مسائل رمضانية(2)

شبكة مزن الثقافية

من مفطرات الصوم

مسألة (1) الأكل والشرب

يبطل الصوم بتعمد الأكل والشرب في نهار شهر رمضان، سواءً كان هذا الطعام أو الشراب مما اعتاد عليه الناس كالخبز وعصير البرتقال حتى بقايا الطعام التي بين أسنانه، أو كان مما لم يعتد عليه الناس كالتراب أو عصارة الشجر، بلا فرق بين المقدار القليل منه أو الكثير فيبطل الصوم القليل كما لو أدخل فمه شيئاً رطباً وبلع الرطوبة عامداً حتى لو كانت هذه الرطوبة من فمه بعد أن أخرج السواك وأعاده ثانياً، وهذا مما يؤكد لنا أن العبادة في جوهرها تستلزم الطاعة المطلقة للمولى سبحانه وتعالى دون أدنى نقاش.
ولا يبطل الصوم ابتلاع البصاق الذي في الفم وإن كان كثيراً مجتمعاً، وكذلك ابتلاع النخامة التي لم تصل إلى فضاء الفم.

مسألة (2) الجماع والجنابة

من المفطرات الجماع عمداً وهو إدخال مقدار الحشفة في القبل أو في الدبر صغيراً أو كبيراً ذكراً أو أنثى، وكذلك يبطل الصوم بتعمد إنزال المني سواءً بالمداعبة أو بغيرها كالاستمناء، ولا يضر الاحتلام نهاراً أثناء النوم فإنه يصح صومه لا شيء عليه.


مسألة (3) الكذب على الله ورسوله والأئمة عليهم السلام

من الكبائر الموجبة لدخول النار والعياذ بالله الكذب على الله ورسوله والأئمة عليهم السلام، وفعله في نهار شهر رمضان موجب لبطلانه فإنه لا يخفى أن هناك بعض المعاصي الكبيرة لا تبطل الصوم بمعنى لزوم القضاء عند ارتكابها كالغيبة فإنها من كبائر المعاصي وارتكابها يؤدي لعدم قبول الصوم لكنها لا تؤدي إلى البطلان بمعنى لزوم القضاء كالكذب على الله ورسوله والأئمة فإن من يتعمد نقل كلام كذب عن الله سبحانه وتعالى والرسول والأئمة صلوات الله عليهم أجمعين سواءً كان من القرآن الكريم أو حديثاً قدسياً أو حديثاً أو رواية غير صحيحة فإنه بالإضافة إلى ارتكابه معصية من كبائر الذنوب فإن صوم ذلك اليوم الذي كذب فيه باطل ويلزم قضاؤه، ويتحقق الكذب فيما إذا نقل الحديث أو الرواية ليلاً وأكده نهاراً وإن لم ينقله في النهار فإنه يبطل بذلك أيضاً.
ولو تأملنا لوجدنا أن هذا العمل خطير جداً إذ أنه تحريف للكلم عن مواضعه كما فعل أهل الكتاب من اليهود و النصارى كم يقول سبحانه وتعالى ﴿مِّنَ الَّذِينَ هَادُواْ يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَن مَّوَاضِعِهِ وَيَقُولُونَ سَمِعْنَا وَعَصَيْنَا وَاسْمَعْ غَيْرَ مُسْمَعٍ وَرَاعِنَا لَيًّا بِأَلْسِنَتِهِمْ وَطَعْنًا فِي الدِّينِ وَلَوْ أَنَّهُمْ قَالُواْ سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا وَاسْمَعْ وَانظُرْنَا لَكَانَ خَيْرًا لَّهُمْ وَأَقْوَمَ وَلَكِن لَّعَنَهُمُ اللّهُ بِكُفْرِهِمْ فَلاَ يُؤْمِنُونَ إِلاَّ قَلِيلاً (46) سورة النساء وهذا يؤدي إلى ضياع أحكام الله و اندثارها.
أما الكذب على العلماء والفقهاء وإن كان محرماً لكن لا يبطل الصوم إلا إذا أرجع إلى الكذب على الله ورسوله.


وينبغي لفت الانتباه إلى لزوم ترك مطلق الذنوب في شهر رمضان أو في غيره فإنها تؤدي إلى عدم قبول الصوم و غيره من العبادات، فما فائدة كونه صحيحاً وه غير مقبول؟