج هذه المشاريع لإقناع البعض الذين لا يخمسون بالتخميس لأن هناك قطاعا واسعا من المجتمع دائماً يبرر بحق أو بدون حق ، لنفترض أن البعض يبرر بحق أنه لا يخمس لأنه لا يعلم وجه الصرف ، وأن هناك من الوكلاء من لا يجيد التصرف بهذه الحقوق . ودرءا لذلك  نحن بحاجة إلى ترويج المشاريع الخيرية أو التذكير بالمصاريف الضخمة للمشاريع التي يقوم بها أمثالكم  لإقناع الآخرين الذين لا يخمسون بناءً على هذا التبرير، ألا ترى أننا مقصرون في هذا الجانب ؟

سماحة الشيخ يوسف: هذا كلام صحيح ، إذ ينبغي أن نتحدث للناس عن مصاريفنا وعن مشاريعنا الاجتماعية وما تحتاجه من مصاريف ، وبالنسبة لي فأنا على مستوى صفوى أتحدث في المسجد عادة ، وأشير في بعض المناسبات إلى حجم المصروفات التي نصرفها ليس بالمعنى الإحصائي  ولكن بالعناوين العامة ، وربما في بعض الحالات أكون أكثر صراحة بالتفاصيل يعني بالأرقام ، أي أتكلم مع الناس بمقدار مصاريفنا وبمقدار ما يأتينا من حقوق شرعية على مستوى المنطقة . ربما هناك نقص في إدراك هذا الموضوع لدى البعض ،  فيبقى هذا الأمر من مسؤولية كل وكيل في منطقته أن يوضح للناس حاجة البلد إلى مصاريف وحاجة مشاريع البلد إلى هذه الحقوق الشرعية . و يهمني هنا أن أشير إلى ضرورة أن يلتفت الناس إلى عدم التعميم في هذا الموضوع , فالإشكال الموجود على بعض الوكلاء  لا يجب أن يعمم على الجميع.

شبكة مزن : المحور الثالث شيخنا يتصل بالشأن الاجتماعي ، فأنتم خلال هذه الأعوام الستة والعشرين من العمل الاجتماعي هل تشكل لكم تصور عام فيما يتصل بالنشاط الإجتماعي وكيفية النجاح في هذه المشاريع المتنوعة في المجتمع وضمن حالاته الموضوعية ؟

سماحة الشيخ يوسف: نعم خلال هذه المسيرة من السنوات تشكل عندي تصور في مجال العمل الإجتماعي أننا كمجتمع بحاجــة إلى مؤسســــات ترعى كثيـراً من شؤوننا الإجتماعية ، ويبدو لي أيضاً أن مجتمعنـــــا بحاجة إلى مجموعــــة أخرى من المؤسسات التي تعالج بعض القضايا الملحة والتي تحتاج إلى أطر اجتماعية ترعاها.
 من خلال مسيرتنا خلال الفترة الماضية اكتشفت أن العمل الفردي قد يتعب الإنســـان لكنه لا يثمر كثيراً، قد يعطي الإنسان جزءا من وقته ومن جهده ومن فكره كفرد لكن النتيجة المحصلة لاتكون بمستوى عطائه , بينما إذا نضم هذا الإنسان ضمن مؤسســة ضمن إطار إجتماعي يمارس من خلاله دوره متكاملاً مع أدوار الآخرين يستطيع أن يثمر, وعلى هذا الصعيد نحن لاحظنا أن مؤسساتنا الاجتماعية على الأقل حسب تجربتنا هنا في صفوى نجحت في حلحلة الكثير من القضايا وأثمرت برامج اجتماعية وحققت بعض أهدافها , ولذا  تكونت عندي رؤية أن العمل الفردي يجب أن نتجاوزه يجب من أجل التركيز على العمل المؤسسي وأن نسعى في خلق الأطر الإجتماعية التي ترعى الكثير من قضايانا الاجتماعية  , وعلى ضوء ذلك أتذكر خلال مسيرتنا في السنوات الماضية وهنا في هذا المجلس وفي مجالس أخرى جلسنا عدة جلسات لمناقشة وضعنا الاجتماعي بشكل تفصيلي وربما محاضر هذه الجلسات ما زالت موجودة، ناقشنا كل قضايانا الاجتماعية وعلى ضوء ذلك اقترحنا مجموعة من التوصيات , ومن ثم تحولت جزء من هذه التوصيات إلى مشاريع اجتماعية بناءً على دراسة الواقع الإجتماعي الذي كنا نعيشه وتحليل بعض المشاكل الاجتماعية ، ولعله تماشيا مع ذلك تأسست في منطقتنا مشاريع اجتماعية رائدة مثل   صندوق الزواج الخيري ، مهرجان الأعراس , الآن مركز البيت السعيد , وقبله الحوزة النسائية هنا واللجنة الثقافية قبل كل ذلك , ومشروع كافل اليتيم أساساً نشأ خارج إطار الجمعية لكن بسبب تلاقي موضوعه مع موضوع خدمات الجمعية الحق به بالجمعية الخيرية ، ومجموعة من المشاريع ربما بعضها ما خرج إلى النور لأننا نعاني نقصا في الكادر البشري الذي يمكن أن يتبنى هذه المشاريع فأعتقد أن مساحة العمل الإجتماعي ما زالت مساحة واسعة ومجتمعنا بحاجة إلى نشاط مكثف في هذا الإطار وبحاجة إلى أطر إجتماعية ترعى مفردات العمل الاجتماعي ، ما هو موجود جيد لكنه لا يغطي كافة الجوانب الاجتماعية، نحن بحاجة إلى مؤسسات أخرى ،  بحاجة إلى أطر جديدة تعتني ببعض الجوانب الاجتماعية التي يعاني منها المجتمع ، هناك نقص واضح وانحسار في هذا الجانب من الأنشطة الاجتماعية .

شبكة مزن : الملاحظ شيخنا أن جل المشاريع التي يتصدى لها الكثيرون هي في الحقيقة مشاريع لا تخرج من دائرة الفقير والمسكين كيف يمكن لنا أن نوسع النشاط الاجتماعي في خارج هذه الدائرة ولعله الحاجة الأكثر حساسية في مثل هذا الزمان ؟

سماحة الشيخ يوسف: كلامك صحيح هذه الحالة أساساً نتجت عن رصد لمشاكل إجتماعية كانسماحته مع الأستاد بدر والنائب الكويتي صالح عاشور ، في مأدبة الغذاء التي أقامها العلامة الشيخ نمر النمر حفظه الله  يعانى منها المجتمع لفترة من الفترات ، فمشاريع من مثل  كافل اليتيم أو تزويج العزاب أو مهرجان الأعراس نشأت من حاجة المجتمع لها ، وأعتقد  أن المجتمع الآن تطورت حاجاته  أيضاً، لذا نحن بحاجة إلى معالجة الحاجات الحديثة المستجدة ، نحن بحاجة إلى مؤسسات تربوية ترعى الشباب ، وإلى الآن – حسب علمي -  لم تشكل في مجتمعاتنا أي مؤسسات ترعى هذا الجانب  (الحالة الشبابية ) ، أي رعاية النشء ، عندنا روضات أطفال أو برامج صيفية مؤقتة موسمية لكن برنامج جهة أو برنامج إجتماعي أو لجنة إجتماعية أو مؤسسة إجتماعية سواء في جانب الشباب أو جانب الفتيات أعتقد أن المجتمع لم يلتفت إلى هذا الموضـــــوع ، ونحــن بأمس الحاجة الآن إلى هذه البرامج مع التطور السريع وانفتاح شبابنــــــا المراهــــق على تقنيــات العصر والتفاعل معها بشكل يومي .
أتذكر في هذا الصدد كانت عندنا العديد من الجلسات  للتفكير الجدي في إيجاد مؤسسات أو جهات ترعى هذا الموضوع ، وتم تقديم عدة مقترحات ، منها تأسيس برامج تربوية الغرض منها لا سيما في هذه الظروف رعاية الشباب و-حمايتهم من أمواج العادات والثقافات البعيدة عن تعاليم ديننا الحنيف , ولذا أظن أننا في هذه الفترة بالتحديد ومع الانفتاح الثقافي العالمي بحاجة إلى عملية تحصين لعقول شبابنا وشاباتنا من هذه السيول.                                                  

  وعلى كل حال أعتقد أن المشاريع الإجتماعية دائماً تكون  وليدة الحاجة ، وهناك الآن حاجات  جديدة في مجتمعاتنا ، أذكر لك مثــــالا هو مركز البيت السعيد الذي أنشئ بناء على حالة إجتماعيـــة ترد إليه يوميا العديد من المشاكل الاجتماعية والأسرية، وما عادت اليوم الحالات الفردية تعالج المشاكل نحن بحاجة إلى أخصائيين ، بحاجة إلى الخبراء كي يعالجوا هذا النوع من المشاكل ، مثلا بالنسبة إلى  مركز البيت السعيد ينبغي أن يطور من نشاطه وأن يستقطب متخصصين يستمعون إلى مشاكل الناس  ويعالجونها. بالمناسبة لفت انتباهي خلال هذا الأسبوع الماضي صدر قرار من الأمير محمد بن فهد بتشكيل مركز التنمية الأسرية تابع لجمعية البر وشكل للمجلس أمناء من مجموعة من المؤسسات .

شبكة مزن : أنا أرى إشكالية يقع فيها رجل الدين بشكل كبير، إشكالية حقيقية خاصة إذا نبعت من طالب علوم دينية ينتمي إلى هذه المدرسة ، أنه يأتي بفكر يؤمن بالمأسسة ثم شيئاً فشيئاً يتحول إلى عمل فردي وإلى نشاط فردي . ماهي الرسالة أو الحل لأن طالب العلم دائماً يرى نفسه هو بحد ذاته مشروعا بغض النظر عن الآخرين، وهذه إشكالية قد يكون سماحتكم بمنأى عنها ، لكن أتصور في حالات كثيرة يتحول مشروع رجل الدين إلى مشروع فردي وليس مشروعاً جماعياً .ومن هنا تظل مشاريع المشايخ في المناطق الأخرى مشاريع مجتزأة ومنقطعة ، وليست ذات فاعلية ماهي كلمتكم في هذا المجال المأسسة ؟

سماحة الشيخ يوسف: هذه بالفعل إشكالية موجودة حيث ننتمي نحن لمدرسة تؤمن بالتنظيم وتؤمن بالعمل الجمعي ولكن شيئاً فشيئاً تحول بعضنا إلى الحالة الفردية وانكفأنا على حالتنا الفردية وذهبنا إلى العمل الفردي، وربما نشأت هذه من رغبة عند البعض في البحث عن الذات أو بروز الحالة الشخصانية  عند الإنسان . أعتقد أن هذه الحالة سلبية وغير مجدية ، وأنا أميل إلى دعوة كل الإخوة إلى العودة إلى العمـــل المأسسي والبحـــث عن مفردات هذا العمـــل وتشكيل المؤسسات ، وحتى على مستوى العمل الديني  أعتقد أن رجل الدين نفسه كفرد لا يستطيع  أن يعالج كل المشاكل  أو كل القضايا  التي تأتي له، وكشخص عانيت فعلاً من هذه الحالة في فترة من الفترات أي ربمـــــا مارست نشاطي على المستوى الشخصي كفرد وليس كمؤسســـــة، فلهذا تتراكم عندي الأعمال كثيراً وتتأجل وربما أيضاً تلغى من برنامجي بدون تنفيذ .

شبكة مزن: شيخنا إذا أضفنا أن هناك قضايا إجتماعية ذات بعد لا توصف إلا بالبعد الإجتماعي العام ، يعني هناك ظواهر إجتماعية أو حالات اجتماعية متكثرة يمكن أن توصف كحالة إجتماعية أو كظاهرة إجتماعية حالات مشاكل أسرية ومشاكل الشباب ومشاكل مجتزأة، ومشكلة تشكل ظاهرة، ولكنها في حقيقتها هي حالات فردية  يمكن أن يتعاطى معها الشيخ تعاطيا فرديا مع هذه القضية ومع هذه المشكلة لكن هنالك مسائل لا تنطبع إلا بالطابع العام قضا يا تهم الطائفة بشكل عام  مثل : موضوع الهلال وإثباته مسألة لا يمكن أن يتفرد فيها رجل دين أو عالم تحتاج إلى مؤسسة حقيقية. أقصد أن هنــــــاك مشاكل إجتماعية لايمكن وصفها إلا بالحالة الجمعية والحالــة الإجتماعية، لا يمكن للشيخ أن يتعاطى معها تعاطي المشكلة الفردية لكي يكون هو فرداً في التعاطي معها هذا يتطلب منا ليـس فقط أن نؤسس إلى عمل مؤسسي فيما بيننا  بل في تعاطينا كمشايخ تعاطيا مؤسسيا أيضاً ؟
سماحة الشيخ يوسف: صحيح، أنا معك في هذه الفكرة وأؤيد هذا الرأي وبحاجة نحن كمشايخ إلى أن نتحول فعلاً إلى مؤسسة كثيراً ما يطلق فعلاً على طلبة العلم أنهم مؤسسة، ونخاطب نحن كمؤسسة، ولكن في واقعنا ليست هناك مؤسسة بهذا العنوان. أنا أميل لهذا وأننا بحاجة كرجال دين لنتشكل في مؤسسة تهتم بالشأن العام بقضايا ، مثل التي أشرت لها  الهلال وغيره ، في حاجة في حالات كثيرة إلى رأي المجموع أو رأي الأكثرية حتى يمكن أن نصل إلى رأي مشترك. وأعتقد أن عقدة المعممين مشكلة المؤسسة ،لا أدري هي إشكالية قد يقول البعض إنها ناشئة من الحوزة الشيعية لأنها تربي الإنسان دائماً على الحالة الفردية وكثرة القيادة،  وسمعت رأي أكثر من معمم ربما عاصروا كثيراً من المعممين والحوزويين أن الحوزة عندها إشكالية أنها تربي الشخص على  الحالة الفردية وليس على الحالة الجمعية أو المؤسسية ، ولكن أعتقد أنه المعمم المثقف والذي يعايش المجتمع أيضاً وقريب منهم يشعر بالحاجة إلى وجود مؤسسة تهتم بالشأن العام وأن ينضوي تحت مؤسسة وأنه يكون جزءا من مؤسسة بدل أن يكون فرداً ينشغل بمشاكله وبمشاكل الآخرين .

شبكة مزن: في الشأن الشخصي في تاريخ 07/10/1423هـ في مسجد الإمام الحسن بالقطيف المناسبة كانت الذكرى السنوية لرحيل السيد الشيرازي أعلى الله مقامه ذكرتم ما نصه في هذه المرحلة الزمنية هناك توجه جديد بالنسبة لي فيما يخص موضوع الكتابة والنشر فلدي في الوقت الحاضر مجموعة من الكتابات والبحوث المتفرقة وأسأل الله أن يوفقني لإخراجها قريباً على شكل كتب ومؤلفات مطبوعة ..السؤال ماذا بعد؟

سماحة الشيخ يوسف: في الواقع هذا الجانب في حياتي الشخصية كنت  مقصرا فيه ومنشغلا عنه , أو بعبارة أدق لم يكن عندي توجه له لانشغالي مثل ما أشرت بالعمل الإجتماعي العمل الروتيني اليومي, ولهذا حتى لو كانت الندوات والمحاضرات خلال هذه الفترة الطويلة , إلا أنها ليست معدة للنشر بالشكل المطلوب ,  لكن مثلما أشرت فعلاً نحن في الطريق جادين، وعملياً حولت كل الكتابات السابقة وربما الأشرطة الآن لدى الإخوان ويريدون أن يسلموها إلى موظف متفرغ في المكتب على أساس أن يعيد ترتيبها، نحن خلال هذا الأسبوع بالذات في صدد اتفاق مع ما يشبه اللجنة الأدبية لمتابعة هذا الأرشيف . بعبارة أدق نحن في إعادة تشكيل وضعنا الشخصي في المكتب والإستعانة بالآخرين ، نحتاج ربما إلى فترة أرجو أن لا تطول فعلاً حتى نؤسس وضعنا من جديد, نضم لنا مجموعة من الإخوان في العمل المكتبي هنا ليتبنوا على عاتقهم إخراج هذه المسائل, وعملياً ان شاء الله بدأنا الطريق في خطواته الأولى ,  ونرجو أن لا تطول المدة حتى نوفق لهذا الأمر.

شبكة مزن: في هذا السياق شيخنا هل تفكرون في موقع على الإنترنت؟

سماحة الشيخ يوسف:  هذا جزء مما هو مطروح الآن، حيث تم تكليف مجموعة من الشباب لإعداد الموقع ، ولم أكن  أرغب في أن يكون باسمي الشخصي ، بل كنت أريده موقعا عاما شبيها بشبكة مزن التي أسسها الشيخ عبد اللطيف رحمة الله عليه وما كانت باسمه، ولكن هناك إصرار من الشباب أن يكون باسمي ، على العموم نحن بصدد إعداد الموقع .

شبكة مزن:  ما هو تصوركم للمستقبل من حيث نمو التيار أو المدرسة الشيرازية أو انحسارها؟

سماحة الشيخ يوسف: أنا أتوقع لهذا التيار ليس انحسارا بل على العكس،  فأنشطة هذا التيار وبرامجه وأعماله هي في نمو ، وكل ما يحتاجه هذا التيار هو أن يلملم أطرافه ويبحث عن أطر تقود مسيرته وتوجه مؤسساته وأفراده ، وأنا شخصيا متفائل أن هذا التيار سينمو ولا ينحسر لأننا في كل يوم ومفصل زمني نلحظ أن المؤسسات التي تنبثق من هذا التيار سواء المؤسسات الثقافية أو المؤسسات الإجتماعية أو المؤسسات الدينية هي في نمو وليس في انحسار . يوميا عندنا مؤسسة جديدة يتبناها التيار أو تولد من رحم هذا التيار . ومع أن التيار في نمو وفي استمرار فنحن بحاجة إلى إطار يقوده ويوجهه وبحاجة ماسة إلى لملمته والكل يشعر بهذه الحاجة وإن شاء الله نأخذ على عاتقنا جميعا إيجاد الصيغة المناسبة لقيادة هذا التيار.

شبكة مزن:  نفترض جدلاً  أننا لم نتمكن من صنع هذا الإطار؟

سماحة الشيخ يوسف: مع ذلك فالمستقبل ليس سيئا لأننا أيضا كمجاميع نمثل هذا التيار لم ننفصل بعد عن بعضنا البعض ما زلنا نقترب وما زلنا نتقاطع في بعض الحالات وفي بعض المفاصل وفي بعض المشاريع ونمارس أدوارا مشتركة في بعض المسائل، وحتى لو لم نوفق في إيجاد إطار يقود هذا التيار أنا متفائل أيضا لأننا أيضا كمجاميع في هذا التيار كلنا يأخذ على عاتقه هم هذا التيار ونموه والعمل في رفعة شأنه مع خصوصية البعض في عمله، لكن كمجموع أعتقد نحن كتيار جيد وفي نمو و لسنا في حالة سلبية وقادرون على استيعاب التحديات.

شبكة مزن: هذه المائدة التي نحن عليها والتي وضع بذرتها سماحة الشيخ رحمة الله تعالى عليه – نتساءل هل تتذكرون كلمة وفاء لهذا الشيخ رحمة الله عليه؟

سماحة الشيخ يوسف: نعم رحمة الله عليه ، أبوعلي سماحة الشيخ عبد اللطيف في الواقع هو من الإخوة الذين فقدناهم مبكراً، كنا نأمل فيهم الخير الكثير وكانت لي معه وقفات ، وبالذات أتذكر في موضوع الحوزة ( حوزة القطيف ) كنا ذات مرة جالسين معه في منزله رحمة الله عليه، وكان موضوعنا هو موضوع الحوزة والأخذ بها إلى الأمام وتقويتها والعمل على تنشيطها ، وعلى ضوء هذه الجلسات بادر سماحة الشيخ رحمة الله عليه وجاء ودرّس في الحوزة  وأخذ على عاتقه درساً مهماً من دروس  السطوح وهو الكفاية، وكنا نتحاور كما أتذكر في ذلك المجلس على إيجاد آلية لتطوير الحوزة وأيضا للبحث عن وسائل دعم جديدة للحوزة غير ما هو موجود ،  ولكن القدر فاجأنا واختطفه من بين أيدينا رحمة الله تعالى عليه . كم تمنينا لو كان موجودا معنا في مثل هذه الأيام،  أعتقد لكانت صورة الحوزة غير التي هي عليه الآن . خسارة كبيرة فقدان الأخ، خسارة ولكن نحتسبه عند الله سبحانه وتعالى.

شبكة مزن:  كلمة أخيرة شيخنا.

سماحة الشيخ يوسف: كلمتي الأخيرة :أشكر شبكة مزن على تفضلها باستضافتنا ، وأتمنى لهم التوفيق ونحن في خدمتهم إذا احتاجوا إلى أي دعم وأي مشورة و إن شاء الله يكونون في خدمة مجتمعهم وفي خدمة بلدهم وفي خدمة مذهبهم ، وأن يأخذوا على عاتقهم العمل على نشر ما يجمع المجتمع لا ما يفرقه و أن يساهموا بشكل مباشر في رفع مستوى الوعي والثقافة في هذا المجتمع وصلى الله على محمد وآله الطيبين الطاهرين .

 

 b صور من اللقاء

في مكتبة سماحته بمنزله المتواضع

اثناء الحوار مع سماحته

سماحته مرحباً وبأعضاء شبكة مزن الثقافية

سماحة الشيخ يوسف وسماحة الشيخ سعيد في نقاش

التعقيبات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
التعليقات 2
1
عبد الله الخباز
[ القطيف ]: 30 / 6 / 2005م - 11:49 م
شكرا لسماحة العلامة المهدي على هذه الأجوبة التي تميزت بمستوى جيد من الوضوح والشفافية.
فالمجتمع اليوم وبالخصوص شبابه في حاجة ماسة لاجابة التساؤلات التي يثيرونها والتي قد لا يسعون لايصالها لسماحتكم لخجلهم من رجل الدين أو لأسباب آخرى.
ان المشروع الحضاري الذي قدمتموه للقطيف متمثلا بانشاء الحوزة العلمية مدعاة للمنطقة لتفتخر بعلمائها ولتتجسر أواصر الثقة بين الفرد والعالم.
وهنا أوجه دعوة لبقية التيار الديني من علماء وطلبة للانفتاح ويكونوا عند حسن الظن فالحوزة مكان جامع لخدمة المجتمع واعزاز الدين.
2
هاني ميرزا الهاني
[ صفوى ]: 15 / 7 / 2005م - 8:50 ص
أحسنت كثيرا شيخنا الفاضل على ما تفضلته به ... فحقا أنت " ثقة مراجع العصر " ... لم يعرفك الكثيرون وهذا بسبب تواضعك الجم ... وقفة تقدير وإجلال لك أستاذي وأبي الفاضل ... كما أحب أن أتوجه بالشكر لشبكة مزن الثقافية ... في رعاية الباري