مجلة القرآن نور: حوار مع آية الله الشيخ الصادقي الطهراني

ضم العدد الجديد من مجلة القرآن نور الصادر عن مؤسسة القرآن نور بالقطيف؛ حواراً أجراه الشيخ حسين الخميس والشيخ محمد الحيدر مع آية الله الشيخ محمد الصادقي الطهراني صاحب تفسير «الفرقان»، وقد تطرق الحوار لعدة محاور قرآنية، منها منهجية الصادقي في تفسير القرآن الكريم، وتجربته المغايرة في ذلك وأهم ملامحها، وأثر البيئة في توجهه القرآني، والعلاقة بين النص القرآني والنص الروائي، والعموم والتخصيص، ومفهوم التأويل. ويؤكد الصادقي في الحوار على أن المنهج القرآن الأصح هو المأخوذ من القرآن نفسه.

فاتحة العدد كتبها مشرف عام القرآن نور الشيخ فيصل العوامي، بعنوان «القراءة المعاصرة.. من التساؤل الحرج إلى البناء العلمي»، ويشير فيها إلى أنه توجد في البحوث الأكاديمية الداخلية في الحوزات العلمية الكثير من التصورات والمناقشات التي تشكِّل نمطاً آخر من القراءات المعاصرة، ولها ميزاتها وخصوصياتها، وينبغي أن تحظى بعناية كافية من قبل الباحثين والمفكرين الحداثيين، خاصة إنها تعتبر امتداداً لتاريخ فكري متصل، أي أنها تأخذ في اعتبارها كل النشاط العلمي الحوزوي الذي أخذ يتكوّن عبر التاريخ، ولم تكن بمثابة بحوث منفصلة تُقحَم بتكلف وعناية زائدة، إضافة إلى كونها منطلقة من دوائر أكثر اختصاصاً في الدراسات الإسلامية.

ويتعرض في فاتحته للعدد إلى الموقف العلمي من القراءة المعاصرة، وتخوف البعض مما أسماه اقتحام المناطق الحرجة في البحث التفسيري. ويقدم العوامي بعض الملاحظات العلمية التي ربما تشكو منها بعض القراءات والمحاولات التفسيرية الجديدة، كما يقدم في النهاية ثلاثة مقترحات تتمثل في تقعيد علم لأصول التفسير، وتنقيح خصوصيات الخطاب القرآني، وتحقيق أسباب النزول بموازين معاصرة.

السيد علي حسن مطر الهاشمي كتب دراسة عن «عرض الحديث على كتاب الله عز وجل.. من قواعد التمييز الصحيح الموافق من الباطل المخالف»، وقد ناقش الروايات الواردة في موضوع دراسته في المصادر الحديثية عند العامة والشيعة الإمامية والزيدية، باستعراض أدلة الذاهبين إلى عدم ثبوتها أولاً، والجواب عن هذه الأدلة وردها ثانياً، وبيان معنى روايات العرض ومراد الشارع بها ثالثاً، وعرض أمثلة تطبيقية لقاعدة العرض على الكتاب رابعاً.

وقدَّم الباحث الأفغاني السيد موسى صدر «تقييماً لمبادئ الإعلان العالمي لحقوق الإنسان»، وقد سعى الكاتب إلى تقييم مبادئ هذا الإعلان على ضوء الرؤية القرآنية لحقوق الإنسان، وتحديد نقاط الاشتراك والافتراق بينهما، فقسم مبادئ الإعلان العالمي لحقوق الإنسان إلى أربعة أقسام هي: الرؤية الإنسانية، الرؤية الوجودية، الرؤية الحقوقية، رؤية المعرفة.

ويستنتج أن القرآن الكريم لا يرفض هذه المبادئ، لكنه لا يقبلها جميعاً. ثم يعرض كل واحدة منها على القرآن ويبدأ بتقييمها ودراستها حتى يصل إلى الرؤية القرآنية بالنسبة لتلك المبادئ.

الشيخ جعفر البناوي كتب عن «التقديم والتأخير في القرآن الكريم.. السمع والبصر مثالاً»، تناول فيها ظاهرة تقديم وتأخير الألفاظ على بعضها البعض في القرآن الكريم باعتبارها من الظواهر الملفتة فيه، وقد شهدت سجالاً واسعاً في أسبابها وأنواعها، خصوصاً أنها شملت آيات كثيرة من الذكر الحكيم. ثم تركز المقالة على مسألة تقديم السمع على البصر، وهل هذا التقديم يقتضي علو الشرف والمنزلة أم هو تقديم من حيث الترتيب والزمن؟

الكاتب الإيراني حميد آكاه ناقش «حق الحياة في ضوء الرؤية القرآنية وما يواجهه من تحديات»، وتناول في مقاله تعريف الحياة عند علماء الأحياء والفلاسفة، وبداية حياة الإنسان، وحق الحياة في القرآن باعتبار الحياة أسمى هبة إلهية للإنسان، وحق الحياة في الإعلان الإسلامي لحقوق الإنسان، والتحديات التي تعترض هذا الحق في الحياة.

في زاوية «في رحاب سورة»، كتب الشيخ محمد العوامي عن «سورة العصر.. أنفاس العمر وأثمان الجنان»، تناول فيها الإطار العام للسورة، وأفكار آياتها، وتحدث عن العصر والزمان باعتباره الدليل على خسارة الإنسان، فهو يحتوي على صفحات مأساوية وتجارب سوداء ذهب فيها كثير من البشر ضحايا كفرهم وذبائح خطيئاتهم، ولذلك يجب الالتفات إلى أهمية الوقت.

وكتب مدير التحرير بشير البحراني عن «سلامة القرآن الكريم من التحريف»، مناقشاً أفكار وآراء الدكتور فتح الله المحمدي في كتابه «سلامة القرآن من التحريف وتفنيد الافتراءات على الشيعة الإمامية»، ومن المواضيع التي تم نقاشها: تحرير مفهوم التحريف، أدلة سلامة القرآن الكريم من التحريف، روايات التحريف عن الشيعة والسنة، حقيقة كتاب «فصل الخطاب» المنسوب للمحدث النوري.

وكتب رئيس التحرير حسن آل حمادة مقالة قصيرة بعنوان «بين منطق الغاب ووصايا الرسول »، أكد فيها على أنه ونحن نعيش في ظل هذه الظروف الحرجة التي يُتهم فيها الإسلام بأنه دين العنف والإرهاب! نظل بحاجة ماسة لنشر تعاليم القرآن الكريم الداعية إلى السلم والسلام، كما أننا بحاجة لتبيين حقيقة مهمة قد يغفل عنها بعض المسلمين؛ هذه الحقيقة تتجلى في فضح الممارسات القمعية والعنفية التي اُرتكبت في فترة من فترات التاريخ الإسلامي باسم الإسلام، وهو بريء منها، براءة الذئب من دم يوسف؛ لئلا نؤخذ بما فعل السفهاء منا.

كما ضم العدد تقريراً عن ندوة «من تفسير القرآن إلى القراءات الحديثة للظاهرة القرآنية» التي أقامتها مؤسسة الملك عبدالعزيز للدراسات الإسلامية والعلوم الإنسانية بالدار البيضاء في المغرب بالاشتراك مع مؤسسة كونراد أديناور الفرنسية.. وفي العدد أيضاً متابعة لأحدث الإصدارات القرآنية في المكتبة العربية.